موسكو: أكدت مصادر أمنية في مطار ألماتي الدولي بكازاخستان قيام محتجين باقتحام المطار والسيطرة عليه، الأمر الذي تسبب بتوقف حركة الملاحة في المطار.
وأشار ضابط أمن المطار إلى توقف الرحلات الجوية اليوم بعد استيلاء متظاهرين على المطار الذي يبعد حوالي 15 كيلومترا عن مدينة ألماتي العاصمة التجارية لكازاخستان.

وأفادت تقارير بقيام محتجين باقتحام مبنى إدارة الشؤون الداخلية لمنطقة أويزوف، حيث شوهد قيام لصوص بسرقة أجهزة الصراف الآلي. كما أشارت المصادر إلى أن عناصر الجيش غادرت المطار أيضا، بالتزامن مع مغادرة موظفي المطار البناء.


متظاهرون يحضرون مسيرة في ألماتي، كازاخستان، في 4 كانون الثاني/ يناير، بعد ارتفاع أسعار الطاقة.

الرئيس يقيل الحكومة

وأقال رئيس كازاخستان قاسم جومرت توكاييف الحكومة معلناً حالة الطوارئ في البلاد بعدما تجددت التظاهرات في ألماتي، حيث أطلقت الشرطة القنابل الصوتية باتجاه أكثر من ألف متظاهر كانوا يسيرون نحو المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في المدينة

وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن أكثر من مئتي متظاهر اعتقلوا بتهمة "الإخلال بالنظام العام"، بينما جُرِحَ 95 من رجال الشرطة. وأضافت أن المتظاهرين قاموا "باستفزازات" عبر قطع الطرق وحركة المرور.


المتظاهرين اقتحموا العديد من المباني بما في ذلك مكتب رئيس بلدية ألماتي

حالة طوارئ

أعلن الرئيس حالة الطوارئ حتى 19 كانون الثاني/يناير في مناطق مانجيستاو حيث بدأت المظاهرات، وفي ألماتي، حيث يطبق حظر تجول ليلي من الساعة 23,00 إلى الساعة السابعة بالتوقيت المحلي.

وسيتولى نائب رئيس الوزراء عليخان اسماعيلوف منصب رئيس الوزراء بالإنابة حتى تشكيل حكومة جديدة.

ودعا "توكاييف" السكان في مقطع فيديو نُشر على موقع فيسبوك إلى الهدوء. وقال "لسنا بحاجة إلى صراع" بعد أن حذّر المحتجين في وقت سابق من أي "استفزاز".

وكانت حركة الاحتجاج قد بدأت الأحد بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن بغرب البلاد، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة الواقعة على بحر قزوين، ثم إلى ألماتي.

وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين لكن دون جدوى، عبر خفض سعر الغاز وتثبيته عند 50 تنغي (0,1 يورو) للتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام.

منصات التواصل

في ألماتي، ردد المتظاهرون الذين هاجموا بعض السيارات هتافات تطالب لحكومة مثل "لتستقل الحكومة" و"ليرحل الرجل العجوز" في إشارة إلى الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف.

وتعطلت منصات التواصل الكبرى "واتساب" و"تلغرام" و"سيغنال" في كازاخستان الأربعاء بينما حجبت مواقع وسائل الإعلام المستقلة على ما يبدو.

وتحدث التلفزيون الأربعاء عن اعتقال مدير مصنع لمعالجة الغاز ومسؤول آخر في منطقة مانجيستاو حيث تقع جاناوزن.

وقال هذا المصدر إنهما متهمان بـ"زيادة سعر الغاز دون سبب"، ما "أدى إلى احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد".

تضخم

وعانت كازاخستان، أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى، من تبعات انخفاض أسعار النفط والأزمة الاقتصادية في روسيا مما أدى إلى انخفاض قيمة التنغي الكازاخستاني وحصول تضخم قوي.

وتعتمد منطقة مانجيستاو على الغاز الطبيعي المسال كمصدر رئيسي لوقود السيارات وأي زيادة في سعره تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية التي بدأت بالفعل في الارتفاع منذ بداية جائحة كوفيد-19.

هذا وأفادت قناة "خبر 24" الكازاخستانية مساء الأربعاء عن تمديد حالة الطوارئ لتشمل مجمل الأراضي على أن تكون ساريةً حتى 19 كانون الثاني/يناير.

وقال مقدّم القناة باللغة الروسية إن حال الطوارئ "ستقيّد حرية التنقل، بما في ذلك وسائل النقل" وستمنع "الأحداث الجماعية والاحتفالات العائلية المرتبطة بالولادات والزيجات والوفيات".

وتابع أن القيود "ستُفرض إثر تدهور الوضع، لضمان الأمن العام وإعادة فرض القانون والنظام وحماية الحقوق وحريات المواطنين".

وأوضح أن في إطار حالة الطوارئ، سيُفرض حظر تجوّل من الساعة 23,00 مساء إلى الساعة السابعة صباحًا.