ايلاف من لندن : اعتبر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاعلان عن فوز كتلته الاثنين في الانتخابات البرلمانية المبكرة امس بانه انتصار على الفساد والمليشيات وتعزيز للاصلاح فيما عبرت الامم المتحدة عن خيبة الامل لضعف التصويت فيها.
وجاء ترتيب الكتل السياسية الحاصلة على اكثر عدد من مقاعد البرلمان الجديد البالغ عدد مقاعده 329 مقعدا وفقا للنتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات خلال التصويتين الخاص والعام مساء الاثنين فقد حصلت الكتلة الصدرية بزعام مقتدى الصدر على اعلى عدد مقاعد في البرلمان بواقع 73 مقعدا (54 مقعدا في البرلمان السابق) .. ثم تلتها كتلة تقدم السنية بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي بحصولها على38 مقعدا لتحتل المرتبة الثانية لتحل محل تحالف الفتح التابع للحشد الشعبي بقيادة هادي العامري والذي حصل على 14 مقعدا فقط بعد ان كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته.
وجاءت كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي في المرتبة الثالثة بحصولها على 37 مقعدا.
اما حركة امتداد الممثلة لمتظاهري الاحتجاجات فقد حصلت على 9 مقاعد خلال الانتخابات المبكرة.. فيما حصل المستقلون على 20 مقعدا وائتلاف عزم بقيادة خميس الخنجر على 15 مقعدا.. اما تحالف قوى الدولة الذي يضم تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي فقد حصل على خمسة مقاعد، ثلاثة منها للحكمة واثنان للنصر.
من جهته قدم رئيس الوزرا مصطفى الكاظمي الذي دعا الى الانتخابات المبكرة واشرف على جميع مفاصلها التهنئة للفائزين داعيا الى برلمان للبناء ودعم لدولة.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر وتابعتها "ايلاف" "اقدم التهنئة الخالصة لكل الأخوات والأخوة النواب الفائزين في الانتخابات، كما أهنىء القوى السياسية التي ستشكل مجلس النواب المقبل، الذي نتمنى أن يكون مجلس عمل وبناء ودعم للدولة".
الصدر يتعهد بمواجهة الفساد والسلاح
فور الاعلان عن فوز كتبته فقد وجه الصدر خطابا الى العراقيين متعهدا بمواجهة الفساد وسلاح المليشيات مشددا على ان كتلته هي الاكبر في البرلمان الجديد والمؤهلة لتشكيل الحكومة المقبلة.
واضاف أن انتصار الإصلاح انتصار للعراق ولن يكون هناك مكان للفساد والفاسدين بعد اليوم .. وقال "الحمد لله الذي أعز الإصلاح بكتلته الأكبر كتلة عراقية لا شرقية ولا غربية ، يضيء نورها من أرض العراق وشعبه وخيراته". وخاطب العراقيين قائلا "هذا يومكم يا شعب العراق وفيه انتصر الإصلاح، اليوم هو يوم العراق والعزيمة والثبات ويوم الشعب والدولة".
وقال انه "يوم الشعب والدولة والقوات الأمنية البطلة، يومٌ انتصر فيه المظلوم على الظالم وهو يوم العزيمة والثبات والنصر على الميليشيات".
وشدد على ان "العراق عراق المرجعية والحكماء والعقلاء والوجهاء وسنستنير بأقوالهم وأوامرهم، وسنعمل على توحيد صفوف العشائر ونعطيهم الدور الفاعل في حماية العراق واستقرار أمنه". واكد بالقول "لا مكان للفساد والفاسدين في العراق بعد اليوم وسنزيح الفساد بدمائنا إن اقتضت الضرورة، فهلموا إلى ورقة إصلاحية، لا تقاسم فيها للسلطة على مصالح الشعب". وقال "سنزيح الفساد بدماءنا، والشعب سيكون بكرامة في الداخل والخارج وسيكون رقيباً علينا".
وبين ان "كل السفارات مرحب بها ما لم تتدخل في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة، وأي تدخل سيكون لنا رد دبلوماسي وربما شعبي، فالعراق للعراقيين فقط ولن نسمح بالتدخل على الإطلاق".
وشدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة ويمنع استعمال السلاح خارج هذا النطاق "فقد آن للشعب أن يعيش بسلام، بل احتلال أو إرهاب". واشار الى انه "من الآن وصاعداً لن يكون للحكومة أو الأحزاب أن تتحكم بالأموال والخيرات بل هي للشعب ونفط الشعب للشعب وسنعمل على رفع مستوى الدينار العراقي ليكون بمصافِ العملات العالمية تدريجيا".
واعتبر أن "للإعمار والصناعة والزراعة والتربية والتعليم والصحة قسطا كبيرا من جهود الخيرين بلا فرق بين محافظة وأخرى الا من ناحية الحاجة وعدد سكانها وسيكون الشعب في عزة وكرامة في الداخل والخارج والرقيب علينا بعد الله".
وزاد بالقول "ليكن احتفال الشعب بالكتلة الأكبر بلا مظاهر مسلحة ودون إزعاج الأخرين".
وفور انتهاء الصدر من خطابه فقد تدفع المئات من انصاره على ساحة التحرير وسط بغداد للاحتفال بفوز الكتلة الصدرية في الانتخابات.
