جنين (الاراضي الفلسطينية): شن الجيش الإسرائيلي عملية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، جرى خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى، بعد يومين على هجوم تل أبيب الذي نفذه فلسطيني من المخيم وأودى بحياة ثلاثة أشخاص.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الفلسطيني أحمد السعدي (25 عاماً) قتل في الاشتباكات. وذكرت مصادر محلية أنه كان عضواً في حركة الجهاد الإسلامي التي يضم مخيم جنين أحد معاقل الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، عدداً من مقاتليها.

وأكدت "سرايا القدس-كتيبة جنين" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أن السعدي كان أحد كوادرها ومقاتليها. وتابعت "نحن ماضون في مقاومتنا وجهادنا مهما كانت الأثمان وإن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه غالياً".

وقال مصور لوكالة فرانس برس إن حشداً من المتظاهرين حملوا جثمانه السبت على نقالة مغطاة بعلم الجهاد الإسلامي خلال جنازته.

وتحدث الهلال الأحمر الفلسطيني عن جرح 12 فلسطينياً، أصيب عدد منهم بأعيرة نارية، خلال عملية الجيش الإسرائيلي التي انتهت ظهر السبت.

من جهتها قالت حركة حماس إن "عدوان الاحتلال على جنين يجب أن يشكل انتفاضة عارمة ضد المحتل الصهيوني في كل أرجاء الضفة الغربية".

القضاء على الإرهاب

وقال الجيش الإسرائيلي إن "مهاجمين مسلحين أطلقوا النار على القوات المسلحة وشرطة الحدود التي كانت تقوم بعملية مكافحة إرهاب في مخيم جنين للاجئين (...) ورداً على ذلك أطلقت القوات النار باتجاه المهاجمين". وأوضح أنه لم تسجل أي إصابات في صفوفه.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت أطلق الجمعة يد قوات الأمن "للتحرك" من أجل "دحر" موجة جديدة من "الإرهاب" في اسرائيل بعد الهجوم المسلح الذي وقع مساء الخميس في وسط تل أبيب واسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وحوالى عشرة جرحى.

وقال بينيت "نعطي الجيش الاسرائيلي وجهاز الأمن العام وجميع القوى الأمنية الحرية الكاملة للعمل من أجل القضاء على الإرهاب"، مؤكداً أن "لا حدود لهذه الحرب".

وأمر بينيت "بإبقاء معبر الجلمة (الذي يفصل مدينة جنين عن اسرائيل) مغلقاً حتى إشعار آخر بهدف تقييد امكانية الحركة من مدينة جنين وإليها"، متوعداً بأن "كلّ من ساعده (المهاجم) - بشكل غير مباشر أو مباشر - سيدفع الثمن".

مباركة الهجوم

وقالت الجهاد الإسلامي وحماس أكبر حركتين فلسطينيتين إسلاميتين مسلحتين أنهما "تباركان" هجوم تل أبيب، معتبرتين أنها تشكل "ردّاً طبيعياً" على "جرائم" إسرائيل.

لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رأى أن الهجوم "حادث مدان"، مشدداً على أن "دوامة العنف تؤكد أن السلام الدائم والشامل والعادل هو الطريق الأقصر" لضمان أمن واستقرار الاسرائيليين والفلسطينيين.

بعد مطاردة في شوارع مدينة تل أبيب الكبيرة، تمكنت قوات الأمن الاسرائيلية من تحديد مكان المهاجم رعد فتحي حازم (28 عاماً) وقتله في تبادل لإطلاق النار.

وقالت الاستخبارات الاسرائيلية إنه فلسطيني "ليس له انتماء معروف" لأي من الفصائل المسلحة وأصله من جنين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

وأكدت مصادر فلسطينية أن والد حازم ضابط متقاعد في قوات الأمن الفلسطينية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن اسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الضغط على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من أجل التوقف عن دفع معاشه التقاعدي.

عمليتان إسرائيليتان

وهذه ثاني عملية تقوم بها القوات الاسرائيلية في جنين خلال نحو أسبوع.

فبعد الهجوم الذي قتل فيه خمسة أشخاص الأسبوع الماضي في بني براك، الحي اليهودي المتشدد في إحدى ضواحي تل أبيب، داهم الجيش الإسرائيلي المنطقة التي ينتمي إليها المهاجم.

وقُتل ثلاثة مقاتلين من حركة الجهاد الإسلامي في تبادل لإطلاق النار في هذا المخيم المكتظ بالسكان والذي كان في قلب الاشتباكات خلال الانتفاضة الثانية مطلع الألفية الثالثة.

وقبل عشرين عاماً وبعد سلسلة من الهجمات الدامية ضد الإسرائيليين، شن الجيش هجوماً كبيراً في جنين قتل خلاله 53 فلسطينياً أكثر من نصفهم من المدنيين، و23 جندياً إسرائيلياً في قتال عنيف استمر عشرة أيام.

وكان بينيت ذكر الجمعة بأن الانتفاضة الفلسطينية الثانية "استمرت سنوات لكننا انتصرنا في النهاية" وبأن "موجة الإرهاب الفردي استمرت في 2015 لأكثر من عام ودفعنا ثمنها خمسين ضحية، لكننا في النهاية انتصرنا".

وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي "هذه المرة أيضاً سننتصر".