إيلاف من لندن: دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الجمعة إلى الكشف عن التحقيقات الخاصة بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي واعتقال الإرهابيين المنفّذين ومحاسبتهم معتبرًا أنها كانت تحد صارخ على سيادة الدولة وهيبتها.
وقال الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" أن "ممّا لا ينبغي التغاضي عنه هو هيبة الدولة وما حدث من اعتداء على منزل رئيس مجلس الوزراء فيه تعدٍّ واضح وصارخ على السيادة والهيبة وفيه إثارة فتنة وزعزعة لأمن العراق برمّته".


تغريدة الصدر يدعو فيها الجمعة 26 تشرين الثاني/ نوفمر 2021 إلى الكشف عن منفذي محاولة اغتيال الكاظمي (تويتر)

وأضاف الصدر أنه "من هنا صار لزاماً الكشف عن (المكشفوف) أعني الكشف عن التحقيقات الخاصة بهذا الملف وإلقاء القبض على الإرهابيين الذين قاموا بهذا العمل الإرهابي المشين وإنزال العقوبة المناسبة بهم".. وحذّر قائلاً "مع عدم الكشف عن ذلك فقد نضطر لكشفه مستقبلاً".
يشار إلى أنّ الكاظمي كان قد نجا في السابع من الشهر الحالي من محاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيرة مفخخة استهدفت مقر إقامته في المنطقة الخضراء وسط بغداد في هجوم لم تتبنّه أية جهة لحدّ الآن لكنه يعتقد أنه من تنفيذ مليشيات موالية لإيران رافضة لنتائج الانتخابات المبكرة الأخيرة والتي مُني بها تحالف الفتح المطلة السياسية لها بهزيمة قاسية وقد ردّ الكاظمي على المحاولة بالدعوة إلى التهدئة وضبط النفس.
وأوضحت وزارة الداخلية العراقية أن 3 طائرات مسيرة مفخخة أطلقت باتجاه منزل رئيس الوزراء إلّا أنّ القوات الأمنية أسقطت اثنتين فيما استهدفت الثالثة مقر الكاظمي موقعة أضرارًا مادية بينما أُصيب عدد من عناصر حمايته بجروح أيضًا.

اعتقال مسؤول مكافحة المتفجرات

وجاءت دعوة الصدر هذه بالتزامن مع اعتقال السلطات العراقية لمدير مكافحة المتفجرات في وزارة الداخلية العراقية على خلفية محاولة اغتيال الكاظمي حيث قامت قوة أمنية باعتقال اللواء صباح حسن الشبلي بسبب قيامه بتفجير إحدى المقذوفات "غير المنفلقة" وجدت فوق منزل الكاظمي بعد المحاولة ما اعتبرته محاولة لتضليل لجنة التحقيق التي تشكلت للتحري ومعرفة الجهة المنفذة لمحاولة الاغتيال.
وقد أثارت المحاولة غضباً محلياً ودولياً واسعاً حيث أدانها أعضاء مجلس الأمن الدولي في الثامن من الشهر الحالي مؤكّدين دعمهم "لاستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، والعملية الديمقراطية".


آثار قصف منزل الكاظمي في السابع من الشهر الحالي في محاولة لاغتياله (أ ف ب)

وأعرب أعضاء المجلس في بيان عن ارتياحهم لعدم إصابة رئيس الوزراء العراقي في الهجوم مؤكّدين على أنّ "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين".. كما شدّدوا على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظّميها ومموّليها ورعاتها وتقديمهم إلى العدالة" وحثّوا جميع الدول وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على "التعاون بنشاط مع حكومة العراق وجميع السلطات الأخرى ذات الصلة في هذا الصدد".
وقال الأعضاء أنّ "أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبرّرة بغض النظر عن دوافعها وأينما ومتى ارتُكبت وأيًّا كان مرتكبوها" .. وأكّدوا على ضرورة أن تكافح جميع الدول، بجميع الوسائل، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين الدولي والقانون الإنساني الدولي، التهديدات التي يتعرّض لها السلم والأمن الدوليَّين، عن طريق الأعمال الإرهابية".