إيلاف من لندن: أعربت بريطانيا عن اعتقادها بأن وقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة ربما كان محاولة لمنح نفسها فرصة لإعادة ضبط قواتها لشن هجوم متجدد.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث استخباراتي، إن الهدف من ذلك على الأرجح "صرف الانتباه عن الإدانة الدولية".
وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية واصلت قصف ممرات الإجلاء التي كان ينبغي فتحها صباح اليوم السبت، لكن روسيا ألقت باللوم على "القوميين" الأوكرانيين في منع المدنيين من المغادرة.

خرق الاتفاقية

وقالت وزارة الدفاع: "من خلال اتهام أوكرانيا بخرق الاتفاقية، من المرجح أن تسعى روسيا لنقل المسؤولية عن الخسائر المدنية الحالية والمستقبلية في المدينة".
وكانت روسيا قد عرضت في وقت سابق فتح الممرات الإنسانية بالقرب من ماريوبول وبلدة فولنوفاخا لتمكين إجلاء المدنيين.
لكن مجلس ماريوبول أمر الناس بالعودة إلى ملاجئهم، قائلاً إن روسيا لم تلتزم بوقف إطلاق النار المتفق عليه في المدينة ونتيجة لذلك لن يكون سفر الأطفال والنساء وكبار السن آمنًا.

قصف روسي

وقال رئيس بلدية ماريوبول ، فاديم بويشينكو، إن المحادثات جارية ، مضيفًا: "للأسف، في الوقت الذي كنا مستعدين، بدأ جيش الاتحاد الروسي النظامي في قصف الممر الذي كان من المفترض أن نتحرك فيه. لذلك، لا يوجد نظام صمت اليوم في هذه اللحظة بالذات ... نحن ننتظر نظام الصمت هذا لتوفير ممر آمن وإخلاء آمن لسكان ماريوبول".
لكن وزارة الدفاع الروسية رفضت ذلك، وقالت إن أحدا لم يستخدم الممرات وأن "القوميين" الأوكرانيين منعوا المدنيين من المغادرة، وفقا لوكالة أنباء (ريا) الحكومية.
وتأتي خطة الإجلاء المتوقفة بعد أن قالت موسكو إنها وافقت على إنشاء طرق "خضراء" آمنة مع أوكرانيا للسماح للمدنيين بمغادرة مجتمعات ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق البلاد ومدينة فولنوفاكا الشرقية يوم السبت.

إجلاء مائتي الف

وقالت أوكرانيا إنها تعتزم إجلاء 200 ألف شخص من ماريوبول و15 ألفًا من فولنوفاكا، مع قيام الصليب الأحمر بدور الضامن لوقف إطلاق النار.
وتم التخطيط لاستخدام الحافلات، في حين تم حث أولئك الذين يسافرون بالسيارة على استيعاب أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وقالت مديرة العمليات في منظمة أطباء بلا حدود، كريستين جامت، إن لديها عددًا من الموظفين الذين لجأوا إلى ماريوبول مع عائلاتهم، وقالت إن الناس الآن "محاصرون" فعليًا ومُجبرون على جمع "الثلوج والأمطار" للحصول على المياه في المدينة.
ومع استمرار هجوم الكرملين، حذرت وكالات الإغاثة من كارثة إنسانية تتكشف مع نقص الغذاء والماء والإمدادات الطبية وتدفق اللاجئين على غرب أوكرانيا والدول الأوروبية المجاورة.