إيلاف من الرياض: فرض إعلان مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن استضافته المشاورات اليمنية - اليمنية في الفترة المقبلة، واقعاً مختلفاً في سياق أزمة اليمن.
إذ يؤكد إعلان تكتل دول المجلس تنظيمه للمشاورات عن توافر الرغبة الخليجية الملحة إلى توحيد الصف اليمني، ورأب الصدع، وإنهاء أمد النزاع، إلى جانب تجاوز نقاط الخلاف بين المكونات اليمنية.

تكثيف التحركات الخليجية تجاه اليمن تدلل مضامينها تأكيد استمرار التكتل دعمه للشعب اليمني وحكومته الشرعية، ودعم المرجعيات الوطنية والدولية والأممية، إضافة إلى التزامه بدوره الإنساني للتخفيف من معاناة اليمنيين والانتقال إلى مرحلة جديدة لتنمية اليمن.

وفي سياق استضافة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاورات اليمنية - اليمنية، تفاءل محللون سياسيون بهذا الإعلان الخليجي، آملين أن يضع الملامح الرئيسة من أجل إنهاء الصراع الدائر في اليمن.

وفي هذا الصدد، وصف علي الشهابي، الباحث السعودي، رئيس المؤسسة العربية في واشنطن سابقاً، إعلان مجلس التعاون لدول الخليج العربية استضافة المشاورات اليمنية المرتقب تنظيمها في مقر الأمانة العامة الخليجية في الفترة المقبلة بـالعاصمة السعودية الرياض بـ الخطوة الجيدة، غير أنه أستبعد في حديثه لـ "إيلاف" تعاون جماعة الحوثي في مثل هذه المشاورات، لكنه شدد على أن هذا الإعلان من شأنه الكشف عن الطرف الذي لا يريد حلاً لهذه الأزمة.

دلالات قوية للإعلان الخليجي
وأكد الشهابي أن عقد التكتل الخليجي لمثل هذه المشاورات يحمل دلالات قوية، كما أن هذه الخطوة تعد فرصة إضافية لجماعة الحوثي من أجل الانضمام إلى عملية حل سياسي، لكنه أستبعد مشاركتهم، وأضاف: "في حال شاركت جماعة الحوثي فأني أستبعد أن يأخذوا العملية بجدية أو حتى أن يقدموا تنازلات لصالح الحكومة الشرعية".

من جهته قال عبد الله ناصر العتيبي، المتخصص في الإعلام السياسي، إن اليمن بحاجة للخروج من أزماته التي لا تنتهي، ويؤكد في حديثه لـ " إيلاف" أن مخرجات المشاورات التي من المقرر أن تستضيفها الرياض، ستنعكس إيجاباً على اليمنيين ومستقبلهم سواء أتى الحوثي للمحادثات أم لم يأت.

حضور الحوثي جزء من الحل
وفي سياق حديثه، يقول العتيبي: "إذا حضر الحوثيون إلى المحادثات فإنه سيكون جزءاً من الحل، وإن لم يأت فسيُقصى من الحل وستعمل المكونات اليمنية كافة على ضمان عدم تدخله فيما سيجتمعون عليه.
ويضيف إنه من حيث المبدأ، فإن اليمنيين بأطيافهم كافة ما عدا "الحوثي" يتقبلون عادة الوساطات الخليجية ويعملون بمقتضاها، ولو جزئياً، كما رأينا في الوساطة الخليجية عام 2011، والحوار الوطني في عام 2013.

توافقية الحلول.. لإنقاذ اليمن
ويكمل العتيبي وهو المتخصص في الإعلام السياسي، اليمنيين بأطيافهم كافة باتوا اليوم مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بأن الحل التوافقي هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد وأنه لا توجد فئة أو طرف أو فصيل قادر على الانتصار وحده.
وشدد على ضرورة جلوس اليمنيين على طاولة واحدة وجهاً لوجه، فهو الحل الأمثل للوصول إلى صيغة يمنية خالصة قد تقود إلى حل في المستقبل القريب، مضيفاً أن الحكومة الشرعية اليمنية بحاجة لإدخال أطراف يمنية أخرى في المحادثات مع الحوثيين، إذ أن الأوضاع الميدانية على الأرض اليمنية ليست كما كانت في العام 2015، فهناك قوى جديدة نشأت بحكم الواقع ولابد من أخذها بعين الاعتبار.

وتهدف المشاورات اليمنية إلى حثّ الأطراف كافة للقبول بوقف شامل لإطلاق النار والدخول في محادثات سلام، وتعزيز مؤسسات الدولة وأداء مهامها على الأراضي اليمنية، واستعادة الاستقرار والأمن والسلام، ووضع آليات مشاورات يمنية - يمنية مستدامة تؤسس لوعاء سياسي تشاركي من كل المؤسسات لتوحيد الجبهة الداخلية واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

الدعوة الخليجية
الدعوة الخليجية تمنح الحوثيين فرصة لتحكيم العقل ووقف الحرب الدموية وانقاذ الشعب اليمني عبر معالجة الوضع الانساني المتدهور، كما تعطيهم فرصة للاندماج ضمن الشعب اليمني ومكوناته وفي أن يكونوا شركاء في تحقيق الاستقرار والسلام ورفع مصالح اليمن فوق الحسابات الطائفية ومراجعة حالة التبعية للأجندة الإيرانية التخريبية.
ويبذل التكتل الخليجي مساعي دبلوماسية كبرى في سبيل وقف الحرب الانقلابية في اليمن ومعالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عنها، وإنقاذ الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة.