إيلاف من لندن: أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الحرب على القبلية والعصبيات البغيضة التي يمكن استخدامها للعبث والهدم، وذلك في خطاب ألقاه في افتتاح جلسة الانعقاد لأول مجلس شورى منتخب.
وقال أمير قطر في خطابه، اليوم الثلاثاء، إنه "من منطلق حرصنا على تعزيز المواطنة القطرية المتساوية وترجمتها عمليا بوصفها علاقة مباشرة بين المواطن والدولة تقوم على الحقوق والواجبات أصدرت تعليماتي لمجلس الوزراء للعمل على إعداد التعديلات القانونية اللازمة التي تضمن هذه الغاية وعرضها على المجلس".
وأضاف أن المواطنة ليست مسألة قانونية فحسب بل مسألة حضارية وولاء وانتماء وواجبات تتطلب عملا اجتماعيا وتربويا مكثفا، مشيرا إلى ضرورة مكافحة تغليب العصبيات على الصالح العام.

وأشار الشيخ تميم إلى هو الجانب السلبي في القبلية الذي تفاجأنا جميعاً مؤخراً حين ذكرتنا بوجوده بعض تجلياته السلبية. وعلى الرغم من أن مجتمعنا الواعي تجاوزها بسرعـة، لا يمكننـا تجاهـل الـداء لمجـرد اختفـاء أعراضـه.
وأوضح أن القبلية والعصبيات البغيضة على أنواعها يمكن أن تُستخدم غطاء للهدم وإفساد الوحدة الوطنية، وهو ما لن تسمح به قطر في المستقبل.

التعاون الخليجي

وقال أمير قطر: وتحتم علاقات الأخوة والتاريخ والجغرافية المحافظة على مجلس التعاون والارتقاء بمؤسساته بما يتناسب مع طموحات شعوبنا. وقد حرصنا على تجاوز الخلافات داخله بالحوار، كما نسعى إلى ترسيخ الوفاق الذي تحقق في قمة العلا وتطويره.

وأضاف: نحن ننطلق من مبادئنا الراسخة فيما يتعلق بالعدالة في العلاقات الدولية، ومن أننا جزء من العالمين العربي والإسلامي، إذ لا نتنكر لهويتنا، كما إن الصناعة والتصدير المرتبطين بالطاقة، والاستثمارات في الخارج لأغراض تنويع مصادر الدخل ولصالح الأجيال القادمة وغيرها، هي مكونات رئيسة في سياستنا الخارجية.

علاقات عالمية

وتابع الشيخ تميم، القول: وقد عملنا على التوصل إلى علاقات جيدة مع جميع دول العالم، مع تشديد على تحقيق تفاهم استراتيجي طويل المدى مع الحلفاء على المستويين الإقليمي والدولي. ولا نسعى في ذلك إلى التنافس مع أحد ولا إلى محاكاة أحد، بل إلى شق طريقنا الخاص بالموازنة بين مبادئنا الراسخة وحدود مقدراتنا ومصالح شعبنا وشعوب منطقتنا.

وحول الدور القطري في الأزمة الأفغانية، قال تميم بن حمد: تعرفون أن قطر تذكر إيجابياً في سياق الحديث عن الأزمة الأفغانية، وذلك ليس فقط بسبب الجهود الإنسانية المقدرة دولياً التي بذلناها في هذا السياق، وإنما أيضاً بسبب تمسكنا بالحوار بديلاً عن الحروب، وبخيار الوساطة في حل النزاعات، الذي جعلنا نقبل طلب التوسـط بين الـولايات المتحـدة وحركـة طالبـان.