أديس أبابا: استؤنفت المعارك في منطقة عفار الإثيوبية المحاذية لإقليم تيغراي شمال شرق اثيوبيا، بعد شهر من الهدوء، وفق ما ذكرت مصادر إغاثية ومن المتمرّدين لوكالة فرانس برس، بعد هجوم جديد شنته قوات حكومة أديس أبابا.

في الأشهر الأخيرة، امتدّ النزاع الذي اندلع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما تدخّل الجيش الإتحادي في إقليم تيغراي لإطاحة جبهة تحرير شعب تيغراي، إلى منطقتي عفار وأمهرة المتجاورتين.

وأشارت مصادر إغاثية الثلاثاء إلى أنباء تفيد باندلاع اشتباكات مسلّحة في بلدة عفار في أورا، حيث قتلت جبهة تحرير شعب تيغراي عشرات المدنيين، مستخدمة الأسلحة الثقيلة.

ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقّق من هذه المعلومات بشكل مستقل. كما لم يتسنَّ الاتصال بالمسؤولين في منطقة عفار للتعليق.

اشتباكات وهجمات

نفى المتحدّث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي، غيتاشو رضا، في تصريح لوكالة فرانس برس استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين لكنّه أكّد وقوع المعارك الأخيرة في عفار.

وقال إنّ "قوات العدو تنهار وتتشتّت في بعض مناطق عفار"، في وصفه الاشتباكات الجارية على الحدود بين عفار وأمهرة.

اعتبر غيتاشو تقارير تفيد بشن هجمات بالأسلحة الثقيلة بأنها "اتهام (يهدف) لتشويه صورة قواتنا".

منذ نحو أسبوع، أبلغت مصادر إغاثية وأخرى تابعة للمتمرّدين وكالة فرانس برس بأنّ القوات الإثيوبية شنّت هجوماً جديداً يمثّل مرحلة جديدة من هذا النزاع الذي، بحسب الأمم المتحدة، أغرق مئات آلاف الأشخاص في ظروف أشبه بالمجاعة.

ولم يؤكّد المسؤولون في أديس أبابا صراحة الإستعدادات للهجوم، لكن أبيي قال هذا الأسبوع إنّ الحكومة "مسؤولة عن حماية مواطنيها في جميع أنحاء البلاد من أي عمل إرهابي".

السيطرة على تيغراي

في نهاية عام 2020، سيطرت القوات الإثيوبية بسرعة على تيغراي. لكن في نهاية حزيران/يونيو، استعادت الجبهة السيطرة على معظم مناطق الإقليم وواصلت هجومها في أمهرة وعفار من أجل كسر ما وصفته بأنه حصار إنساني على تيغراي.

في أيلول/سبتمبر، أكّدت الحكومة أنّ المتمردين قد تكبّدوا "خسائر فادحة" و "تم طردهم" في عفار. فيما أعلنت الجبهة، من جانبها، أنها سحبت قواتها من المنطقة من أجل إعادة انتشارها في جبهات أخرى، بينها أمهرة.

الأربعاء، قال غيتاشو إنّ الهدف العسكري الحالي للجبهة هو "صدّ الهجوم والذهاب إلى أي مدى ضروري لرفع الحصار عن سكان تيغراي".