إيلاف من لندن: أعلن العراق الثلاثاء عن إقامة سد ترابي على حدوده الجنوبية مع إيران، فيما وقع البلدان مذكرة تفاهم أمنية وبحثا تأمين مشاركة ملايين الإيرانين في احياء اربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء.

واثر مباحثات اجراها في طهران اليوم وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي مع نظيره الايراني أحمد وحيدي فقد وقع البلدان اتفاقا أمنيا ومجموعة تفاهمات تتضمن تسهيلات دخول ملايين الزائرين الايرانيين براً الى العراق وتأمين مشاركتهم في احياء أربعينية الامام الحسين بن علي بن ابي طالب التي ستصادف هذا العام في شهر آب أغسطس المقبل.

وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان تابعته "ايلاف" ان مذكرة التفاهم تتعلق بخمسة ملفات مهمة من بينها مكافحة المخدرات ومنع التهريب عبر الحدود والأمن الحدودي ومراقبة المنافذ الحدودية وتحديد عدد الايرانيين الذين يعبرونها الى العراق.

واشارت الى ان المذكرة تتضمن تسهيل دخول المسافرين عبر المنافذ البرية اسوة بالمنافذ الجوية عبر المطارات والسماح بدخول الفي زائر إيراني يومياً برا.
كما تضمنت المذكرة الاتفاق على ضوابط حول اجراءات خاصة خلال الزيارة الاربعينية.. حيث اكد الوزير العراقي انه من خلال متابعة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سيتم العمل على تفعيل بنود مذكرة التفاهم هذه سريعا .

إلغاءٌ تدريجي لتأشيرات الدخول

وعقب التوقيع على مذكرة التفاهم أعلن الوزیر العراقي ان إلغاء تأشیرات الدخول برا مع ايران سيتم بشكل تدريجي اذ يمكن الغاء التأشيرة لألفي زائر إیراني يوميا.

وقال الغانمي في تصريحات للصحافیین "الیوم قمنا بزیارة ودیة للجمهوریة الإسلامیة واجتمعنا مع وزیر الداخلیة الإیراني" .. وأضاف "ناقشنا فی هذا الاجتماع موضوع ضمان الأمن في الحدود المشترکة بین البلدین والعدید من القضایا ذات الاهتمام المشترك بما فيها المعابر غیر الشرعیة للحدود والاتجار بالمخدرات والبشر".
وأوضح أن تفشي وباء کورونا کان له أثر سلبي علی حركة الزوار بين البلدين وبعد السیطرة علی الجائحة فقد تم فتح ممرات جویة بین البلدین وإلغاء التأشیرات للمسافرین جواً ".

وزيرا الداخلية العراقي والايراني يتحدثان الى الصحافيين في طهران الثلاثاء 7 حزيران يونيو 2022 عقب توقيهما مذكرة تفاهم أمنية بين بلديهما (اعلام ايراني)

طهران تتحدث عن 4 ملايين إيراني سيدخلون العراق

وقال مصدر إيراني أنه مع بقاء 100 يوم على موعد الزيارة الأربعينية يستمر المسؤولون الإيرانيون في التواصل مع الجانب العراقي ليتمكنوا من وضع برنامج مناسب للزيارة في هذا العام.
وأوضح ان الزوار الايرانيون قد استكملوا أخذ جرعات لقاح كورونا بانتظار تمكنهم من السفر الى العراق بعد ان اعلنت السلطات العراقية الشروط الصحية للزيارة الاربعينية لهذا العام.

خلاف حول عدد الايرانيين في أربعينية الإمام الحسين

ومن جهته قال رئيس اللجنة المركزية للزيارة الاربعينية في ايران مجيد مير احمدي ان ايران اكملت الاستعدادات لفتح المجال امام سفر 4 ملايين زائر نحو العتبات المقدسة في العراق لكن الامر يتوقف على السلطات العراقية التي اعلنت حتى الان عن امكانية استقبال 60 ألف زائر ايراني فقط في مناسبة الأربعين هذا العام بحسب قوله للإعلام الإيراني.

وأشار إلى ان البت في القضية سيتم بصورة أسرع هذا العام لأن العراق وضع برنامجاً لاستقبال اكبر عدد ممكن من الزوار الاجانب لكن الاعلان الاولي عن الاجراءات سيتم خلال الشهر المقبل.
يشار الى ان المسؤولين الإيرانيين يطالبون نظرائهم العراقيين باستمرار بعدم وضع القيود على اعداد الزوار من ايران وفتح الحدود البرية والغاء التأشيرة للسفر البري في ايام زيارة الاربعين.

وكان العراق قد الغى في وقت سابق تأشيرة الدخول للايرانيين الى اراضيه جوا لكنه مازال يفرضها على الداخلين برا وسط ضغوط ايرانية الى الغائها ايضا.

يشار الى ان زيارة الأربعين تعد إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرجون من محافظات العراق أفرادا وجماعات مطلع شهر صفر سيرا إلى كربلاء .. فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في أربعينية الإمام الحسين ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية ليصلوا في العشرين من الشهرذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة حتى أصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنوياً.

سدٌ ترابي على حدود البلدين بطول 100 كم

وبالترافق مع ذلك فقد أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة اليوم عن اقامة ساتر حدودي ترابي بطول 100 كم على حدود العراق الجنوبية مع ايران.

وقالت القيادة في بيان تابعته "إيلاف" ان نائب قائد العمليات عبد الأمير الشمري قد وصل مع وفد امني ومسؤولين من وزارة الموارد المائية للاشراف على انشاء سدة ترابية في هور الحويزة الجنوبي مع ايران لتأمين حدود العراق معها. ويبلغ طول الحدود الكلي بين البلدين الف و485 كيلومترا.

واضافت ان المسؤول العسكري قد وصل الى محافظة ميسان (365 كم جنوب شرق بغداد) يرافقه كل من وكيل وزارة الموارد المائية وقائد الحدود والمدير العام للهندسة العسكرية في الحشد الشعبي ومدير الهندسة العسكرية في وزارة الدفاع .

وأوضحت ان الوفد جاء للإشراف على انشاء سدة ترابية في هور الحويزة بطول 100 كيلو متر لغرض ضبط الحدود مع ايران ومنع حالات التهريب والجريمة المنظمة حيث تنشط من هناك عمليات تهريب البضائع والمخدرات بين الجانبين العراقي والإيراني في ظل وجود عصابات جريمة منظمة تتخذ من الاهوار ومناطق حدودية بعيدة عن أعين القوات الأمنية منفذا لها للتهريب وارتكاب الجرائم.

يشار الى ان هور الحويزة هو أحد اهم اهوار العراق وتحده ايران من الشرق ويبلغ طوله 80 كم وعرضه 30 كم وخلال الربيع يمكن لنهر دجلة أن يفيض مباشرة في الهور وتصل مساحة الهور القصوى إلى 3000 كم2 تقريبا تزيد وتنخفض بحسب نسبة المياه.

وتبلغ نسبة مساحة الهور في العراق 79% وفي إيران نسبة 21% والأجزاء الشمالية والمركزية من الهور هي دائمية ولكن الأجزاء الجنوبية تصبح موسمية في الحالات الطبيعية.