إيلاف من بيروت: منذ غزوه لأوكرانيا في فبراير الماضي، كانت وسائل الإعلام العالمية تعج بالشائعات التي تفيد بأن فلاديمير بوتين يعاني مرضًا خطيرًا وربما مرض عضال. كانت هناك تكهنات مستمرة بأن الرئيس الروسي مصاب بالسرطان، أو مرض باركنسون، أو بكليهما.

الآن ألقى رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، اللواء كيريلو بودانوف، شائعة أخرى مدعيا على شاشة التلفزيون أن بوتين يستخدم بانتظام بديلًا أو أكثر، وربما انتحل أحدهم شخصيته في اجتماع القمة الأخير في طهران مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفي دليل على نظريته، استشهد بودانوف بشكل أذني بوتين وطوله.

لأوكرانيا مصلحة واضحة في نشر قصص تفيد بأن الديكتاتور الروسي، الذي اجتاحت قواته بلادهم، قد مات أو غاب عن المشهد من دون محاسبة. قال وليام بيرنز من وكالة المخابرات المركزية إن لا دليل يشير إلى أن بوتين مريض. لكن قبل أن نرفض ادعاءات بودانوف على نحو قاطع باعتبارها تمنيات أو دعاية، يجدر بنا أن ننظر في تاريخ الزعماء الذين استخدموا بدلاء.

قصة رشيد

في عام 2008، نشر أحد قدامى المحاربين الروس في الحرب العالمية الثانية يدعى فيليكس داداييف كتابا - من المفترض أن يكون بموافقة بوتين - مدعيا أنه كان يعمل واحدًا من أربعة بدائل للديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين. كتب داداييف أن تشابهه مع الطاغية شوهد عندما أصيب بجروح بالغة في الحرب. وعلى الرغم من أنه كان لا يزال في العشرينات من عمره، إلا أنه تم اختياره من قبل الشرطة السرية السوفياتية كبديل مناسب لستالين، ثم في الستينيات من عمره.

كان يعرف باسم "رشيد"، وتم تدريبه بشكل صارم من قبل أليكسي ديكي ليكون بديلًا، وهو ممثل سوفياتي لعب دور ستالين في العديد من الأفلام الدعائية. تعلموا تقليد صوت الديكتاتور ومشيه وسلوكياته، وجعلت الجراحة التجميلية الخفيفة قليلا مظهرهم مقنعًا بما يكفي لخداع حتى بعض المقربين من ستالين. وهكذا كانوا مجهزين، ووقفوا من أجله في اجتماعات شاقة وظهروا في المسيرات عندما شوهد فقط عن بعد. بعد وفاة الديكتاتور في عام 1953، تقاعد داداييف ورشيد وظلا يلفهما الغموض حتى خرج داداييف عن صمته وهو في الثامنة والثمانين.

بديل عدي صدام حسين

ظهر رجل عراقي يدعى لطيف يحيى في مؤتمر صحفي في فيينا طالبًا اللجوء السياسي بقصة غير عادية. كان يحيى صديقا ورفيقا لعدي صدام حسين، الابن الوحشي للديكتاتور صدام حسين، وشوهد بالفعل التشابه الجسدي الوثيق مع عدي في المدرسة. خلال الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينيات، تم سحبه من الجيش، وأجبر على إجراء جراحة تجميلية لجعله يبدو أكثر شبها بعدي، واستخدم بديلًا لابن صدام ووريثه لانتحال شخصيته في ظهوره العلني الأكثر خطورة.

زعم يحيى أنه أصيب بالرصاص خلال واحدة من عدة محاولات اغتيال تعرض لها ابن الديكتاتور المكروه، قبل أن يفر للانضمام إلى المتمردين الأكراد بعد أن أمر بالمشاركة في عملية قتل سياسية. كانت حيلته ناجحة للغاية لدرجة أن الأكراد سجنوه معتقدين أنه عدي. ومع ذلك، تم إطلاق سراحه أخيرا وشق طريقه إلى النمسا. على الرغم من أن الشكوك ألقيت لاحقا على جوانب من قصة يحيى، فقد أقنع منتجي هوليوود الذين رووا قصته لاحقا في فيلم The Devil's Double.

بديل مونتي

معروف أيضا أن بريطانيا وظفت بديلًا واحدا على الأقل لشخصية مشهورة. في عام 1944، كان ممثل أسترالي يدعى كليفتون جايمس ملازمًا في الجيش. لاحظ العديد تشابهه الاستثنائي مع الجنرال البريطاني الرائد في الحرب العالمية الثانية، برنارد مونتغمري، في ذلك الوقت الذي كان يخطط فيه لغزو "يوم النصر" لأوروبا المحتلة من قبل النازيين. جندته المخابرات البريطانية ليتقن حركات مونتي، ثم تم نقله جوا إلى جبل طارق وشمال أفريقيا في طائرة تشرشل الخاصة وتم استعراضه علنا بوصفه الجنرال. كان كل ذلك جزءا من عملية خداع ناجحة للألمان ليعتقوا أن الحلفاء سيهبطون في جنوب فرنسا بدلا من نورماندي. بعد الأسابيع القليلة التي قضاها في دور مونتي، عاد جايمس إلى فيلقه ليظهر لفترة وجيزة مرة أخرى عندما لعب دور نفسه على الشاشة في فيلم I Was Monty's Double.

أكان حيا وبصحة جيدة أم ميتا، حقيقيا أم مزيفا، لم يحدث المصير الشخصي للزعيم الروسي حتى الآن فارقا يذكر في مسار حرب الاستنزاف الطاحنة التي شنها بوتين الحقيقي قبل خمسة أشهر قاتلة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ذا سبيكتايتور"