إيلاف من لندن: اجرت وزيرة الخارجية السويدية في بغداد الاثنين مباحثات مع الرئيسين صالح والكاظمي لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الامن والاقتصاد ومواجهة الارهاب واعمار المناطق المحررة فيما وقع البلدان مذكرة تفاهم حول علاقاتهما السياسية.

وخلال اجتماع لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي والوفد المرافق لها تعزيز علاقات البلدين، وتطوير التعاون المشترك بين بغداد وستوكهولم، فضلاً عن مناقشة الدور العراقي الإقليمي والدولي، ومتابعة مقررات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة وكيفية المضي في تنفيذها.
كما تمت مناقشة ملف الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش داخل العراق والتأكيد على محاسبة مرتكبيها فضلاً عن دعم المناطق العراقية المحررة من سيطرة التنظيم واعادة اعمارها.

وأكد الكاظمي على ضرورة "تطوير علاقات التعاون بين العراق والسويد والاتحاد الأوروبي ولاسيما في المجال الأمني والحرب ضد عصابات داعش الإرهابية وكذلك في مجال الاستثمار وتقديم التسهيلات اللازمة لعمل الشركات السويدية داخل العراق" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "ايلاف".
ومن جانبها ثمنت الوزيرة السويدية التي وصلت الى بغداد في زيارة رسمية تستغرق يومان الدور الإقليمي للحكومة العراقية في تعزيز استقرار المنطقة عبر انتهاجها سبل الحوار والتهدئة. وعبرت عن تطلع بلدها للمزيد من التعاون الثنائي بين العراق والسويد في مختلف المجالات.

صالح: لضرورة التعاون لمكافحة الارهاب والفساد والتطرف

ومن جهته بحث الرئيس العراقي برهم صالح في قصر بغداد الرئاسي مع الوزيرة السويدية آن ليندي ضرورة تعزيزالعلاقات بين بلديهما في مختلف المجالات وبما يلبي مصالح الشعبين والإشارة إلى الدعم الذي قدمته الحكومة والمنظمات السويدية للشعب العراقي في المجالات الإنسانية، ودعم جهود العراق في مكافحة الإرهاب والتطرق إلى احتضان السويد جاليةً عراقيةً كبيرة.

وأكّد الرئيس صالح أن العلاقات العراقية السويدية وثيقة ويجب تعزيزها عبر الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية.. مشيراً الى أن العراق يتطلع لتعزيز علاقاته مع أصدقائه في المجتمع الدولي ويدعم التنسيق المشترك في مواجهة تحديات الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف والفساد، والعمل الجماعي في مواجهة التداعيات الخطيرة للتغير المناخي وحماية البيئة.

وأضاف أن العراق يتبنّى سياسة خارجية متوازنة تنطلق من ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة وإرساء الأمن والاستقرار وتعزيز الترابط الاقتصادي والتجاري .. مشيراً إلى أن استقرار العراق عنصر محوري في استقرار المنطقة وسلامها كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "ايلاف".
من جانبها أكدت الوزيرة السويدية التزام بلادها دعم أمن واستقرار العراق، وتعزيز اقتصاده عبر خطط الإصلاح الوطنية، مشيدة بالتقدم الذي أحرزه العراق على الصعيد الوطني وجهوده في تخفيف توترات المنطقة.


الرئيس العراقي برهم صالح خلال اجتماعه في بغداد اليوم الاثنين 22 تشرين الثاني نوفمبر 2021 مع وزيرة خارجية السودي آن ليندي (الرئاسة العراقية)

مذكرة تفاهم عراقية سويدية
وخلال مؤتمر صحافي مع الوزيرة السويدية في بغداد اليوم قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسيـن ان العلاقات العراقية السويديـة تمضي باتجاه دعم العمل المشترك في جميعالمجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والمجتمعية موضحا انهما بحثا جملة ملفات تتعلق بعلاقات البلدين ومن بينها قضية طالبي اللجوء العراقييـن على الساحة السويدية حيث تم الاتفاق على التعاون معا للوصول الى حلول تساعد على تسوية مشاكلهم اضافة الى مناقشة العملية الانتخابية في العراق منوها الى انهما وقعا مذكرة تفاهم مشترك.
واشار الى ان الجالية العراقية في السويد تلعب دورا مهما في الحياة الاجتماعية والاقتصادية هناك موضحا ان الحكومة السويدية ساندت الشعب العراقي في حربه ضد الارهاب وكذلك المنظمات السويدية لعبت دورا مهما مساعدا في مختلف مناطق العراق . وبين ان علاقات العراق مع السويد لاتخص فقط الدعم السياسي المشترك والقضايا الدولية أو العلاقات التجارية والاقتصادية وانما تخص ايضا العلاقات المجتمعية العريقة .

ومن جانبها أدانت الوزيرة السويدية "الهجمات الإرهابية على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مؤكدة تطلع بلادها الى المزيد من العمل المشترك مع العراق .. موضحة أن السويد قدمت مساعدات للعراق بقيمة مليوني يورو . وعبرت عن القلق لاوضاع العراقيين على الحدود البيلاروسية . واشارت الى ان علاقات بلادها مع العراق وثيق وهي تتطلع الى المزيد من العمل المشترك.


وزيرا خارجية العراق والسويد عقب مؤتمرهما الصحافي في بغداد اليوم الاثنين (السفارة السويدية)

العراقيون اكبر جالية في السويد

وتعد الجالية العراقية ثاني أكبر جالية في مملكة السويد حيث بدأت هجرة العراقيين منذ ستينيات القرن الماضي اليها بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية وباتوا يشكلون نسبة 2% من عدد السكان البالغ نحو 10 ملايين نسمة اي حوالي 200 الفا. ولدى العراق سفارة في العاصمة ستوكهولم ولدى السويد سفارة في العاصمة بغداد وقنصلية في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي. والعلاقات بين البلدين بحسب تقارير صحافية تعود إلى الثمانينات عندما سمح العراق للشركات السويدية للعمل في العراق إلا أن العلاقات ساءت بعد غزو العراق للكويت عام 1990 ثم عادت العلاقات تدريجيا بعد سقوط نظام صدام حسين وتم نقل السفارة السويدية إلى العاصمة الاردنية عمان الأردن بعد غزو العراق عام2003 بسبب التهديدات الإرهابية إلا أنه تم إرجاعها إلى بغداد نهاية عام 2009.

ويفضل العراقيون السويد لكونها توفر فرص العمل وتحتضن اللاجئين اذ استطاعوا الاندماج في المجتمع السويدي وتعلم العادات والتقاليد وكذلك تعريف المجتمع السويدي بالتقاليد العراقية.
وفي وقت سابق رفضت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية المواطنين العراقيين إلى بلدهم بشكل قسري من السويد ودول الاتحاد الاوربي، مؤكدة على أنها تشجع العودة الطوعية كحل يرضي جميع الاطراف. كما طالب البرلمان العراقي حكومته والجهات المعنية بإعادة النظر بمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومتين العراقية والسويدية عام 2008 بشأن إعادة اللاجئين العراقيين فيها .