إيلاف من بيروت: في عمل يشكل تناقضًا مع الأدبيات الإيرانية وميليشياتها في الشرق الأوسط، خصوصًا في شأن صورة قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية بطائرة من دون طيار في يناير 2020 بوصفه محبوب الجماهير في إيران، تعرض تمثال الجنرال الإيراني المقتول للتخريب، بعد ساعات من افتتاحه في عاصمة إقليمية إيرانية الأربعاء الماضي.

فقد أضرم مجهولون النيران في تمثال لسليماني في شهركرد قرب أصفهان، ويبلغ ارتفاعه ستة أمتار، بعد ساعات من إزاحة الستار عنه رسميًا تخليدًا لذكرى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية.

ونسبت الوكالة إلى محمد علي نيكونام، الممثل الإقليمي للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قوله إن الجناة مجهولون، واصفًا ما حصل بأنه "عمل وقح يضاهي التدنيس".

لم يُعرف إن كان تمثال سليماني قد تعرض لأضرار جسيمة، لكن مجرد إحراقه يعدّ تحديًا للسلطات الإيرانية التي تقدس سليماني الذي شارك قبل أيام مئات الآلاف من الإيرانيين في أنحاء البلاد في إحياء ذكرى مقتله. ولقي ما لا يقل عن 56 شخصًا مصرعهم وأصيب الآلاف في حوادث تدافع رافقت احتشاد حشود ضخمة في شوارع كرمان، مسقط رأس سليماني.

وزعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن "وحدات المقاومة" أحرقت التمثال في شهركرد، واصفًا سليماني بأنه "قاتل". والمجلس الوطني للمقاومة هو الجناح السياسي لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي تسعى لإطاحة نظام الملالي في طهران.

وفي خلال حملة قمع ضد المعارضة في إيران في عام 1988، قُتل آلاف السجناء من أعضاء "مجاهدي خلق" في عمليات إعدام جماعية بلا محاكمة، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن سليماني متورط فيها.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "تلغراف".