نيويورك: أعلن القضاء الأميركي غداة الحكم بإدانة غيلاين ماكسويل في نيويورك بتهمة الاتجار جنسياً بقاصرات، إسقاط الملاحقات عن حراس السجن الذين أهملوا مراقبة شريكها رجل الأعمال جيفري إبستين في الليلة التي انتحر خلالها في زنزانته عام 2019.

وأصدرت محكمة مانهاتن الفدرالية الخميس أمراً وقّعه المدعي العام داميان ويليامز قضى بكفّ الملاحقات في حق توفا نويل ومايكل توماس.

وكان القضاء أصدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 لائحة اتهام في حق هذين الحارسين في سجن نيويورك، بعد ثلاثة أشهر من انتحار إبستين شنقاً في زنزانته في 10 آب/أغسطس، مستبقاً بذلك محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم جنسية.

واتُهم السجّانان بعدم تنفيذهما جولات المراقبة ليلة 9 إلى 10 آب/أغسطس 2019 إذ بقيا في مكتبهما يعاينان الإنترنت. ووُجِد إبستين ميتاً فجر يوم 10 آب/أغسطس، وخلص تشريح الجثة إلى أنه انتحر شنقاً.

وندّد وزير العدل الأميركي آنذاك ويليام بار بالثغرات "الخطيرة" في هذا السجن الذي يوصف عادة بأنه آمن، وكان إبستين يقبع فيه منذ توقيفه في تموز/يوليو 2019 ومقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم جنسية طالت خصوصاً عدداً من المراهقات.

وذكّر المدعي العام في مانهاتن في أمر كفّ الملاحقات بأن الحارسين كانا قد زوّرا "عمداً" و "عن سابق تصور وتصميم" عدداً من "الوثائق" لكي يُظهرا أنهما نفّذا جولاتهما في تلك الليلة.

ونقل مدير سجن "متروبوليتان كوريكشنال سنتر" يومها إلى وظيفة أخرى، فيما أوقف الحارسان عن العمل.

ودانت محكمة فدرالية في مانهاتن مساء الأربعاء معاونة إبستين السابقة وشريكة حياته البريطانية غيلاين ماكسويل بتهمة ارتكاب مجموعة جرائم جنسية، أخطرها الاتجار جنسياً بين العامين 1994 و2004 بفتيات قاصرات كان إبستين يستغلهنّ.

وأعلن وكلاء الدفاع عنها أنهم سيستأنفون الحكم، وقال شقيقها كيفن ماكسويل لمحطة ABC الخميس إنه مقتنع ببراءتها، واصفاً الحكم بأنه "ظلم كبير".

ارتياح للمحاكمة

أعرب عدد من ضحايا ماكسويل وإبستين عن ارتياحهن لنتائج المحاكمة.

وأملت آني فارمر إحدى النساء الأربع اللواتي ادعين على ماكسويل، في "أن يريح هذا الحكم كل من يحتاج إلى ذلك، ويُظهر أن لا أحد فوق القانون".

وأضافت فارمر (40 عاماً)، وهي الوحيدة التي أدلت بشهادتها دون اسم مستعار ضد ماكسويل "حتى النافذون وأصحاب الامتيازات سيحاسبون عندما يعتدون على الشباب ويستغلونهم جنسياً".

أما تيريزا هيلم التي اتهمت إبستين بالاعتداء عليها لكنها لم تكن طرفاً في محاكمة ماكسويل، فوصفت الأخيرة في مقابلة مع "بي بي سي" بأنها "ملكة التلاعب".

وقالت للمحطة التلفزيونية البريطانية "لن تتاح الفرصة لغيلاين ماكسويل بعد اليوم لأخذ أي شيء من أي شخص. لقد انتقلت إلى الجانب الآخر من الحرية. نحن الناجيات نتمتع بحريتنا".

وإذا كانت المحاكمة تمحورت على جيفري إبستين الذي كان في السادسة والستين عندما انتحر، حضر خلال محاكمة ماكسويل كذلك ظلّ عدد من المشاهير، كالأمير أندرو القريب من إبستين والذي يواجه منذ آب/أغسطس الفائت دعوى مدنية في نيويورك بتهمة "اعتداءات جنسية" قبل 20 عاماً، رفعتها ضده الأميركية فيرجينيا جوفري، الأربعينية اليوم.

ورحبت جوفري بالحكم مذكّرة بـأنها عاشت "هول اعتداءات ماكسويل"، ووجهت تحية إلى جميع النساء الأخريات "اللواتي عانين على يديها ودُمِرت حياتهن" بسببها.

وأملت في "يخضع للمحاسبة" أشخاص آخرون غير ماكسويل.