إيلاف من لندن: تصاعد الرفض والإدانة في العراق الثلاثاء للعمليات العسكرية التركية على أراضيه حيث اعتبرته الرئاسة تهديداً لأمنه القومي فيما رفضت قيادات سياسية لها وهدّد الصدر برد.
وقالت الرئاسة العراقية ان العملية العسكرية التي شنتها تركيا داخل الحدود العراقية في إقليم كردستان الشمالي خرقاً للسيادة العراقية وتهديد للأمن القومي العراقي.
وشدد ناطق باسم الرئاسة العراقية للرئيس برهم صالح في بيان تابعته "إيلاف" الثلاثاء بالقول "بقلق بالغ العمليات العسكرية التركية الجارية داخل الحدود العراقية في إقليم كردستان. أن تكرار هذه العمليات ومن دون تنسيق مع الحكومة الاتحادية العراقية رغم دعوات سابقة إلى وقفها وإجراء محادثات وتنسيق حولها هو غير مقبول".
وأضافت الرئاسة "في الوقت الذي نؤكد على تعزيز العلاقات الإيجابية مع تركيا على أساس المصالح المشتركة، وحلّ الملفات الأمنية عبر التعاون والتنسيق المشترك المسبق فأنّ الممارسات الأمنية الأحادية الجانب في معالجة القضايا الأمنية العالقة أمر مرفوض ويجب احترام السيادة العراقية".
واشارت الرئاسة العراقية إلى إنّ "قرار الدولة العراقية الرسمية وسياستها الخارجية الموحدة، ترتكز على رفض العراق المستمر بأنّ تكون أرضه ميداناً للصراعات وساحة لتصفية حسابات الآخرين والتعدي على سيادته وتهديد أمنه واستقراره الداخلي، وكذلك رفض أنّ يكون منطلقاً للعدوان و التهديد على أي من جيرانه".

زعامات عراقية ترفض
وفيما دانت زعامات سياسية عراقية ما اعتبرتها فقد هدّد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بأن العراق لن يسكت في حال تكرر القصف التركي للأراضي العراقية.


تغريدة الصدر الثلاثاء 19 أبريل 2022 رافضاً العمليات العسكرية التركية على الأراضي العراقية (تويتر)

وقال الصدر في تغريدة على تويتر تابعتها "إيلاف" أن "الجارة تركيا قد قصفت الأراضي العراقية بغير حق وبلا حجة وأن كان هناك خطرٌ يدهمها من الأراضي العراقية فعليها التنسيق مع الحكومة العراقية لإنهاء الخطر فالقوات الأمنية العراقية قادرة على ذلك".
وأضاف محذراً "إنْ تكرّر ذلك منها فلن نسكت عن ذلك فالعراق دولة ذات سيادة كاملة ولن يقبل بالتعدّي وزعزعة الأمن في أراضيه كما ولن يقبل بالإعتداء على دول الجوار الشقيقة والصديقة. علماً إننا مِمَّن يحبّد تقوية العلاقات المُشتركة والمُتوازنة مع دول الجوار كافة.. وكذا التعامل بالمثل دبلوماسياً وأمنيا لكي تكون تعاملاتنا وفقاً للأطر الدبلوماسية المعمول بها".
ومن جهته اعتبر رئيس ائتلاف النصر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الثلاثاء استمرار انتهاك تركيا للسيادة العراقية أمر خطير ويقود إلى مديات مجهولة.
وعبر العبادي في تغريدة على تويتر عن استغرابه "من الصمت المريب على هذه التجاوزات وهي مواقف تثير التساؤل عن مسؤولية الدولة والقوى السياسية لحفظ البلاد وسيادتها". واضاف "أننا ننصح تركيا بحق الجيرة والدول الاخرى بإعادة النظر بسياساتها تجاه العراق".
كما دان رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم العملية العسكرية للقوات التركية في شمال العراق. وقال في تغريدة "إن "القصف الجوي والاقتحام العسكري البري الذي تقوم به القوات التركية في كردستان العراق أمر غير مقبول".
وطالب الحكيم الحكومة العراقية بمسك الحدود ومنع أي جهة إستخدام الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات ضد دول الجوار داعياً هذه الدول إلى احترام سيادة العراق وعدم تنفيذ عمليات عسكرية داخل أراضيه.
وكانت تركيا قد أعلنت أمس عن عملية عسكرية شمال العراق ضد عناصر حزب العمال الكردستاني.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قصف أهداف وملاجئ ومخازن ذخيرة لمسلحي الحزب في شمال العراق مشيراً إلى أن قوات خاصة شاركت في العملية العسكرية.
وقال إن "عمليتنا مستمرة بنجاح حتى الآن كما هو مخطط لها وتم اعتقال الأهداف التي تم تحديدها في المرحلة الأولى".
ومن جهتها أشارت وزارة الدفاع التركية الى إن طائرات حربية وهليكوبتر ومسيرة تركية قصفت أهدافاً لمسلحين الحزب الكردي التركي الانفصالي في شمال العراق في عملية جوية وبرية استهدفت منشآت تراوحت بين معسكرات ومخازن للذخيرة.
وأوضحت الوزارة في بيان إن العملية ركزت على مناطق ميتينا وزاب وأفاشين-باسيان في شمال العراق. وقالت إن هذه العملية استهدفت "منع الهجمات الإرهابية" و"ضمان أمن حدودنا" عقب تقييم بأن حزب العمال الكردستاني يخطط لشن هجوم على نطاق واسع. وأضافت أن المدفعية استخدمت أيضاً في قصف أهداف للمسلحين في العملية العسكرية.
وتشنّ تركيا غارات جوية بشكل منتظم على شمال العراق كما أرسلت قوات كوماندوس إلى المنطقة لدعم هجماتها.
وفي السنوات الأخيرة كثفت تركيا عملياتها البرية في شمال العراق كما وسعت عملياتها الجوية لتشمل مناطق أوسع بعمق الأراضي العراقية أبرزها مخمور وسنجار وتوعدت في أكثر من مناسبة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد تواجد تنظيم حزب العمال التركي الكردي في تلك المناطق.