ايلاف من لندن : تحرك القضاء العراقي الخميس لمواجهة اعلامي هاجم مسؤولين ايرانيين وعراقيين باجراءات مشددة مُصدرا مذكرة اعتقال ضده .

فبعد ساعات من ابداء المجلس الاعلى للقضاء العراقي "أعلى سلطة قضائية في البلاد" امتعاضه من انتقادات وجهت له ولمسؤولين ايرانيين وعراقيين من قبل اعلاميين عبر برنامج تبثه قناة "العراقية" الرسمية واتهماها بعدم الحياد، اصدر القضاء مذكرة اعتقال اليوم ضد الاعلامي والمعلق السياسي سرمد الطائي.

اتهام خامنئي وسليماني بقتل العراقيين

خلال ظهور الطائي على قناة العراقية الرسمية مساء الاربعاء، هاجم بشدة المرشد الاعلى الايراني علي خامني وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني القتيل قاسم سليماني واتهمهما بقتل العراقيين، مشددا "ان قامة العراقيين أكبر منهما".

كما اتهم الطائي في تسجيل لظهوره على قناة العراقية، استمعت له "ايلاف"، رئيس المجلس الاعلى للقضاء العراقي فائق زيدان بالمنحاز لايران في قرارات القضاء.. واتهم أيضا رئيس تحالف دولة القانون نوري المالكي بتنفيذ الاجندات الايرانية في العراق.

كما هاجم الطائي الذي يتخذ من مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق مكانا لاقامة الرئيس العراقي برهم صالح بأنه يتعاون مع القضاء لتكبيل يد حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. وقال ان صالح شريك ايران في الوقوف ضد التحالف الثلاثي الذي يضم التيار الصدري وتحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني والذي يدعو الى تشكيل حكومة أغلبية بالضد من اصرار الاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران على تشكيل حكومة توافقية.

تعرض القضاء العراقي مؤخرا لانتقادات شديدة اثر اتخاذه لقرارات اعتبرت منحازة لجهة سياسية على حساب أخرى فيما لم يتحرك لحد الان لاتخاذ موقف من تجاوز الاستحقاقات الدستورية التي تمنع انتخاب رئيس للبلاد، واختيار رئيس للحكومة الجديدة، على الرغم من مرور 8 أشهر على الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في اكتوبر الماضي.

القضاء يهاجم القناة الرسمية

وقال المجلس الاعلى للقضاء اليوم في وثقية موجهة الى شبكة الاعلام العراقي التي تتبع لها قناة العراقية الرسمية واطلعت عليها "ايلاف" ان "مجلس القضاء الاعلى يحرص على حماية حرية التعبير عن الرأي والاعلام المكفولة بموجب المادة (38 ) من الدستور عبر الاعمام على كافة المحاكم بضرورة مراعاة معاملة الاعلاميين معاملة تنسجم مع طبيعة عملهم ضمن الاطار الدستوري".

وعبر المجلس عن أسفه لما اسماه "نهج قناة الدولة الرسمية (العراقية) بالاساءة الى مجلس القضاء الاعلى كمؤسسة وشخوص القائمين على ادارتها بتعمد اضعاف ثقة المواطنين بالقضاء وما يصدر عنه عن طريق استضافة من لديهم رأي سلبي (متطرف) بالقضاء عبر برنامح يديره اعلامي لديه راي شخصي سلبي ومتطرف ايضا يتطابق مع من يتعمد استضافتهم بقصد اخراج هذه الاساءات الى جمهور المشاهدين وكانها بدرت من ضيوف البرنامج لا من القناة".

وأشار المجلس الى انه يرى " ان هذا النهج غيرالمسؤول مفضوح للمتخصص ولا يليق بقناة تمول بشكل رسمي من اموال الشعب في ظرف يحتاج تكاتف جميع المخلصين على العراق ( فعلا لا قولا ) لتجاوز الازمات التي للأسف كان جزء منها بعض المحسوبين على وسائل الاعلام ممن اعتاد على اشاعة الاكاذيب والفوضى في المجتمع " على حد قوله.

يشار الى ان شبكة الاعلام العراقي قد قررت أمس منع ظهور المحلل السياسي الاعلامي سرمد الطائي في برامجها بعد ما قالت انها "اساءات" صدرت منه ازاء القضاء وشخصيات اخرى كما قررت الشبكة الغاء برنامج "المحايد" للاعلامي سعدون ضمد والذي يقدم في قناة العراقية.

أمر أعتقال

بعد ساعات من مهاجمة المجلس الاعلى للقضاء في بيانه منتقديه فقد اصدرت رئاسة محكمة استئناف بغداد -الكرخ مذكرة اعتقال ضد الاعلامي الطائي بتهمة اهانة المؤسسة القضائية.

مذكرة القضاء العراقي الخميس 2 يونيو 2022 باعتقال الاعلامي سرمد الطائي

وجاء في خطاب رسمي عن رئاسة المحكمة وموجه الى نقابة الصحافيين العراقيين وتابعته "ايلاف" ان "الممثل القانوني عن رئاسة محكمة إستنناف بغداد الكرخ الاتحادية قدم طلب إتخاذ الإجراءات القانونية بحق الإعلامي سرمد عبد الستار عبد الله معتوق الطاني لأرتكابه جريمة وفق أحكام المادة 226 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، وتعمده اهانة الموسسة القضانية في برنامج "المحايد" الذي بثتة قناة العراقية بتاريخ الاول من حزيران الجاري".

ووصف خطاب القضاء انتقادات الطائي للقضاء بأنه "خارج إطار حرية التعبير عن الرأي المكفولة بموجب الدستور العراقي". واشار الى انه " بالنظر لمجهولية محل إقامته وصدور مذكرة قبض بحقه بتاريخ 2014/1/8 من المحكمة المختصة بقضايا النشر والإعلام (الملغاة) في حينها فقد قررت هذه المحكمة (اليوم) اصدار مذكرة بحقه بدل مذكرة الأستقدام وفق المادة المذكورة".

اعلاميون يستغربون

استغرب اعلاميون لجوء القضاء الى مذكرة اعتقال عمرها 8 سنوات ولم تنفذ لحد الان وجعلها ذريعة للقبض على الاعلامي الطائي. والطائي كاتب وصحافي عمل في وسائل اعلام عراقية مختلفة وكان قد درس علم الكلام واللاهوت الاسلامي في جامعة قم الايرانية وتخرج منها عام 2000 وترأس تحرير صحف عراقية وعرف بمشاركته في البرامج السياسية التي تقدمها مختلف القنوات الاخبارية العراقية والعربية.