إيلاف من لندن: تنتهي في بغداد اليوم الخميس عملية عد أصوات جميع المحطات الجديدة بانتظار مصادقة المحكمة الاتحادية ليتم اعلان النتائج النهائية للانتخابات فيما حذر الصدر من محاولات اغتيال المستقلين الفائزين فيها بينما هاجم العامري بلاسخارت بعنف.

وأكدت المفوضية العليا العراقية للانتخابات ان اليوم سيكون نهاية عمليات العد والفرز اليدوي تماما حيث ان الهيئة القضائية استكملت قراراتها الواردة اليها بشأن التحقيق في محطاتها البالغ عددها 870 محطة مشيرة إلى أنها بعد ان اكملت الاثنين عد اصوات المحطات الخاصة في محافظة ذي قار والبالغة 389 محطة فانها انتهت امس من عد محطات بغداد 184 محطة والمثنى 49 والنجف 31 وكانت النتائج متطابقة مع العد الالكتروني فيما يتم اليوم عد محطات نينوى البالغة 217 اذ سترسل نتائجها الى الهيئة القضائية للبت بها ثم ارسالها للمحكمة الاتحادية للمصادقة عليها ليتم اعلان النتائج النهائية وتحديد موعد انعقاد البرلمان الجديد.

وأشار عضو الفريق الإعلامي في المفوضية عماد جميل، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إن " المفوضية ستعلن النتائج بشكل نهائي وأسماء الفائزين بمقاعد البرلمان بعد انهاء ملف القبول من قبل الهيئة القضائية" .. لافتاً الى أن "تغييراً حصل في مقاعد الفائزين بمحافظات نينوى واربيل وبابل وكركوك والبصرة وبغداد". وقال "سنغلق اليوم نهائياً ملف عد وفرز المحطات وستنقل النتائج بملف ومحاضر تحقيق للهيئة القضائية للنظر فيها وستصدر الهيئة قرارها بخصوصها وأن أوصت بأنها أكملت النظر بالطعون تلك ستتجه المفوضية لإعلان أسماء الفائزين في الانتخابات".

واوضح ان "الهيئة القضائية لن تحتاج وقتاً طويلاً لإصدار قرارها وستحسم الموضوع في أقرب وقت ممكن".واضاف ان عملية العد اليدوي قد أدت إلى تغيير في المقاعد البرلمانية في ست محافظات هي بغداد والبصرة وأربيل ونينوى وكركوك وبابل.
يذكر ان عددا من القوى الخاسرة للانتخابات قد شككت بنتائجها متهمة اطرافا في المفوضية والحكومة ودولا خارجية بتزوير الانتخابات وقدمت طعونا الى السلطة القضائية وعلى اثر ذلك قامت المفوضية بإعادة العد والفرز اليدوي لمحطات الاقتراع المطعون بها غير ان النتائج لقيت دعما من مجلس الامن الدولي والمجلس الاعلى للقضاء العراقي.


عمليات العد اليدوي تنتهي في بغداد اليوم الخميس برمتها بانتظار المحكمة الاتحادية لاعلان النتائج النهائية (المفوضية )


الصدر يحذّر من اغتيال "المستقلين الفائزين"

ومن جانبه فقد حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات من محاولات قد تجري لاغتيال المرشحين المستقلين الفائزين بعضوية البرلمان الجديد أو التعدي عليهم وعلى وأصواتهم لإسقاطهم وإيصال متحزبين الى البرلمان.
وقال خلال اجتماعه في النجف امس مع عدد من النواب الجدد المستقلين ان الانتخابات التشريعية أفرزت فوز طبقة من المستقلين أكثر من غيرها على حساب المتحزبين وهذه صورة أكثر من جميلة لكن هناك من يعتبرها مخيفة له ولحزبه ولجهته. واشار الى ان الفوز سابقاً كان حكراً على بعض الأحزاب لكن يبنغي الحذر من سعي أحزاب لاستمالة مستقلين أما بالترغيب أو التهريب وهذا الأمر يحدث فعلاً إذ أن هناك تعدياً على المستقلين وأصواتهم لإسقاطهم وإيصال بعض المتحزبين من الأطراف الخاسرة ولكني أرفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً .

فيديو لقاء الصدر مع المستقلين الفائزين بعضوية البرلمان الجديد:

وقال "أحذر كذلك من قيام البعض بقتل مرشح بهدف تصعيد مرشح خاسر ومن هنا أطالب بحماية المستقلين والدفاع عنهم وعن أصواتهم وأن لا يتعدى عليهم لا بالترغيب ولا الترهيب او القتل ومستعد لتقديم أية خدمة مطلوبة". وأشار إلى أن "وجود المستقلين ونية غالبيتهم التوجه إلى المعارضة وعدم الانضمام للحكومة، وهذا شيء جديد وجيد، لا زلنا في توجهنا نحو حكومة أغلبية وطنية نريد أن يكون للمعارضة في البرلمان صوت فاعل ويؤخذ بمطالباتها شرط أن تكون غير فئوية او طائفية".

