كييف (أوكرانيا): أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أنّه لا يصدّق التعهّدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أنّ قواته تتحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد.

وجاء إعلان الرئيس الأوكراني بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها ستلتزم اعتبارًا من صباح الخميس وقفًا لإطلاق النار في ماريوبول إفساحًا في المجال أمام إجلاء المدنيين من المدينة الأوكرانية المحاصرة، ما اعتبرته نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية "تلاعبًا".

وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة "نحن لا نصدّق أحدًا، ولا حتّى عبارة جميلة واحدة"، مشيرًا إلى أنّ القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع في شرق البلاد.

وأضاف "لن نتنازل عن أيّ شيء. سنقاتل من أجل كلّ شبر من أرضنا".

وتستعد كييف لإرسال 45 حافلة الخميس لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول، حسبما قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك في تسجيل مصوّر نشر على تلغرام.

وتعهّدت الثلاثاء موسكو التي تقول إنها تريد التركيز على إقليم دونباس حيث تقع المنطقتان الانفصاليتان دونيتسك ولوغانسك، "الحدّ بشكل جذري من نشاطها العسكري في اتجاه كييف وتشيرنيهيف" في شمال البلاد، بعد المفاوضات الروسية الأوكرانية في اسطنبول.

وعلى المدى المنظور، "نتوقّع أن يزداد إطلاق النار على الوحدات الأوكرانية"، مع اعتبار "مهمّة محاصرة مدينة تشيرنيهيف" هدفًا، حسبما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية مساء الأربعاء عبر فيسبوك.

ولفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك الأربعاء إلى أنه لاحظ خروج وحدات معينة من كييف وتشرنيهيف، لكن "لم يكن هناك انسحاب مكثف للقوات الروسية من هذه المناطق"، على عكس ما تعهّدت به موسكو قبل يوم.

وتواصل القوات الروسية في الشرق "محاصرتها لمدينة خاركيف وقصفها"، بحسب هيئة الأركان الأوكرانية التي قالت إن "باتجاه دونيتسك، يحاول العدو السيطرة على بوباسنا وروبيجني والاستيلاء على ماريوبول" حيث يواصل الروس "تنفيذ هجماتهم".

وقال فاديم دينيسينكو، أحد مستشاري وزير الداخلية الأوكراني، عبر قنوات تلفزيونية أوكرانية إن "الروس بدأوا باستخدام مطار بريست (في بيلاروس) لقصف أراضينا".

وفي شرق أوكرانيا أيضًا، استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على طريق سريع استراتيجي يربط خاركيف بشوهويف. وقال مسؤول في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة فرانس برس "هناك جثث روسية منتشرة في كل مكان"، مضيفًا "كان القتال صعبًا جدًا (...) واستمر قرابة ثلاثة أيام".

وغادرت القوات الروسية مدينة تروستيانتس بعد شهر من احتلالها.

رغم المفاوضات التي جرت الثلاثاء في اسطنبول بين الوفد الروسي والوفد الأوكراني، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين مساء الأربعاء "في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة الى أي نتائج واعدة جدًا أو تقدم من أي نوع. هناك كثير من العمل لانجازه".

وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من جهته مساء الأربعاء إلى أن باريس لا ترى "تقدمًا" في المفاوضات الروسية الأوكرانية أو "أمرًا جديدًا" في الوضع في أوكرانيا بعد إعلان روسيا تقليص نشاطها العسكري حول كييف وشمال أوكرانيا.

وصرح لودريان لقناة فرانس-24 "الحرب مستمرة. في الوقت الحالي ليس هناك تقدم أو أمر جديد بحسب علمي".

وأكّد رئيس الوفد الأوكراني المُفاوض دافيد أراخاميا الأربعاء لقنوات تلفزيونية أن "المفاوضات مع البعثة الروسية ستُستأنف في الأول من نيسان/أبريل عبر الانترنت".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الأربعاء عن وقف لإطلاق النار ابتداء من الساعة 10,00 من صباح الخميس (07,00 ت غ) في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة من أجل إجلاء المدنيين.

