أديس أبابا: أعلنت الحكومة الإثيوبية فرض حالة طوارئ في كل أنحاء البلاد التي تشهد تجدّدًا للمعارك بعدما سيطر متمرّدو جبهة تحرير شعب تيغراي على مدينتين شماليتين رئيسيتين.

والسبت أعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي السيطرة على مدينة ديسي، والأحد أعلنت سيطرتها على مدينة كومبولشا.

وللمدينتين الواقعتين في إقليم أمهرة المحاذي لتيغراي أهمية استراتيجية، وهما تقعان على بعد نحو 400 كلم إلى الشمال من أديس أبابا، ولم تستبعد الحركة مواصلة تقدّمها نحو العاصمة.

ونفت الحكومة أن تكون قد فقدت السيطرة على هاتين المدينتين، لكن في حال تأكّدت سيطرة المتمردين عليهما فإنّ هذا الأمر سيشكل تحولًا كبيرًا في النزاع الدائر بين الجانبين منذ عام.

والإتصالات مقطوعة في غالبية أنحاء الشمال الإثيوبي حيث تفرض قيود مشدّدة على الصحافيين مما يصعّب التحقّق من مجريات الأحداث من مصادر مستقلّة.

وعلى الرغم من نفيها تحقيق المتمرّدين تقدّمًا ميدانيًّا، فرضت الحكومة الإثيوبية حال الطوارئ في كل أنحاء البلاد.

حالة الطوارئ

وأوردت مجموعة "فانا برودكاستينغ كوربوريشن" الإعلامية أنّ القيود المفروضة تشمل حظر التجوّل وإغلاق الطرق وتفتيش "كل شخص يشتبه بأنه تعاون مع المجموعات الإرهابية".

وأضافت المجموعة الإعلامية أنّ حالة الطوارئ تتيح للسلطات تجنيد "كل المواطنين الذين يمتلكون السلاح وهم في سن تسمح لهم بالقتال" وبتعليق صدور كل وسيلة إعلامية يشتبه بأنها تقدّم "دعمًا معنويًّا مباشرًا أو غير مباشر" لجبهة تحرير شعب تيغراي.

وأضافت أنه من المتوقّع أن يوافق النواب على الإجراء في غضون 24 ساعة.

وكانت السلطات الإثيوبية قد أمرت الثلاثاء سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة بتسجيل أسلحتهم النارية والإستعداد لحماية أحيائهم.

وأعلن المسؤول في مكتب إدارة الأمن والسلام في العاصمة، كينيا ياديتا أنه يتعيّن على كل السكان أن ينظّموا صفوفهم "من أجل حماية السلام والأمن في منطقتهم بالتنسيق مع قوات الأمن".

وأكّد المسؤول أنّ الشبان سيتم "تجنيدهم" و"تنظيم صفوفهم" لهذا الهدف وأنه سيتعيّن على كل "شرائح المجتمع" مضاعفة اليقظة بمن فيهم أصحاب المنازل الفنادق الذين يتعيّن عليهم التدقيق في هويات النزلاء والزوار.

وشنّ رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل السلام للعام 2019 حملة عسكرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 على تيغراي متّهمًا جبهة تحرير شعب تيغراي بتنفيذ هجمات على الجيش الفدرالي.

وعادت منذ حزيران/يونيو الشرارة إلى النزاع في تيغراي بعدما استعاد المتمرّدون السيطرة على معظم المنطقة في حزيران/يونيو وأجبروا القوات الإثيوبية على الإنسحاب إلى حد كبير. وواصلوا هجومهم في مناطق أمهرة وعفر المجاورة.

والإثنين قال أبيي أحمد إنّ مقاتلين أجانب يقاتلون إلى جانب جبهة تحرير شعب تيغراي، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

ويثير تجدّد المعارك قلق المجتمع الدولي الذي كرّر في الأيام الأخيرة دعواته إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى الإنخراط في محادثات سلام.

انتهاكات لحقوق الإنسان

ومساء الثلاثاء نصحت السفارة الأميركية رعاياها بعدم التوجّه إلى إثيوبيا كما نصحت المتواجدين على الأراضي الإثيوبية "بالإستعداد لمغادرة البلاد".

وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان قد شدّد في وقت سابق على أنّ واشنطن تعارض "تقدّم جبهة تحرير شعب تيغراي باتّجاه أديس أبابا وكل محاولة منها لمحاصرة أديس أبابا".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أنّه ألغى تفضيلات تجارية ممنوحة لإثيوبيا ما زاد الضغط على الحليفة التاريخية للولايات المتحدة بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في حملتها العسكرية في إقليم تيغراي.

وأعربت إثيوبيا التي مارست ضغوطًا في الأسابيع الأخيرة للبقاء في إطار "قانون النمو والفرص المتاحة في أفريقيا" (أغوا)، عن "خيبة أمل كبيرة" من جرّاء القرار.

وتخلّل النزاع الدائر منذ عام روايات عن إنتهاكات (مجازر وعمليّات اغتصاب...) خصوصًا بحق المدنيّين، وقد غرق الشمال الإثيوبي في أزمة إنسانية خطيرة يواجه فيها مئات الآلاف خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.