جنيف: فرّ أكثر من 3,5 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لها في 24 شباط/فبراير، حسبما أفادت الأمم المتحدة الثلاثاء.
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو الاثنين إن "حجم المعاناة الإنسانية والتهجير القسري بسبب الحرب يتجاوز بكثير أسوأ السيناريوهات المتوقعة".
أحصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 3,577,245 شخصا هربوا من أوكرانيا، في آخر تحديث للأرقام قرابة الساعة 12,00 بتوقيت غرينيش، أي بزيادة 67601 شخص منذ التعداد الأخير الاثنين.
وقال المتحدث باسم المفوضية ماثيو سالتمارش للصحافيين في جنيف "إنها حقاً مرحلة جديدة مأساوية للشعب الأوكراني، حدثت في أقل من شهر بقليل".
ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
حوالى 90 % من الفارّين هم نساء وأطفال. وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من 1,5 مليون طفل بين الفارين.
دفع ذلك وكالات الأمم المتحدة ويوروبول إلى التحذير من مخاطر استغلال هذه المجموعات الضعيفة.
قبل الغزو، كان يعيش في أوكرانيا نحو 37 مليون نسمة في المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، أي باستثناء شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014 والمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا.
بولندا
تستضيف بولندا وحدها أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين فروا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أي حوالى 6 من كل عشرة لاجئين.
منذ 24 شباط/فبراير، دخل 2,113,554 لاجئا إلى بولندا، وفقا لتعداد المفوضية.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا بالوما كوتشي للصحافيين في جنيف "يريد حوالى ثلثي هؤلاء اللاجئين البقاء في بولندا". ووفق مصادر بولندية، غادر نحو 200 ألف لاجئ جاءوا أوكرانيا بولندا بالقطار إلى دول أخرى.
وأعلن حرس الحدود البولندي أن عدد القادمين تراجع بنسبة 11 بالمئة الاثنين مقارنة باليوم السابق.
قبل الأزمة، كانت بولندا تستقبل حوالى 1,5 مليون أوكراني جاء معظمهم للعمل في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي.
أشارت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى أن 543,308 شخصا لجأوا إلى رومانيا. وعلى غرار مولدافيا يقرر العديد من اللاجئين متابعة طريقهم.
بعد وصولهم إلى مولدافيا الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة وهي من الأفقر في أوروبا، يواصل قسم من اللاجئين طريقهم إلى رومانيا أو المجر، غالبا للانضمام إلى أفراد من أسرهم.
واستقبلت مولدافيا 367,913 لاجئا، وفقا لإحصاءات مفوضية اللاجئين.
استقبلت المجر 317,863 لاجئا من أوكرانيا، حسبما أفادت أرقام مفوضية اللاجئين الاثنين.
وتوجد خمسة مراكز حدودية مع أوكرانيا. وحولت الكثير من المدن الحدودية مثل زاهوني المباني العامة إلى مراكز إغاثة، حيث يأتي مدنيون مجريون لتقديم الطعام أو المساعدة.
دخل 253,592 أوكرانيّاً إلى سلوفاكيا، بحسب تعداد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لغاية 21 آذار/مارس.
لجأ حوالى 252,376 شخصا إلى روسيا لغاية 21 آذار/مارس.
113 ألفا عبروا الحدود
وتشير المفوضية إلى أن 113 ألف شخص عبروا الحدود الروسية، قادمين من منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا بين 21 و23 شباط/فبراير.
استقبلت بيلاروس 4308 أشخاص حتى 21 آذار/مارس.
حذفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين القسم المتعلق بالدول الأوروبية الأخرى. وتوضح أن بالنسبة إلى البلدان المتاخمة لأوكرانيا والتي تعد جزءا من منطقة شنغن (المجر وبولندا وسلوفاكيا)، فإن الأرقام التي قدمها المفوض السامي هي لأشخاص عبروا الحدود ودخلوا البلاد.
وتقدر المفوضية أن "عددا كبيرا من الناس واصلوا طريقهم إلى دول أخرى".
إلى ذلك، تشير إلى أنها لا تحسب مواطني البلدان المجاورة الذين يغادرون أوكرانيا للعودة إلى ديارهم.
التعليقات