إيلاف من بيروت: حذر خبراء أمنيون ومتخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية من أن مخيم الهول يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار والتشظي في أي لحظة، خاصة في ظل وجود خروقات أمنية، ونجاح الدواعش في تنفيذ عمليات هروب، وتواصل مع خلايا التنظيم وعناصره خارج المخيم.

فوفقًا لتقرير "سكاي نيوز عربية"، تم خلال الأيام القليلة الماضية إحباط عمليات تهريب لتنظيم داعش في مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية. فبعد إعلان قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا إجهاضها عملية هروب جماعي في شاحنة اختبأ فيها نحو 55 فردا من عائلات داعش الإرهابي، بينهم 39 طفلا و17 امرأة، تم اكتشاف شبكة أنفاق داخل مخيم الهول حفرها أعضاء التنظيم لتنفيذ عمليات هروب ونقل أسلحة ورسائل من المخيم وإليه.

قال الخبراء: "إن اكتشاف شبكة أنفاق تقود لخارج المخيم علامة على أن تكرار سيناريو سجن الحسكة في الهول يبدو واردا، وهو ما يقتضي من سلطات الإدارة الذاتية ومن المنظمات والجهات الأممية تدارك الكارثة ومعالجة ملف المخيم الذي بات يشكل تهديدا أمنيا للمنطقة والعالم".

ونسب الموقع إلى سرتيب جوهر، الصحفي والكاتب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، والذي زار المخيم أكثر من مرة، قوله: "ما تم الإعلان عنه حديثا من وجود خنادق وشبكات أنفاق تقود لخارج أسوار المخيم يكشف مرة أخرى أن الهول قنبلة موقوتة ستنفجر لا محالة"، مضيفًا: "بحسب إحصائيات الإدارة الذاتية التي تدير المخيم، فإن سكان المخيم بنسبة 94 بالمئة هم نسوة وصغار، ما يضاعف من صعوبة هذه المشكلة الكبيرة وخطورتها، حيث أن إمكانيات الإدارة الذاتية محدودة لمعالجة مثل هذا الملف الضخم، فمثلا الكثيرون من الأطفال بلا هويات ولا يعرف من هم ذووهم".

ولفت إلى أن الدول التي ينتمي لها دواعش الهول ترفض نقلهم لبلدانهم الأصلية، "وهكذا تتفاقم المشكلة بمرور الوقت منذرة باضطرابات وانفجارات أمنية واجتماعية خطيرة في شمال شرق سوريا والعراق والمنطقة، والإدارة الذاتية من جهتها لا تعرف كيف تتعاطى قانونيا مع هذه القضية، والسبب أن لا أحد يتعاون معها كما يجب لحل هذه المشكلة وتحمل المسؤولية".

وكشف جوهر أن ثمة تواصلًا قوًيا بين من يقودون التنظيم ويديرونه داخل المخيم مع الدواعش في الخارج، بهدف التنسيق المستمر والإعداد لتنفيذ عمليات تهريب جزئية وحتى جماعية لدواعش الهول، على غرار ما حصل في سجن الغويران بمدينة الحسكة قبل أشهر.