وأضافت في بيان "لكي تنجح هذه العملية الإنسانية، نقترح تنفيذها بمشاركة مباشرة من ممثلي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر".

وقد استقبل الجانب الأوكراني الإعلان بهدوء، بحيث تحدثت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك عن ذلك باعتباره "تلاعبًا" إضافيًا، في مقابلة مع وسيلة إعلامية أوكرانية.

وبحسب الشهادات، نحو 160 ألف مدني محاصرين في هذه المدينة تحت القصف واختبأوا في ملاجئ دون كهرباء وينقصهم طعام وماء.

واتهمت السلطات الأوكرانية الأربعاء روسيا بقصف مركز للجنة الدولية للصليب الأحمر في ماريوبول وتشيرنيهيف.

اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بإطلاق قذائف فوسفورية على بلدة مارينكا الصغيرة في شرق البلاد الأربعاء.

واعتبر مدير الاستخبارات البريطانية جيريمي فليمينغ الخميس أنّ مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يخشون إخباره بالحقيقة" بشأن إستراتيجيته الحربية "الفاشلة" في أوكرانيا.

وأضاف "لقد رأينا جنوداً روساً - يفتقرون إلى السلاح ومعنوياتهم متدنية - يرفضون تنفيذ الأوامر ويخرّبون المعدّات الخاصّة بهم، بل ويُسقطون طائراتهم من طريق الخطأ".

وتابع "حتى لو كان مستشارو بوتين يخشون إخباره بالحقيقة، فإنّ ما يحدث ومدى جسامة هذه الحسابات الخاطئة يجب أن يكونا واضحين تماماً للنظام".

ويكرّر المسؤول البريطاني بذلك ما أدلى به في اليوم السابق مسؤول كبير في البيت الأبيض لجهة أنّ بوتين يتلقى معلومات مضلّلة حول مسار الحرب في أوكرانيا لأنّ مستشاريه يخشون إطلاعه على الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبّدتها روسيا بسبب غزوها جارتها.

وقال المسؤول في البيت الأبيض طالباً عدم نشر اسمه إنّ معلومات استخباراتية أميركية رفعت عنها السرية أظهرت أنّ "بوتين لم يكن على علم حتّى أنّ جيشه كان يجنّد متطوّعين ويخسرهم في أوكرانيا، ما يدلّ على انقطاع واضح في حصول الرئيس الروسي على معلومات موثوق بها". وتحاول الاستخبارات الغربية تسليط الضوء على إخفاقات روسيا في هذه الحرب والانقسامات داخل الدائرة المحيطة ببوتين.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الأربعاء أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن "الهجمات العشوائية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي وقد ترقى لجرائم حرب".

وكلّف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأربعاء قاضيا نروجيا عمل في عدة محاكم دولية ترؤس التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها روسيا خلال الحرب في أوكرانيا.

ووافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 4 آذار/مارس على قرار بتشكيل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني في أوكرانيا بعد الغزو الروسي.

وتنظم المملكة المتحدة مؤتمرا للمانحين الخميس من أجل التبرع لأوكرانيا بالمزيد من الأسلحة الفتاكة لمواجهة الهجوم الروسي، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء.

وأعلنت المملكة المتحدة مؤخرًا أنها سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي مضاد للدبابات، وبذلك يرتفع إلى أكثر من 10 آلاف عدد الصواريخ التي حصلت أو ستحصل عليها كييف من لندن منذ بدأ الجيش الروسي غزوه لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف أن خلال خمسة أسابيع من الحرب، أجبر أكثر من 4 ملايين شخص على الفرار من أوكرانيا. لم تشهد أوروبا مثل هذه الموجات من اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

واضطر أكثر من عشرة ملايين شخص، أي أكثر من ربع السكان، إلى مغادرة منازلهم.