بالتعاون مع سلوفينيا وجمهورية التشيك، قمنا بإعداد قائمة بالإجراءات التي يجب على الاتحاد الأوروبي تنفيذها إذا كان يريد حقًا إنهاء الحرب.

إيلاف من بيروت: وارسو ـ منذ عشرة أيام، قمت برفقة ممتازة بزيارة مدينة كييف المحاصرة. على الرغم من أنني سافرت خارج حدود الاتحاد الأوروبي، شعرت أنني وصلت إلى قلب أوروبا - قلب جريح، نعم، لكنه قلب ينبض بقوة كبيرة. هكذا بدأ ماتيوز مورافيكي، رئيس وزراء بولندا، مقالةً نشرها موقع "بوليتيكو" بنسخته الأوروبية.

يضيف مورافيكي: "في كييف، هناك معركة تدور رحاها، ليس من أجل مستقبل أوكرانيا فحسب، لكن أيضًا من أجل مستقبل القارة بأكملها. فإذا سقطت كييف، ستكون نهاية أوروبا كما نعرفها".

لا حاجة لذريعة

بحسب مورافيكي، مر شهر منذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا. منذ ذلك الحين، فرض الغرب أربع مجموعات من العقوبات على روسيا - ومع ذلك تستمر الحرب. من الواضح أن الإجراءات ليست كافية. هناك الكثير مما يتعين القيام به وبسرعة. يكتب: "إلى أولئك الذين يحذرون من أن استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة، أسأل: هل احتاج بوتين يومًا إلى ذريعة لانتهاك القانون الدولي؟ هل احتاج واحد لمهاجمة جورجيا؟ هل احتاج واحدًا لاحتلال القرم؟ هل احتاج واحد لمهاجمة كييف؟"

يتابع: "تذكرني هذه الملاحظات بكلمات ونستون تشرشل، الذي ورد أنه وصف قرار استرضاء أدولف هتلر بأنه اختيار بين الحرب والعار. وأضاف: ’لقد اختاروا العار. سيخوضون الحرب أيضًا‘. سلبية السياسيين عشية الحرب العالمية الثانية لم توقف هتلر. أعطته مساحة أكبر للعمل. مهمتنا اليوم هي ألا نكرر نفس الخطأ. والأشخاص الذين تحدثت إليهم في أثناء وجودي في كييف لديهم شجاعة أكثر من قادة أكبر دول العالم. لكنهم يحتاجون إلى أكثر من مجرد التعاطف أو بيانات التضامن. إنهم بحاجة إلى دعم حقيقي. أعلم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان ممتنًا لزيارتنا مع رئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانشا ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا وزعيم حزب القانون والعدالة ياروسلاف كاتشينسكي. لكنه وبقية أوكرانيا على حق في توقع المزيد منا".

الخطة البولندية

إضافة إلى قطع مدفوعات النفط والغاز والفحم في أقرب وقت ممكن، أعدت بولندا وسلوفينيا وجمهورية التشيك خطة من 10 نقاط لدعم أوكرانيا وإنهاء الحرب. يعرض مورافيكي خطته في ما يأتي:

أولًا، يجب قطع جميع البنوك الروسية عن نظام سويفت الدولي للدفع. خلاف ذلك، فإن الاقتصاد الروسي سوف يتكيف مع الظروف الجديدة في غضون أسابيع قليلة.

ثانيًا، يجب أن نضع سياسة لجوء مشتركة للجنود الروس الذين يرفضون خدمة النظام الإجرامي في موسكو.

ثالثًا، يجب أن نوقف الدعاية الروسية تمامًا في أوروبا. حرية الكلام لا تعني الحق في الكذب.

رابعًا، علينا منع السفن الروسية من دخول موانئنا.

خامسًا، يجب فرض نفس الحصار على النقل البري داخل وخارج روسيا.

سادسًا، يجب أن نفرض عقوبات ليس فقط على الأوليغارشية ولكن على بيئة أعمالهم بأكملها.

سابعا، يجب علينا تعليق التأشيرات لجميع المواطنين الروس الذين يرغبون في دخول الاتحاد الأوروبي. يجب أن يفهم الشعب الروسي أنه سيتحمل عواقب هذه الحرب. ونأمل أن يديروا ظهورهم لبوتين.

ثامنًا، يجب فرض عقوبات على جميع أعضاء حزب بوتين، روسيا الموحدة. إنهم يعرفون جيدًا ما يحدث في أوكرانيا، وتواطؤهم لا يقبل الجدل.

تاسعًا، يجب فرض حظر كامل على تصدير التقنيات التي يمكن استخدامها للحرب إلى روسيا.

عاشرًا وأخيراً، يجب استبعاد روسيا من جميع المنظمات الدولية. لا يمكننا الجلوس على نفس طاولة المجرمين.

ماذا لو!؟

إذا لم يوقف هذا الحرب، فعلينا أن نذهب إلى أبعد من ذلك. في كييف، اقترحنا مهمة حفظ سلام تحت رعاية الناتو ومنظمات دولية أخرى. إذا لم نتمكن من فرض عقوبات فعالة، فليس لدينا خيار: يجب علينا حماية شعب أوكرانيا بدروعنا الخاصة.

يقول مورافيكي: "إذا أردنا استعادة السلام، يحتاج بوتين إلى معرفة مكان الخط الأحمر - الخط الذي لا يمكنه تجاوزه. لا يمكن أن تكون حقيقة امتلاك روسيا لترسانة نووية ذريعة للسلبية. يجب أن نكون مدركين لهذا التهديد، لكنه لا يمكن أن يعيقنا. وإلا فإن بوتين سيذهب إلى أبعد من ذلك. ماذا سنفعل إذا وصل بوتين إلى كيشيناو، عاصمة مولدوفا، بعد ذلك؟ أم إذا هاجم فيلنيوس ووارسو؟ ماذا لو أراد احتلال هلسنكي؟ هل سنبدأ في أخذ هذا التهديد على محمل الجد فقط عندما يرسل الدبابات إلى برلين؟ يجب رسم الخط ويجب رسمه الآن".

يختم مورافيكي مقالته بالقول: "الخطة التي نقترحها ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية. يجب أن نتحلى بالشجاعة حتى لا ندير ظهورنا لمعاناة أوكرانيا، وحتى نواجه هذا التحدي التاريخي".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "بوليتيكو"