إيلاف من لندن: فيما يبدو أنه ردّ من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة على تسريبات أشارت إلى ترشيح الصدر لابن عمه جعفر الصدر لتشكيل الحكومة الجديدة فقد أكّد أنّه قد أدّى الواجب.
وكتب الكاظمي في تغريدة على حسابه في منصة "تويتر " تابعتها "إيلاف" مشدّداً بالقول "أدّينا الواجب الذي استُدعينا من أجله في خدمة شعب العراق العظيم". وأضاف "لم نتردّد أو نتقاعس أو نساوم على حساب المصلحة الوطنية، ولم نقدّم مصالحنا على مصالح شعبنا، كما لم ننجرّ إلى المساجلات والمزايدات".
وقال "أوصلنا الوطن إلى انتخابات حرّة نزيهة، ووضعنا بصبر أُسس تجاوز الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية الكبرى رغم العراقيل الداخلية والتحديات الخارجية، وأعدنا العراق عزيزاً إلى المجتمعَين الإقليمي والدولي، وفتحنا طريق مكافحة الفساد والمفسدين واستعادة الدولة من براثن اللادولة، وأخرسنا الارهاب وخلاياه وذيوله بعزم أبطال قوانا العسكرية والأمنية والإستخبارية".


تغريدة الكاظمي الجمعة 11 مارس 2022 عن تسريبات حول عدم ترشيحه لولاية ثانية (تويتر)

وأشار الكاظمي إلى أنّ "القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية التي أفرزتها العملية الانتخابية الديمقراطية تتحمّل اليوم مسؤولية حماية المسار الوطني من خلال إنهاء الإنسدادات السياسية، وتشكيل حكومة تتصدّى للإستحقاقات وتصون الوطن وتدافع عن وحدته ومقدّراته، ونبارك كل الجهود على هذا الطريق".
يشار إلى أنّ العراق قد شهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة في معظم محافظات البلاد اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019 ضد الفساد وانعدام الخدمات ومعارضة الهيمنة الإيرانية على مقدرات البلاد وأسفرت عن مقتل 560 متظاهراً وإصابة 21 ألفاً آخرين من المحتجين ورجال الأمن وأرغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتولي الكاظمي رئاستها ليعلن عن إجراء انتخابات مبكرة جرت فعلاً في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل استجابة لمطالب المحتجين وكانت من أنزه الانتخابات التي شهدها العراق بعد سقوط النظام السابق.
وقاد الكاظمي البلاد نحو دور أكثر فاعلية إقليمياً ودولياً وعمل على انفتاح العراق عربياً وأعاده إلى حاضنته العربية واستطاع جمع الأضداد في المنطقة في حوارات لتحسين العلاقات.
كما استطاعت الحكومة التي ترأسها الكاظمي من تحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية والتصدي للإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش والذي وجهت له ضربات قاسية أسقطت أحلامه في العودة لاحتلال أراضٍ عراقية مجدداً.


الكاظمي مترئساً لمجلس الأمن الوطني في 9 الشهر الحالي لاتخاذ إجراءات لمواجهة ارتفاع الأسعار وتأمين غذاء العراقيين (مكتبه )

تقديم الصدر لمرشح لرئاسة الحكومة
وتأتي تغريدة الكاظمي هذه بعد ساعات من اتصالات هاتفية أجراها زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات المبكرة الأخيرة مقتدى الصدر مساء الخميس بشكل مفاجئ مع قادة شيعة وسنة وأكراد شملت حلفائه كلاً من الزعيم الكردي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر إضافة إلى خصمه اللدود رئيس ائتلاف دولة القانون أحد قادة الإطار الشيعي نوري المالكي.
وقال مكتب الصدر في بيان مقتضب تابعته "إيلاف" أن "الاتصالات الهاتفية جرى خلالها التباحث حول بعض القضايا المهمة المتعلقة بالوضع العراقي الراهن".. فيما أوضحت مصادر سياسية أنها ناقشت كذلك حالة الانسداد السياسي التي تشهدها البلاد وضرورة التوصّل لاتفاقات تنجز بقية الاستحقاقات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية يرشح شخصية توافقية لتشكيل الحكومة الجديدة.

