إيلاف من لندن: تحشد قوى سياسية وناشطون لتجمعات وفعاليات شعبية تنطلق غداً الجمعة للتأكيد على مطالب الاحتجاجات التي انطلقت عام 2019 وذلك في ذكراها الثانية.
وقال موقع "ثوار تشرين"على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك ان ظاهرات واسعة ستنطلق في 13 محافظة عراقية في الذكرى الثانية لثورة تشرين التي انطلقت في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019.
وبحسب ناشطين سيكون الهدف من التظاهرات الحفاظ على زخم المطالب الشعبية والتأكيد على ثوابت ومطالب "ثورة تشرين" المتمثلة بإسقاط النظام السياسي ومنظومته الطائفية وكشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وستنطلق التظاهرات في العاصمة في الساعة الحادية عشر صباحاً بالتوقيت المحلي من ساحة الفردوس إلى ساحة التحرير وسطها والتي شهدت تفجر الاحتجاجات تلك.

تأكيدٌ على سلمية الاحتجاج

وخلال الاجتماع الأول لما اطلق عليه المجلس التشاوري للقوى والحراكات التشرينية بمشاركة 19 ممثلاً عن نقابات ومنظمات وأحزاب مدنية ديمقراطية وعدد من عوائل شهداء الاحتجاجات فقد تم بحث السبل والآليات الكفيلة بإحياء الذكرى الثانية لاحتجاجات تشرين.

وأشارت هذه الفعاليات في بيان ختامي حصلت "ايلاف" على نصه الى ان هذا الحراك الشعبي يعد "واحدا من أهم الصفحات المشرقة في تاريخ العراق السياسي الحديث والتي أظهرَ فيها شعبنا - بكل مكوناته - للعالم حرصه على إعلاء الهوية الوطنية الجامعة، وتوقه للحرية والكرامة والعدل الاجتماعي، عبرَ شعارات مثلت صرخة مدوية إزاء الأداء الفاشل والطريقة السيئة التي تدار بها الدولة العراقية، والقائمة على أساس التحاصص والتغانم الطائفي والعرقي" .

ولقد أجمعَ المشاركون على أن "الانتفاضة مستمرة في الوجدان والضمير الجمعي لشعبنا، تجسدت وبشكل جلي، في عدد كبير من التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية، التي لم تنقطع أو تتوقف، وفي جميع محافظات البلاد المنتفضة، التي لا تزال تطالب الى اليوم بضرورة: تغيير النظام السياسي الفاشل والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبة الفاسدين والعمل على استرداد أموال الشعب المنهوبة".

وشددوا على أهمية الحرص على سلمية الاحتجاج، ووحدة المطالب وضرورة اليقظة والحذر للتصدي لكل الممارسات غير المسؤولة التي قد تصدر عن جهات مشبوهة ومَن تسول لهُ نفسه العبث بأرواح شاباتنا وشبابنا المنتفضين عبر العمل على حرف مسار الاحتجاجات السلمية والسعي لإغراقها بالدماء".

نريد وطن

ومن جهته قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي واستلمت "ايلاف" نسخة منها اليوم ان شعار "نريد وطن" الذي رفعه المتظاهرون كثف كل المطالب فالناس تريد وطنا يؤمّن لأبنائها العيش الكريم والكرامة والحرية الحقيقية، "وطن بلا فساد، وطن بلا هيمنة من قبل فئات معينة على حساب فئات اخرى".

ولفت الى أن منظومة المحاصصة الطائفية "كانت في حالة رعب بسبب الزخم الجماهيري".. منوها الى ان رسالة الانتفاضة وصلت للقوى السياسية المتنفذة والمتحكمة بصناعة القرار"فقد ادركت تلك القوى ان هناك هوة بينها وبين الشعب وبينها وبين من يدعون تمثيلهم وان الكثير من رموزهم وخطابهم الذي كانت له هيبة معينة وبعض الاحيان قدسية معينة، كل هذا تكسر".

وعن قتلة المحتجين قال فهمي "بعد سنتين من اندلاع الانتفاضة مازلنا نتحدث لحد الان عن قتلة طلقاء، لم يتم القاء القبض عليهم".. وعدّ "معظم الجرائم التي جرت عمليات اغتيال سياسي وتقف وراءها جماعات سياسية وربما مسلحة ايضا لكن الحكومة عندما تريد أن تلاحق هؤلاء، فانها تكتفي بالمنفذين المباشرين الذين هم في كثير من الاحيان هاربون خارج البلاد وهي لا تسعى للمضي بمحاسبة من يقف خلفهم، فاذا اردت ان تحاسب من خلفهم، ستصطدم بجماعات تمتلك السلاح وتمتلك القوة". ونوّه الى أن ملفات الفساد وكشف القتلة وحصر السلاح كلها ملفات مترابطة .

علامة فارقة

ومن جانبه اشار حزب "البيت الوطني" الى أن "ثورة تشرين علامة فارقة في تاريخ العراق المعاصر حملت أحلام وطموحات سالت لأجلهما دماء طاهرة".
واوضح الحزب في بيان تابعته "ايلاف" ان ذكرى الاحتجاجات سيتم احياءها عبر فعاليات اجتماعية واحتجاجية الأخرى داعيا جميع "ابناء الأمة العراقية الأحرار للمساهمة في تخليد ذكرى هذه الثورة الشعبية والمساهمة بالمسيرة والفعاليات الأخرى".

وكانت موجة من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية قد انطلقت في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات في وسط وجنوب البلاد في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 للمطالبة بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل.

وأوقعت هذه الاحتجاجات حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى لدى مواجهتها بالرصاص الحي من قبل المليشيات الموالية لايران وقوات الأمن وأرغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتشكيل مصطفى الكاظمي للحكومة في الثامن من أيار مايو عام 2020 والتي شنت حربا على الفساد وشكلت هيئة عليا لمتابعة قضاياه الخطيرة وتابعت قضايا قتل المتظاهرت واعتقلت بعض الجماعات المسلحة التي نفذت تلك الجرائم.