ايلاف من لندن : فيما وجه زعيم التيار الصدري في العراق رسالة لمتظاهري الاطار ممددا يده لهم فقد اكد ممثله في صلاة الجمعة الموحدة عدم التنازل عن مطالب ثورة الاصلاح.

وخلال صلاة الجمعة الشيعية السنية الموحدة التي نظمها التيار الصدري بمحيط البرلمان في المنطقة الخضراء وسط بغداد فقد أكد خطيبها مهند الموسوي أن الثوار مستمرون حتى تحقيق المطالب مشددا عليهم بضرورة الاستمرار في الاعتصام.

وقال الموسوي ان المتظاهرين أخلصوا لوطنهم وأن العراقيين جميعاً في خانة المسؤولية تجاه نصرة الثورة.. مبينا انهم خرجوا لرسم ملامح العراق المقبلة".

واعتبر ان الثورة بمثابة بارقة أمل وفرصة لإنقاذ العراق من الفساد.. مؤكدا على ان الثوار مستمرين حتى تحقيق مطاليبهم في حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة ومحاربة الفساد.

واشار الى أن "العراقيين جميعاً في خانة المسؤولية تجاه نصرة الثورة".. مشددا على أن "الثورة بمثابة بارقة أمل وفرصة لإنقاذ العراق من الفساد، ولا يوجد تراجع في قاموس الثورة ومطالبها". وبين خطيب الجمعة الموحدة أن "الثوار مستمرون حتى تحقيق المطالب".

وبين ان "تاريخ العراق المعاصر قد مر بمرحلتين هما من اقسى المراحل المرحلة الاولى وهي من اعتى المراحل مارس فيها حزب البعث سلطة دموية شهد فيها العراق الجوع والحرمان وقمع الحريات وليس الزمان ببعيد عن المعاصرين لتلك الحقبة المشؤومة"، مبينا أن "المرحلة الثانية متمثلة بالاحتلال وتقاسم السلطة وانتشار الفوضى والفساد والإرهاب". وقال ان منوصفهم بسياسيي الصدفة "يعلمون من هم جيش المهدي عندما كانوا خدم للقوات الصديقة لهم، ولكن هذه القوات والاعلام الكاذب المزيف لأولئك السياسيين لم ينفعهم، ولم يرهبنا الفكر الداعشي" في اشارة على مايبدو الى القيادي في الاطار الشيعي رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي.
واضاف "اليوم يعلمون جيدا أن الأرض التي يمسكها (سرايا السلام) لا يمكن اقتحامها"، مخاطبا اولئك السياسيين إن "رهانكم على النيل من عزيمتنا سيُكتب له الفشل، والعراق لن يُباع ولن تتقاسموه لأننا سقينا الارض بدمائنا".

الصدر يغازل متظاهري الاطار الشيعي

وقبل ذلك استبق الصدر اليوم الجمعة تظاهرة انصار الاطار التنسيقي للقوى الشيعية الذين سيتظاهرون على اسوار المنطقة الخضراء مادا يده لهم.

وقال الصدر في تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" انه "حسب فهمي فإننا وجماهير الإطار لا نختلف على وجود الفساد واستشرائه في البلاد وإن اختلفنا مع قياداته في ذلكفإ ن فسطاط الإصلاح في تظاهراته إنما يتظاهر من أجلكم أيضاً يا جماهير الإطار فالعجب كل العجب من عدم مناصرتكم لنا من أجل إنقاذ الوطن الذي وقع أسير الإحتلال والإرهاب والفساد".

وأضاف "إذن فلتكن مظاهراتكم نصرة للإصلاح لا نصرة لهيبة الدولة والحكومات التي توالت على العراق بلا أي فائدة ترتجى".. وخاطبهم متسائلا "ألا تريدون كرامتكم وحريتكم وأمنكم ولقمتكم وسلامتكم وصلاحكم، كما نحن نطالب!؟ أيعقل أن لا تستلهموا من إمامكم الحسين الإصلاح وإسقاط دولة (يزيد) ولم يراع هيبتها؟! فإن رفضتم ذلك فاعلموا أنكم حينما تظاهرتم واعتصمتم على ما أسميتموه (تزوير الإنتخابات) لم نحاول التظاهر والاعتصام تزامناً معكم على الرغم من قدرتنا على ذلك".. وزاد "فإن قررتم التظاهر تزامناً مع مظاهرات الإصلاح.. فلتكن مظاهراتكم سلمية ولتحافظوا على السّلم الأهلي.. فالعراق أهم من كل المسمّيات".

اضاف "عموماً. فإن أيدينا ممدودة لكم يا جماهير الإطار دون قياداته لنحاول إصلاح ما فسد سيرًا على نهج الإمام الحسين عليه السلام ونهج مرجعنا الصدر تقدّست نفسه الطاهرة وإن رفضتم.. فنحن ماضون بالإصلاح طاعة لله وحباً بسيد الإصلاح وحباً بالوطن".

ثلاث قوى سياسية تحشد انصارها لتظاهرات اليوم

تأتي هذه التطورات اليوم فيما استنفرت القوى المتصارعة انصارها للخروج بتظاهرات حاشدة مساء الجمعة ولكل منها اهدافها .
فقد قررت القوتان الرئيسيتان السياسيتان المتخاصمتان في العراق التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران توسيع نطاق احتجاتهما لتمتد من العاصمة وتشمل محافظات خارجها وسط مخاوف من امكانة وقوع مواجهات بين الفريقين.

من جهتها ومن دعت قوى مدنية وديمقراطية واتحادات ونقابات جماهيرها لتظاهرة في ساحة الفردوس وسط العاصمة مساء الجمعة لتكون "صرخة بوجه المحاصصة" كما قال المنظمون.

اجراءات مشددة وغلق جسور

تحسبا لأي مواجهات قد تحصل بين المشاركين في التظاهرات والاخرى المضادة فقد اتخذت السلطات العراقية اجراءات أمنية مشددة حول المنطقة الخضراء والشوارع المحيطة بها ومناطق وسط العاصمة.

فقد اغلقت القوات الامنية مدخل الجسر المعلق المؤدي الى الخضراء بالكتل الكونكريتية كما عززت من انتشارها الامني في مناطق وسط العاصمة.

يشار الى ان العراق يعيش منذ 300 يوم شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول أكتوبر 2021 ولم تفضِ مفاوضات تواصلت بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.

وتعلو حاليا اصوات الاحزاب والنخب السياسية داعية الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة لانهاء حالة الانسداد السياسية الخطيرة التي تُخيم على العراقيين وتنذر بنتائج كارثية.