هل تم ترشيح جعفر الصدر؟
وإثر ذلك سربت مصادر سياسية معلومات عن أنّ الصدر قد رشح خلال اتصالاته الهاتفية تلك سفير العراق الحالي في لندن ابن عمه جعفر محمد باقر الصدر الذي كان الرئيس السابق صدام حسين قد نفذ فيه الإعدام في نيسان/ أبريل عام 1980.
وكان الكاظمي قد تولى رئاسة الحكومة في الثامن أيار/مايو عام 2020 إثر انتفاضة شعبية غير مسبوقة في معظم محافظات البلاد اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019 ضد الفساد وانعدام الخدمات ومعارضة الهيمنة الإيرانية على مقدرات البلاد وأسفرت عن مقتل 560 متظاهراً وإصابة 21 ألفاً آخرين من المحتجين ورجال الأمن وأرغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتولي الكاظمي رئاستها ليعلن عن إجراء انتخابات مبكرة جرت فعلاً في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي استجابة لمطالب المحتجين.

من هو جعفر الصدر؟
وجعفر الصدر سفير العراق في بريطانيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2019 هو الابن الوحيد للمرجع الشيعي الراحل محمد باقر الصدر الذي نفّذ النظام العراقي السابق الإعدام به وبشقيقته بنت الهدى في التاسع من نيسان/ أبريل عام 1980 بتهمة التخابر مع إيران وهو مؤسس حزب الدعوة العراقي عام 1957.
وقد عاش جعفر بعد إعدام والده في مدينة النجف ودرس في كلية الحقوق ثم غادر العراق عام 1998 متوجهاً إلى إيران حيث درس العلوم الدينية في مدينة قم وكان معمماً طوال دراسته الدينية التي استمرت هناك 8 سنوات والتي وصلت إلى آخر مراحل "بحث الخارج" الذي يوازي الدراسات العليا وهي الأخيرة في الحوزة الدينية ومن ثم توجه إلى الدراسة الأكاديمية وخاصة القانون وحصل على الماجستير من لبنان ولكنه نزع الزي الديني لأنه كما قال في إحدى المقابلات التلفزيونية كان يقيده خلال الدراسة في الجامعة الإسلامية بلندن.
وقد انتقل إلى بيروت حيث درس علم الاجتماع والإنثربولوجيا في الجامعة اللبنانية.
وعاد جعفر إلى العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وظل يتنقل بين بغداد وبيروت حتى انهي دراسته الأكاديمية فيها عام 2018 حاصلاً على شهادة الماجستير في علم اجتماع المعرفة وكان حصل على شهادة جامعية في القانون والفقه المقارن من الجامعة الإسلامية في لندن عام 2007 وكان أيضاً قد تابع الدراسات الدينية في النجف وقم بين عامي 2005 و2007.
وعن موقفه من الإسلام السياسي يشير جعفر الصدر قائلاً "حسب قناعتي وتجربتي الشخصية ودراساتي الدينية أيضاً لا أؤمن بأطروحة الإسلام السياسي كما تطرح من بعض المنظرين لذلك، كفكر الأخوان المسلمين وحركة طالبان وإلى حد ما التجربة الإيرانية".
وفاز جعفر بعضوية مجلس النواب العراقي مرشحاً مستقلاً ضمن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نذاك نوري المالكي في انتخابات عام 2010 لكنه استقال منها مطلع عام 2011 احتجاجاً على عدم توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وعجز الحكومة عن "تقديم أي شئ إلى الشعب".
ويجيد جعفر الصدر اللغات العربية والإنكليزية والفارسية وهو متزوج وله أربع بنات وولد.