الامم المتحدة (الولايات المتحدة): دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء إلى الإفراج الفوري عن أربعة جنود من الكتيبة الأجنبية التابعة للجيش الفرنسي والعاملة في إطار بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى.

وقال غوتيريش في بيان إنّ أعضاء البعثة "يتمتّعون بالامتيازات والحصانات الممنوحة لهم في إطار مهمة الأمم المتحدة"، مؤكداً أن الإجراءات المتّفق عليها بين الأمم المتحدة وإفريقيا الوسطى في حال الاشتباه في جريمة تتعلق بأفراد يعملون في المنظمة الدولية "لم تُحترم".

ودعا الأمين العام في بيانه "حكومة إفريقيا الوسطى إلى احترام جميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما فيها اتفاقية وضع القوات، وإلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن العاملين في بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى".

وبعد أن أبدت هيئة الأركان العامة الفرنسية في مطلع الأسبوع ثقتها بقرب الإفراج عن جنودها، فتحت جمهورية إفريقيا الوسطى الثلاثاء تحقيقًا في حين وُجّهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات إلى العسكريين الأربعة بأنهم أرادوا "اغتيال" رئيس البلاد فوستان آركانج تواديرا.

وكان الجنود الأربعة الذين قُبض عليهم أمام مطار بانغي أثناء مرافقتهم مسؤولًا عسكريًا كبيرًا في بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى، مسلحين ويرتدون زيًا عسكريًا.

وأشار المدعي العام في بانغي إلى أن الجنود الأربعة "يحملون الجنسية الفرنسية والإيطالية والرومانية والبلغارية" وكانوا يستقلّون مركبة لا تحمل شعار الأمم المتحدة، معلنًا عن فتح "تحقيق دوري لإظهار الحقائق".

وتداولت حسابات خاصة عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء منشورات تتهم الجنود الفرنسيين بالسعي إلى "اغتيال" رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فوستان آركانج تواديرا، مرفقة بصور لسيارتهم المزعومة وأسلحة "تمت مصادرتها" أثناء توقيفهم.

وتأتي هذه الحادثة في وقت تمرّ فيه العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة في فترة توترات بالغة على خلفية صراع شرس على النفوذ بين باريس وموسكو في البلد الذي يشهد حرباً أهلية منذ 2013.

وتتهم فرنسا جمهورية إفريقيا الوسطى بأنها "متواطئة" في حملة مناهضة لفرنسا قادتها موسكو على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، وأيضًا مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة بالاستحواذ على السلطة وموارد البلاد.