رفع رجل سُجن بعد إدانته بالخطأ بقتل الناشط الأمريكي الشهير مالكولم إكس، دعوى قضائية تطالب بـ 40 مليون دولار تعويضا عن السجن.

قضى محمد عزيز من عمره 20 عاما في السجن عقابا عن جريمة لم يرتكبها، بعدما أدانته المحكمة بالخطأ. وأطلق سراحه عام 1985 بعفو مشروط.

إسقاط إدانة اثنين من المدانين بقتل المناضل الأمريكي مالكوم إكس

عائلة مالكوم إكس تطلب إعادة فتح التحقيق في مقتله بعد ظهور أدلة جديدة

وفي العام الماضي، أبطلت المحكمة إدانته بناءا على أدلة جديدة، ظهرت في ملابسات جريمة قتل الناشط والحقوقي الأسود المسلم مالكولم إكس.

ورفع عزيز، البالغ من العمر 84 عاما، قضية للمطالبة بالتعويض من سلطات ولاية نيويورك بسبب ما لحق به من أضرار نتيجة الاتهام الخاطيء، وحرمانه من حقوقه خلال المحاكمة وسوء تصرف الحكومة.

وكان عزيز، وهو جندي سابق في البحرية الأمريكية، يبلغ من العمر 26 عاما، وأبا لست أطفال، عندما قبض عليه عام 1965، وأدين بقتل مالكولم إكس.

وقعت الجريمة في قاعة أودوبون في مدينة نيويورك بإطلاق النار على الناشط البارز، من قبل 3 مسلحين، أثناء إلقائه خطابا في مناسبة عامة.

وقبض على عزيز وخليل إسلام، الذي توفي عام 2009. وقضي إسلام 22 عاما في السجن ثم أطلق سراحه.

وكان عزيز وإسلام عضوين في منظمة "أمة الإسلام" التي انفصل عنها مالكولم إكس، عام 1964. وأدين الاثنان بجريمة القتل رغم نقص الأدلة المادية والتعارض الواضح في أقوال الشهود، الذين اعتمد عليهم الادعاء. كما اعترف رجل ثالث بالمشاركة في الهجوم على مالكلوم إكس وشهد ببراءة عزيز وإسلام.

وشهد تالمادج هاير، القاتل الذي اعترف بالجرم وقبض عليه في موقع الجريمة، خلال المحاكمة بأن عزيز وإسلام لم يشاركا في قتل الناشط المسلم.

وقدم هاير إفادة رسمية في نهاية سبعينيات القرن الماضي ذكر فيها أسماء 4 أشخاص قال إنهم شاركوا في الجريمة.

في عام 2020، أجرى مدعي عام مقاطعة مانهاتن مراجعة للإدانات، بعد لقاء ممثلين عن إينوسنس بروجكت (مشروع البراءة)، وهي مجموعة قانونية غير ربحية تناضل من أجل العدالة للأفراد الذين تقول إنهم أدينوا بالخطأ.

وقال دافيد شاينيس، محامي عزيز وإسلام "لقد أدين محمد عزيز وإسلام خليل وقضيا عقودا في السجن بسبب سوء تصرف الحكومة، وانتهاك حقوقهما الدستورية".

وأضاف "العدالة المتأخرة كثيرا هي بمثابة حرمان من العدالة. السيد عزيز يبلغ من العمر 84 عاما، بينما توفي السيد إسلام للأسف قبل أن يشهد تبرئة اسمه".

وطالبت بنات مالكولم إكس العام الماضي بإعادة التحقيق في القضية بناءا على المعلومات الجديدة.

جاء الطلب استنادا إلى رسالة من فراش الموت كتبها ريموند وود، الشرطي الذي كان في نوبة عمل وقت وقوع جريمة القتل عام 1965. وحسب عائلة وود، فإن الرسالة تزعم أن شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) تآمرا في العملية وأخفيا تفاصيل الجريمة.

وقال وود إنه كُلف بضمان عدم وجود أي فرد من فريق تأمين مالكولم إكس على باب المبنى الذي وقت فيه الجريمة.

وحسب العائلة، فإن وود حرص على عدم الإعلان عن رسالته إلا بعد وفاته خوفا من انتقام السلطات منه.

وعندما قُتل مالكولم إكس، كان يُنظر إليه على أنه من أبرز قيادات حركة "أمة الإسلام"، لكنه ترك الحركة فيما بعد. وخفف من رسالته المتشددة بشأن الانفصال المسلح للمجتمع الأسود.

ومع ذلك، ظل مدافعا متحمسا عن وحدة السود واحترام الذات والاعتماد على النفس.