طوكيو: زار وزيران يابانيان الإثنين نصب ياسوكوني الذي يعتبره القوميون معلماً وطنياً بينما يرى فيه عدد من الدول الآسيوية رمزاً لماضي اليابان العسكري، فيما تحيي البلاد ذكرى استسلامها في الحرب العالمية الثانية.

ويخلد موقع ياسوكوني في طوكيو ذكرى 2,5 مليون جندي وشخص عملوا للجيش الياباني وقتلوا من أجل امبراطورية اليابان منذ بداية عصر ميجي (1869) حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

لكن منذ 1978، أدرجت في سجلاته أسماء قادة عسكريين وسياسيين يابانيين أدينوا كمجرمي حرب من قبل الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما يثير غضب كوريا الجنوبية والصين اللتين عانتا الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية خلال استعمارها شبه الجزيرة الكورية (1910-1945) والاحتلال الجزئي للصين (1931-1945)، وهما تعتبران أن المعبد يكرم النزعة العسكرية اليابانية.

وزارت وزيرة الأمن الاقتصادي ساناي تاكايشي ووزير إعادة إعمار منطقة توهوكو بعد كارثة فوكوشيما عام 2011 كينيا أكيبا، نصب ياسوكوني الإثنين.

وتقوم ساناي تاكايشي المعروفة بمواقفها القومية المتشددة بزيارة الموقع بانتظام وقالت في تصريح للصحافيين "هذه السنة هناك الحرب في أوكرانيا. صليت حتى لا يسقط المزيد من القتلى في الحرب" مضيفة أنها عبرت عن "امتنانها" لقتلى الحرب الذين يكرمهم النصب.

هبة نقدية تقليدية

وكان وزير التجارة ياسوتوشي نيشيمورا زار النصب في نهاية الأسبوع. غير أن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الذي تولى مهامه في تشرين الأول/أكتوبر اكتفى الإثنين بإرسال هبة نقدية تقليدية.

وأعلن مكتب كيشيدا لوكالة فرانس برس أنه قدم هذه الهبة من أمواله الخاصة و"بالوكالة بصفته رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي" (يمين قومي حاكم).

ولم يقم أي رئيس وزراء ياباني بزيارة النصب منذ 2013، حين أثار شينزو أبي غضب بكين وسيول وتعرض لانتقادات شديدة من حليفه الأميركي المقرب لزيارته الموقع.

ودعا كيشيدا إلى تقارب مع كوريا الجنوبية مؤكداً أن البلدين "لا يمكنهما إهدار المزيد من الوقت" لتحسين علاقاتهما بعد سنوات من التوتر حول مسائل مرتبطة بالحرب.

ولاحقا خلال النهار، حضر الإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو حفلاً وطنياً في الذكرى السابعة والسبعين لاستسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.