نيودلهي: أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة بموقف الهند تجاه النزاع في أوكرانيا فيما أجرى محادثات يرجح أن يكون هدفها حض نيودلهي على مقاومة الضغط الغربي لإدانة غزو موسكو.

وقال لافروف في نيودلهي خلال لقائه نظيره الهندي س.جايشنكار "يرغب زملاؤنا الغربيون هذه الأيام في اختزال أي قضية دولية ذات مغزى بالأزمة في أوكرانيا (...) نقدّر أن الهند ترى الوضع مع جميع الحقائق في الحسبان، وليس فقط بطريقة أحادية الجانب".

وأضاف متحدثًا بالانكليزية "إن الصداقة هي الكلمة المفتاح لوصف تاريخ علاقاتنا وعلاقاتنا كانت متينة جدًا خلال عدة فترات صعبة في الماضي".

وامتنعت الهند عن التصويت على قرارات في الامم المتحدة تفرض عقوبات على موسكو. وتستمر في شراء النفط الروسي فيما تعتبر موسكو أكبر مزوديها بالسلاح.

وركّز جايشنكار على "أهمية وقف العنف وإنهاء الأعمال العدائية".

وتابع "يجب حل الخلافات والنزاعات من خلال الحوار والدبلوماسية واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وسلامة أراضيها".

ووصل لافروف إلى نيودلهي في ساعة متأخرة الخميس آتيا من الصين حيث أشاد ببكين معتبرا أنها جزء من "نظام عالمي جديد عادل متعدد الاقطاب".

وأعلنت موسكو التي تخضع لعقوبات غربية قاسية ردا على غزوها أوكرانيا في شباط/فبراير عن شراكة "غير محدودة" مع الصين التي امتنعت بدورها أيضا عن إدانة أنشطة موسكو الحربية.

لكن نيودلهي تشارك قلق الغرب إزاء تزايد نفوذ بكين في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. وقتل 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين في اشتباك عند الحدود المتنازع عليها في جبال هملايا في 2020.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن داليب سينغ، كبير مخططي العقوبات في واشنطن، قوله خلال زيارة لنيودلهي إن الهند لا يمكنها الاعتماد على روسيا في حال وقوع اشتباك آخر.

ونقلت عن سينغ قوله "لا أظن أن أحدا سيصدق أنه في حال انتهكت الصين مرة أخرى +خط المراقبة+ ستهب روسيا للدفاع عن الهند".

وتسعى الهند وروسيا إلى وضع آلية دفع بالروبية والروبل لتسهيل المبادلات التجارية والالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على البنوك الروسية، وفق تقارير إعلامية.

ووجهت روسيا كتابا إلى وزارة الدفاع الهندية تطلب تسهيل مدفوعات بقيمة 1,3 مليار دولار معلقة منذ الشهر الماضي، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز المحلية.

وقال سينغ إن الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، على تنويع مصادرها من الطاقة والدفاع.

لكنه أضاف أنه ستكون هناك عواقب للدول التي تسعى للالتفاف على العقوبات.

وقال "أتيت إلى هنا بروح صداقة لشرح آليات عقوباتنا، وأهمية الانضمام إلينا، وللتعبير عن عزم مشترك وللدفع بمصالح مشتركة. ونعم ستكون هناك تداعيات بالنسبة للدول التي تسعى بنشاط للالتفاف على العقوبات أو التعويض عنها".

أضاف "نحرص ألا تقوم الدول كافة، وخصوصا حلفاؤنا وشركاؤنا، بوضع آلية تعزز الروبل وتسعى لتقويض النظام المالي القائم على الدولار".

والهند عضو في تحالف كواد الرباعي، الذي يضم ايضا الولايات المتحدة واستراليا واليابان، وينظر له باعتباره قوة في مواجهة الصين.

بعد الاشتباك عند الحدود مع الصين في 2020، أرسلت الهند عتادا عسكريا كبيرا إلى الحدود وغالبيته روسي.

وكان من المقرر أن يلتقي لافروف برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في وقت لاحق الجمعة عندما قال إنه سينقل "أطيب تحيات" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.