وشدد على ان الحل الوحيد لإنقاذ العراق "هو أن نشكل الحكومة والخاسر يكون في المعارضة أو العكس".. وموه بالقول "جربنا خلطة العطار وكانت فاشلة لذا لن اشترك في حكومة توافقية مطلقاً".. موضحا أنه "كل أربع سنوات لدينا انتخابات وخلال تلك السنوات يتصارع الشيعة وحين تأتي الانتخابات يريدون الائتلاف والتوافق وهذا يحدث أيضاً بالنسبة للسنة والاكراد وهذا ما لا استسيغه وقد جزعت منه ولا أريده، جربنا ذلك ومللنا"". وبين ان "تقسيم الكعكة أصبح أمراً معيباً وغير لائق أمام الشعب والعالم، ولن أشترك في حكومة ائتلاف أو حكومة توافقية فالذهاب للمعارضة أفضل لنا، لبناء الوطن بطريقة خاصة".
وأضاف الصدر "إننا لم نخضع لمراجع دين فكيف بوصاية من دولة أو أخرى، ولن نأخذ قرارنا من خلف الحدود".. مبينا انه طرح مبدأه هذا أمام أعلى السلطات في إيران وكذلك السعودية.. وشدد على أهمية "التعاون بين العراق وجيرانه وفق مبدأ السيادة الكاملة".

يشار الى ان آخر أرقام كشفت عنها مفوضية الانتخابات العراقية مؤخرا لعدد الاصوات التي حصلت عليها الاحزاب والتجمعات التي خاضت الانتخابات قد اكدت اكتساح المستقلين للاصوات ما يؤكد عدم ثقة العراقيين بالاحزاب الحاكمة منذ 18 عاما. فقد حصل المستقلون على مليون و716 الف و860 صوتا وجاءت بعدهم الكتلة الصدرية بزعامة الصدر بحصولها على 885 الف و317 صوتا ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني بنيله 764 الف و416 صوتا ثم تحالف تقدم برئاسة رئيس البرلمان الاخير محمد الحلبوسي بنيله 638 الف و66 صوتا وحل بعدهم رابعا ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بنيله 502 الف و196 صوتا.

وحصل تحالف الفتح بقيادة رئيس منظمة بدر هادي العامري على 444 الف و762 صوتا ثم تحالف عزم بزعامة الشيخ خميس الخنجر بحصوله على 417 الف و415 صوتا وتحالف كردستان للاتحاد الوطني وحركة التغيير بحصوله على 364 الف و829 صوتا فيما حلت بعدهم حركة امتداد الممثلة لمتظاهري احتجاجات تشرين بحصولها على 299 الف و299 صوتا .. ولتتراوح اصوات البقية بين 235 الف و64 الف صوت.

العامري يهاجم بلاسخارت بقوة
وعلى الصعيد نفسه فقد هاجم رئيس تحالف الفتح المظلة السياسية للمليشيات الموالية لايران هادي العامري الممثلة الاممية في العراق جينين بلاسخارت بقوة متهما اياها بالتدخل في الانتخابات ونتائجها وكأنها رئيس المفوضية العليا .
وقال خلال اجتماعه مع سفير الاتحاد الأوربي في العراق فيلة فاريولا "ان الحرص على المسار الديمقراطي هو السبب الرئيسي لمطالباتنا بانتخابات نزيهة وتداول سلمي للسلطة .. معتبرا "هذه الانتخابات هي الأسوأ منذ عام 2003 والمضي بنتائجها المزورة بهذه الطريقة هو نسف للعملية الديمقراطية في العراق".


العامري مجتمعا في بغداد مساء اربعاء مع سفير الاتحاد الاوروبي في العراق (مكتب العامري)

وقال "لدينا تعاون كبير وعلاقة طيبة مع بعثة الأمم المتحدة التي نؤمن بدورها الإيجابي، لكن ثقتنا بدأت تتزعزع بسبب الخروقات التي تقوم بها رئيسة البعثة الحالية جنين بلاسخارت والتي تتدخل في الانتخابات ونتائجها كأنها رئيس المفوضية العليا بل وكأنها مندوبة سامية والعراق لم ولن يقبل بأي مندوب سامي ويجب أن تلتزم بواجباتها المحددة" كما نقل عنه بيان صحافي تابعته "ايلاف" مساء الاربعاء. وأوضح أن اعتصامات الجماهير المعترضة على تزوير نتائج الانتخابات وسرقة أصواتهم هي الأكثر سلمية وانضباطاً منذ عام 2003.


من جانبه قال سفير الاتحاد الأوربي في العراق إن هناك أداءً جيداً في إدارة الأمور التقنية والفنية للانتخابات ولكن هذا لا يعني عدم وجود تزوير.. مشددا على انه يجب أن يتم النظر في كافة الطعون المقدمة بكل جدية مرحباً بكل الخيارات القانونية.. مؤكداً على أن استقرار العراق مهم جداً لدول أوروبا.
يشار الى ان تحالف الفتح بزعامة العامري كان الخاسر الاكبر في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الماضي اذ لم يحصل الا على 16 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان الجديد البالغة 329 مقعدا فيما كان له في البرلمان السابق 38 مقعدا الامر الذي جعله يدفع بانصاره الى تنظيم اعتصامات واحتجاجات امام بوابات المنطقة الخضراء وسط العاصمة دخلت شهرها الثاني وادت منتصف الشهر الحالي الى صدامات مع القوات الامنية اسفرت عن مقتل متظاهر واصابة 125 شخصا من الطرفين بجروح مختلفة.