إيلاف من لندن: في آخر موقف تجاه خصومه السياسيين الذين يملكون مليشيات مسلحة موالية لايران فقد طالب مقتدى الصدري الاحد بفصل الحشد الشعبي عن المليشيات.
وجاء موقف الصدر هذا في بيان حصلت "ايلاف" على نصه في ذكرى اصدار المرجع الشيعي الاعلى في البلاد السيد علي السيستاني في 13 حزيران يونيو عام 2014 فتواه بدعوة العراقيين الى التطوع لقتال تنظيم داعش اثر احتلاله لمدينة الموصل ومحافظات غربية خلال ولاية رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي.

المنطقة تحترق

وأعتبر الصدر ان فتوى السيستاني قد "غيرت معادلة الواقع من الانكسار إلى الظفر والنصر.. محذرا من أن "المنطقة مازلت تحترق ومازالت الاخطار والاعداء يتربصون بنا من كل جهة".
وشدد الصدر على ضرورة عدم زج عنوان الحشد في السياسة والتجارة والخلافات والصراعات السياسية وفصله وقياداته عن الفصائل "المليشيات" وتصفيته من المسيئين.

بيان الصدر الاحد 12 حزيران يونيو 2022 عن مواجهة المليشيات المسلحة الموالية لايران (مكتبه)

واشار الى انه "لا ينبغي التغافل إطلاقاً بما يخص فتوى المرجعية العليا بتأسيس الحـشــد والتي كان لها الأثر الأكبر في حـشد المؤمنين والوطنيين واستنفارهم من أجل نصرة العراق والمقدسات.. فشكرا لهم".

ثلث العراق بيع لداعش من أجل السلطة

وقال الصدر انه الحمد لله الذي نصر المجاهدين في "استرجاع ثلث العراق المغـتصب والذي بيع بلا ثمن سوى من أجل السلطة" في اشارة الى المالكي .. مقدما الشكرلـ"أخوتنا وأحبّتنا في الموصل والأنبار وديالى وصلاح الدين وسامراء ممن رضوا بأن ندافع عنهم لنثبت للجميع أن لا منّة في الجهاد والتحرير".
وأكد انه صار "لزاماً علينا إعادة كرامتهم ونبذ الطائـفية في مناطقهم وعدم أخذهم بجريرة المتـشدّدين منهم".. وقال "نحن وإياهم رافضون للإرهـاب وسن إرهــاب الأهالي والمدنيين والأقليات وغيرهم".
وحيا الصدر واكد محبته واحترامه الى "أخوتي المجـاهدين في الحشد الشعـبي المـجاهد والى جرحاه وشهدائه الذين ضحّوا من أجل وطنهم يداً بيد مع القوات الأمنية ".

رفض اساءات منتمين للحشد

وشجب الصدر "كل الأفعال المسيئة التي تصدر من بعض المنتمين للحشد الشعبي وبإسمهم وعنوانهم وجهادهم.. وذلك حبا بهم".
ودعا الى وجوب تنظيم الحشد الشعبي منوها الى انه "صار لزاماً على الجميع تنظيم الحــشد وقياداته والإلتزام بالمركزية وفصلهم عن ما يسمى بالفـصـائل وتصفيته من المسيئين من أجل بقاء سمعة الجـهاد والمجاهـدين ودمـائهم طاهرة أولاً ومن أجل تقوية العراق وقوّاته الأمنية ثانياً وليبقى الحـ شدُ حـشدَ الوطن وفي الوطن ثالثاً".
وأكد زعيم التيار الصدري على انه "لا ينبغي زجّ عنوان الحــشد بالسياسة والتجارة والخلافات والصراعات السياسية وما شاكل ذلك فلا ينبغي لهم ذلك".

السيستاني دعا الى حمل السلاح

وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد دعا في 13 يونيو 2014 المواطنين الذي يتمكنون من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الامنية للدفاع عن العراق مؤكدا ان العراق يواجه تحدياً كبيراً .
واشار الى ان مسؤولية التصدي للارهابيين هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر . وشدد على ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن الوطن واهله واعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي.
ويضم الحشد الشعبي قوات من المتطوعين تضم 67 فصيلاً تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي اثر سيطرة تنظيم داعش على ثلث مساحة العراق وهدد بغزو مدينتي كربلاء والنجف المقدستين لدى الشيعة .

ورغم كل الانتصارات التي تحققت ضد داعش فأن السيستاني نفسه الذي لا يؤيد كل الفصائل المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي يتحفظ على فصائل أسستها أوتدعمها إيران أو تلك التي لاتتحرك بهدي مرجعيته العليا وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول مستقبل الحشد الشعبي في العراق. وبالرغم من مرسوم رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي في 26 يوليو 2018 الذي تتساوى بموجبه تشكيلات الحشد الشعبي مع قوات مكافحة الإرهاب في العراق .. حيث نص المرسوم على "ان الحشد الشعبي تشكيل عسكري مستقل وهو في قوام القوات المسلحة العراقية وبذلك اصبح تشكيل الحشد الشعبي مرتبطا بوحدات مكافحة الارهاب ليس فقط بهيكل تنظيمي بل ببرنامج تدريب الجنود والتجهيزات التكتيكية وحيث سيمتثل الحشد الشعبي للقائد العام للقوات المسلحة العراقية .

وواجهت الحكومات العراقية منذ ذلك الوقت مشكلة حقيقية في القدرة على لجم جماح فصائل الحشد الشعبي سواء داخل المؤسسة الأمنية الرسمية او خارجها في ظل الدعم اللامتناهي سياسيا وعسكريا وماليا الذي تحظى به من القوى الشيعية والحكومة الإيرانية.

فصائل عراقية مسلحة تتبع السيساني وأخرى خامنئي

وتنمتي مليشات عراقية مسلحة يطلق عليها الولائية الى ولاية الفقيه في العراق وهم من أخطر التيارات واعقدها وأكثرها تركيبا بسبب الدعم الايراني وهي تتغلغل سياسيا وامنيا واقتصادياً بشكل أوسع وأكبر في جسد الدولة العراقية.

وهناك حشد العتبات الحسينية والعباسية التابع لمرجعية السيستاني وهو الأكثر ضعفا من حيث التأثير والدعم لكنه يحتل المركز الثاني من حيث العدد ومن فصائله لواء علي الأكبر وفرقة العباس وفرقة الإمام علي وبعض الفصائل الأخرى.. وهذا الجزء لا يتلقى دعما كبيرا من إيران بسبب ارتباطه بمرجعية النجف العربية الرافضة بصورة غير رسمية لولاية الفقيه الإيرانية وبالتالي يقف بالضد من طموحات تيار ولاية الفقيه ويرفضها ومن اقوى المنسجمين مع توجهاته زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.