جنيف: أعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها بعدما جمع مؤتمر للجهات المانحة لليمن عُقد الأربعاء أقل من ثلث المبلغ المستهدف الذي تقول المنظمة إنه ضروري لتجنيب البلاد كارثة إنسانية.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن المبلغ المستهدف من هذا المؤتمر هو 4,27 مليار دولار (3,87 مليار يورو) من أجل مساعدة 17,3 مليون شخص، إلا أن مجموع ما تعهّدت به الجهات المانحة في المؤتمر اقتصر على 1,3 مليار دولار.

كارثة إنسانية

وبحسب الأمم المتحدة يواجه اليمن الغارق في الحرب أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وقد شدّد الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش على ضرورة ألا تطغى الحرب الدائرة في أوكرانيا على الازمة التي تواجهها البلاد.

إلا أن المبالغ التي تم التعهّد بها كانت أدنى بكثير مما كان يعوَّل عليه، مما دفع بالمنظّمين إلى النظر في عقد مؤتمر ثان في وقت لاحق من العام الجاري.

وفي ختام المؤتمر الذي عُقد في جنيف قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث "استمعنا إلى 36 مانحا تعهّدوا بحوالى 1,3 مليار دولار للاستجابة الإنسانية"، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.

وتابع "إنه أمر مخيّب للأمل بأننا لم نتمكن حتى الآن من الحصول على تعهّدات من جهات اعتقدنا بأننا سنتلقى استجابة منها".

وشدّد غريفيث على تمسّك الأمم المتحدة بالتضامن الفعلي مع اليمن.

فمن أصل 31,9 مليون نسمة في اليمن، يحتاج 23,4 مليونا لمساعدات إنسانية، 12,9 مليونا منهم هم بحاجة ماسة إليها.

ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا مدمّرة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وبين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية.

وأدى النزاع إلى الآن إلى سقوط مئات آلاف القتلى ونزوح الملايين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح المؤتمر "ربما يكون اليمن قد انحسرت عنه عناوين الأخبار، لكن المعاناة الإنسانية فيه لم تهدأ وطأتها".

وتابع "منذ سبع سنوات يواجه الشعب اليمني الموت والدمار والتشريد والتجويع والإرهاب والانقسام والعوز على نطاق هائل".

وأضاف غوتيريش "يجب علينا، من منطلق المسؤولية الأخلاقية وكرم الإنسان ورحمته بأخيه الإنسان وبوازع التضامن الدولي ولكون الأمر مسألة حياة أو موت، أن ندعم الشعب اليمني الآن".

وأشار إلى ان الحرب الدائرة في أوكرانيا لن تؤدي "إلا إلى تفاقم" المعاناة في اليمن "مع الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والوقود وغيرها من الضروريات".

وقال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إن واشنطن ستساهم بنحو 585 مليون دولار لمساعدة اليمن.

وقال بلينكن "نواجه تحديات عدة حول العالم والأمر بغاية الصعوبة عندما تكون الأضواء مسلّطة على مكان آخر".

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية ارتفع بمقدار 1,2 مليون العام الماضي إلى 17,4 ملايين، ومن المتوقّع أن يبلغ 19 مليونا في النصف الثاني من العام 2022.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي خلال المؤتمر "لقد نفدت الأموال. نحن بحاجة إلى مليار دولار للأشهر الستة المقبلة وليس لدينا سوى ما يزيد بقليل عن عشرة بالمئة من هذا المبلغ".

وحذّر من أن عدد الاشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة آخذ بالتزايد و"سيرتفع من أكثر من خمسة ملايين إلى أكثر من سبعة ملايين".

وقال مفوض الحكومة السويسرية للمساعدات الإنسانية مانويل بيسلر إن المبلغ الذي تم جمعه "لا يلبي الاحتياجات الهائلة".

وأشار إلى تطلّعه لمعرفة موقف المانحين الخليجيين و"ما يعتزمون فعله إزاء أزمة التمويل هذه".

وشدد متحدثون كثر خلال المؤتمر على أن أي تقدّم لن يتحقّق إلا بإرساء السلام.

وتُعقد الشهر المقبل في الرياض محادثات بين الأطراف المتحاربين في اليمن ومن بينهم المتمردون الحوثيون.