اعتقلت الشرطة في شمال الهند قياديا شابا بالحزب القومي الهندوسي الحاكم، على خلفية نشره تعليقات معادية للمسلمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك في أعقاب تعليقات مسيئة للنبي محمد كان مسؤول آخر في الحزب ذاته قد أدلى بها وأثارت موجة من الغضب الدبلوماسي دوليا.
وقال مسؤولون يوم الأربعاء إن هارشيت سريفاستافا، القيادي الشاب في حزب بهاراتيا جاناتا اعتُقل في مدينة كانبور بولاية أوتر براديش، وذلك بعد توترات طائفية وقعت الأسبوع الماضي أثناء مظاهرة قام بها مسلمون احتجاجا على تعليقات مسيئة للإسلام.
وقال براشانت كومار، المسؤول البارز في الشرطة: "لقد اعتقلنا السياسي المحلي لإدلائه بتعليقات معادية للمسلمين" ، مضيفا أن 50 شخصا على الأقل تم احتجازهم على خلفية أحداث التوتر التي شهدتها مدينة كانبور.
ولم يكن محام سريفاستافا حاضرا للتعليق.
وكانت تقارير أفادت بوقوع اضطرابات متفرقة في أجزاء أخرى من البلاد إثر تعليقات مسيئة للنبي محمد أدلت بها نوبور شارما المتحدثة باسم بهاراتيا جاناتا في حوار تليفزيوني.
وأعلن الحزب الحاكم إيقاف شارما عن عملها، فضلا عن طرد متحدث آخر يُدعى نافين كومار جيندال بسبب تعليقات أدلى بها عن الإسلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في بيان أن "حزب بهاراتيا جاناتا يدين بشدة إهانة أي شخصيات دينية تحظى بتقدير أتباع أي ديانة. كما يشدد الحزب على رفضه أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين. ولا يروّج حزب بهاراتيا جاناتا لمثل هؤلاء الأشخاص أو لمثل هذه الفلسفة".
واكتسب الغضب المحلي زخما جديدا بعدما طالبت قيادات من دول إسلامية عديدة، بينها قطر والسعودية والإمارات وعمان وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وإيران وأفغانستان، الحكومة الهندية بالاعتذار، فضلا عن استدعاء سفراء الهند بتلك الدول للاحتجاج على التعليقات المسيئة للإسلام.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا في بيان إن الإساءات أتت في سياق مشحون بالكراهية ضد الإسلام في الهند، فضلا عن مضايقات ممنهجة ضد المسلمين.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الهندية يوم الاثنين إن التغريدات والتعليقات المسيئة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن وجهات نظر الحكومة.
وأصبح هذا الجدل يمثل تحديا دبلوماسيا لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي عمل على مدار السنوات الأخيرة على تعزيز علاقاته بالدول الإسلامية الغنية بالنفط.
وصدرت التعليمات للعديد من أعضاء حزبه الهندوسي القومي الحاكم بـ "توخّي الحذر الشديد" لدى الحديث على منصات عامة.
وقال مراقبون إن الجدل قد يلقي بظلاله على بعض النجاحات التي حققتها الهند في الآونة الأخيرة.
ويقول النقاد إن تعليقات شارما وجيندال تعكس الاستقطاب الديني العميق الذي تشهده البلاد خلال السنوات الأخيرة. وقد ارتفع خطاب الكراهية والهجمات ضد المسلمين بشكل حاد منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة في عام 2014.
ويبلغ حجم تجارة الهند مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم الكويت وقطر والسعودية والبحرين وعمان والإمارات، 87 مليار دولار في عامي 2020-2021. كما يعيش الملايين من الهنود ويعملون في هذه البلدان ويرسلون ملايين الدولارات في شكل تحويلات مالية إلى أوطانهم. وتعد المنطقة أيضا أكبر مصدر لواردات الهند من الطاقة.
وقال أعضاء جماعة حقوقية إسلامية في الهند إنها المرة الأولى التي يستنكر فيها قادة أجانب ذوو نفوذ ما يتعرض له مجتمع الأقلية في الهند من إساءات.
وقال علي أصغر محمد، الذي يدير جماعة حقوقية تدافع عن المسلمين في مدينة مومباي: "أخيرا أصواتنا وجدت آذانا تسمعها، ليس غير القادة العالميين من يستطيع الضغط على حكومة مودي وحزبه لكي يغيّر توجّهه صوب المسلمين".
التعليقات