الامم المتحدة تعبر عن خيبة الامل لضعف تصويت العراقيين
وصفت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق اليوم الاقبال الضعيف للعراقيين على صناديق الاقتراع خلال الانتخابات كان المبكرة امس بانها مخيبة للامال.
وقالت البعثة في بيان تابعته "ايلاف" لقد "كان العاشر من تشرين الأول أكتوبر يوماً لجميع العراقيين ويسعدنا أن نلاحظ أن الانتخابات جرت بسلاسةٍ وشهدت تحسيناتٍ فنيةٍ وإجرائيةٍ كبيرة على الرغم من أن الإقبال كان مخيباً للآمال بالنسبة للكثيرين".
واشارت الى انه "من المهم أيضاً أن نُدرك أهمية انتخابات يوم الأمس بأنها تحقيق لمطلبٍ لطالما عبّر عنه العراقيون على مدى عامين، وأنها الانتخابات الخامسة في تاريخ الديمقراطية العراقية الفتيّة، لقد وقفت الأمم المتحدة إلى جانب جميع العراقيين، قبل وخلال يوم الانتخابات، وستواصل ذلك في قادم الأيام".
ونوهت إلى أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تستحق الإشادة بعملها الجاد لتنظيم انتخابات الأمس، كما نُشيد بالجهود الكبيرة التي بذلتها قوات الأمن العراقية يوم الاقتراع".. واعتبرت أن "الانتخابات ليست هدفاً بحدّ ذاتها، إنها وسيلةٌ لتحقيق غاية، وهذه الغاية هي تحسين إدارة الحكم، والشعب العراقي لا يستحق أقل من ذلك، والوقت هو جوهر المسألة".
من جهتها اصدرت أصدرت الأمم المتحدة من نيويورك بياناً بشأن الانتخابات التشريعية في العراق حيث قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان إن "الأمين العام يثني على نساء ورجال العراق لتصميمهم على إسماع صوتهم عبر صناديق الاقتراع في 10 تشرين الأول".
واشار إلى "الجهود المكثفة التي بذلتها الجهات الانتخابية والأمنية ذات الصلة لضمان إجراء انتخابات برلمانية مبكرة سلمية إلى حد كبير، والتي دعا إليها الشعب العراقي في سعيه للإصلاح والمساءلة وتحقيق مستقبل أفضل".
وأضاف دوجاريك، أن "الأمين العام حث أصحاب الشأن كافة على التحلي بالصبر والاحترام للجدول الزمني الانتخابي بينما تقوم المفوضية العليا للانتخابات بجدولة النتائج، لحل أية نزاعات انتخابية قد تنشأ من خلال القنوات القانونية المعمول بها، وإكمال العملية الانتخابية من خلال تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن". وشدد الأمين العام على أن "الأمم المتحدة تبقى ملتزمة التزاما كاملا بدعم حكومة العراق وشعبه".
9 ملايين عراقي شاركوا في التصويت
في وقت سابق اليوم قالت مفوضية الانتخابات ان نسبة التصويت الأولية في الاقتراع العام الذي جرى امس بلغت 41 بالمئة بينما بلغ عدد المصوتين 9 ملايين و77 الف و779 مواطنا.
واشارت المفوضية في بيان تابعته "ايلاف" الى أن نسبة التصويت الأولية في الاقتراع العام بلغت 41 بالمئة موضحة ان
عدد المصوتين للمحطات المستلمة بلغ اكثر من 9 ملايين مصوت موضحة ان عدد الشكاوى في التصويت الخاص بلغ 16 شكوى وفي التصويت العام 58 شكوى.
واوضحت المفوضية ان نسب التصويت لهذه الانتخابات في محافظات العراق الثمانية عشر كانت كما يلي: البصرة 40%، ميسان 43%، القادسية 42%، ذي قار 42%، النجف41%، المثنى 44%، بغداد- الرصافة 31%، بغداد- الكرخ 34%، كربلاء 44%، بابل 46%، ديالى 46%، الانبار 43%، واسط 44%، دهوك 54%، اربيل 46%، السليمانية 37%، صلاح الدين 48%، كركوك 44%، نينوى 42% .
يشار الى ان نسبة المشاركة في الانتخابات المبكرة التي جرت امس تفوق بنسبة ضئيلة عن نسبة المشاركة في الانتخابات العامة لعام 2018 والتي كانت 40 في المئة بحسب الارقام الرسمية.
خامس عملية اقتراع
والانتخابات هذه هي خامس عملية انتخابية منذ عام 2005 حيث تكتسب أهميتها من خلال اجرائها تلبية لمطالب تظاهرات الاحتجاج المليونية التي انطلقت في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 للمطالبة بالخدمات العامة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وارجاع الاموال المنهوبة من قبلهم.
واوقعت مواجهات القوات الامنية والمليشيات الموالية لايران للمحتجين حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نوفمبر عام 2019 لتجمع القوى السياسية على تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ليخلفه في رئاسة الحكومة في السابع من أيار مايو 2020 ويعلن بعد وقت قصير عن اجراء انتخابات مبكرة استجابة لمطالب المحتجين.
التعليقات