سيول: التقى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول السبت في سيول للبحث في التحالف العسكري الثنائي، في ظل مخاوف من استئناف كوريا الشمالية التجارب النووية المعلّقة منذ خمس سنوات.

وبدأ بايدن نهاره بزيارة المقبرة الوطنية في سيول حيث دفن الجنود الأميركيين الذين سقطوا خلال الحرب الكورية (1950-1953).

ووضع الرئيس إكليلاً من الزهر عند النصب التذكاري الذي يكرم عشرات آلاف الجنود الذين لم يعثر على جثثهم.

ثم باشر محادثات على انفراد مع يون يعقد الرئيسان بعدها مؤتمراً صحافياً مشتركاً قبل عشاء دولة.

ويطغى التهديد الكوري الشمالي على أول رحلة لبايدن إلى آسيا بصفته رئيساً، في وقت يحذر البيت الأبيض بأن بيونغ يانغ قد تغتنم هذه المناسبة التي تلقى تغطية إعلامية واسعة لاختبار صاروخ أو قنبلة ذرية، وفق ما أفاد مسؤول أميركي.

وقال المسؤول طالباً عدم كشف اسمه للصحافيين الذين يرافقون بايدن في زيارته "نحن من جانبنا مستعدون".

تجربة نووية

وحذرت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية من أن الشمال أنجز الاستعدادات للقيام بتجربة نووية ستكون السابعة في تاريخه والأولى منذ خمس سنوات.

وفي واشنطن، أقر المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس بوجود خطر فعلي بأن تقوم بيونغ يانغ بـ"استفزاز".

وقال برايس "إننا قلقون من أن تحاول جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية القيام باستفزاز جديد خلال زيارة الرئيس إلى شمال شرق آسيا أو خلال الأيام التالية لها".

وما يزيد الأوضاع غموضاً تفشي وباء كوفيد-19 حالياً في كوريا الشمالية التي سجلت حتى الآن حوالى 2,6 مليون إصابة و66 وفاة بحسب آخر الأرقام الرسمية الصادرة السبت.

وتطرح هذه الأزمة الصحية وكيفية تأثيرها على قرارات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون العسكرية، اسئلة يسعى الأميركيون والكوريون الجنوبيون لإيجاد أجوبة عليها.

وفي مطلق الأحوال، فإن قرار القيام بتجربة نووية أو الامتناع عن ذلك سيكون حاسماً لتحديد مسار العلاقات الأميركية الكورية الجنوبية خلال السنوات الخمس من ولاية يون، على ما أوضحت المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) سو كيم لفرانس برس.

وقالت المحللة "إذا أجرى كيم تجربة خلال زيارة بايدن، سيساعد فعلياً البلدين على إيجاد دافع أكبر للعمل معاً حول مسألة كوريا الشمالية".

الاستراتيجية الأميركية

وإن كان التوتر مع الشمال والغزو الروسي لأوكرانيا على رأس المواضيع التي سيتم بحثها، فإن هدف بايدن الرئيسي من قمة السبت يبقى إقامة "علاقة شخصية قوية" مع يون الذي وصل إلى السلطة في 10 أيار/مايو، على ما أفاد المسؤول الأميركي.

وتعتبر كوريا الشمالية على غرار اليابان طرفاً أساسياً في الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى احتواء الصين والحفاظ على "منطقة حرة ومنفتحة" في المحيطين الهندي والهادئ، بحسب تعبير واشنطن.

وقال المسؤول إن الرئيسين "سيشددان على مدى القواسم المشتركة بيننا، ومدى تطابق وجهات نظرنا حول مجموعة واسعة من المسائل، ومدى التقارب بين البلدين وحجم تطلعاتنا إلى مزيد من التقارب"، مشيراً إلى أن المبادئ نفسها تنطبق على اليابان.

ولفت إلى أن العلاقة بين بايدن ويون "شهدت انطلاقة ممتازة" في أول لقاء بينهما الجمعة خلال زيارة لمصنع أشباه موصلات تابع لمجموعة سامسونغ في ضواحي سيول.

وكان بايدن أعلن في تصريحاته العلنية الأولى بعد وصوله إلى كوريا الجنوبية أن التحالف بين البلدين هو "دعامة للسلام والاستقرار والازدهار" في العالم.

ورحب بقرار سامسونغ بناء مصنع جديد لاشباه الموصلات في تكساس سيفتتح عام 2024.

وأعلن حاكم ولاية جورجيا بجنوب الولايات المتحدة الجمعة أن مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية للسيارات ستبني مصنعاً للسيارات الكهربائية والبطاريات.

وهذه أنباء سارة للرئيس الديموقراطي الذي يخشى حزبه هزيمة خلال الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، في ظل استياء الناخبين الأميركيين جراء التضخم وتأخر الانتعاش الاقتصادي بعد انحسار أزمة كوفيد.

ويتوجه بايدن الأحد إلى اليابان حيث يلتقي الإمبراطور ناروهيتو ورئيس الوزراء فوميو كيشيدا، ويشارك في القمة الإقليمية للتحالف الرباعي (كواد) الذي يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.