نيروبي: يشكل الاسلاميون الشباب رأس حربة تمرد مسلح في الصومال الذي يشهد فوضى منذ 1991، وسُجّلت آخر تجلياته السبت في هجوم على فندق في العاصمة الصومالية تبنّته الحركة وأسفر عن مقتل 13 مدنيًا على الأقلّ.

في ما يأتي بعض المعلومات عن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تشنّ هجمات منذ أكثر من 15 عامًا من أجل إسقاط حكومة مقديشو المركزية الهشّة.

ينبثق الشباب من فرع للمحاكم الاسلامية التي سيطرت لستة اشهر على وسط الصومال وجنوبه وخصوصا العاصمة مقديشو قبل أن تطيحها قوات إثيوبية.

أعلنوا العام 2010 مبايعتهم لتنظيم القاعدة قبل أن ينتموا رسميا اليه العام 2012. وصنّفت وزارة الخارجية الأميركية الحركة الإسلامية تنظيمًا إرهابيًا في العام 2008.

منذ مقتل أحمد عبدي غودان في ضربة أميركية في أيلول/سبتمبر 2014، بات زعيمهم أحمد عمر ديري المعروف بـ"أبو عبيدة".

ومنذ طردتهم قوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) البالغ عديدها 22 الف جندي (انتشرت في الصومال العام 2007) من مقديشو في آب/أغسطس 2011، اضطر الاسلاميون الشباب الى التخلي تدريجًا عن غالبية معاقلهم.

لكنهم يواصلون السيطرة على مناطق ريفية مترامية، وتشكّل أعمالهم أكبر تحدّ أمني أمام الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود الذي يواجه أيضًا مسألة معالجة جفاف مدمّر يتسبب بتجويع ملايين الأشخاص.

وأشار معهد "إنترناشونال كرايسيس غروب" International Crisis Group الذي ينشر دراسات عن الأزمات الدولية، في تحليل نشره في حزيران/يونيو الفائت، إلى أن حركة الشباب استعادت قوتها حين عادت حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في منتصف آب/أغسطس 2021. واقترح التحليل على حسن شيخ محمود "اختبار الوضع بتريّث" ومحاولة فتح حوار مع الجهاديين.

ويقدّر كتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية الاميركية CIA World Factbook أن عدد الإسلاميين الصوماليين الشباب يراوح بين سبعة آلاف و12 ألف مقاتل في العام 2022.

وكان الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ الصومال حتى الآن هو هجوم بشاحنة مفخخة في أحد أحياء مقديشو المزدحمة في تشرين الأول/أكتوبر 2017 تُتّهم حركة الشباب بتنفيذه وأسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص.

كثف الإسلاميون الشباب هجماتهم في كينيا المجاورة منذ تدخل قوات كينية في الصومال العام 2011.

وفي 15 و16 كانون الثاني/يناير 2019 نفذت مجموعة منهم هجوماً على فندق كبير في نيروبي أسفر عن مقتل 21 شخصاً، وذلك رداً على نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب الى القدس.

لكن هجوماً دامياً وقع في الثاني من نيسان/أبريل 2015 حين هاجمت مجموعة فجرًا جامعة غاريسا في شرق البلاد مخلفة 148 قتيلاً بينهم 142 طالباً قتل بعضهم بدم بارد.

وفي أيلول/سبتمبر 2013، تبنى الإسلاميون الشباب هجوماً كبيراً على مركز وست غيت التجاري في نيروبي خلف 67 قتيلاً بعد حصاره لأربعة أيام.

وفي أحدث هجوم للحركة الإسلامية خارج الصومال، شنّ مقاتلون من الشباب هجومًا على قاعدة عسكرية عند الحدود الصومالية الإثيوبية في 29 تموز/يوليو 2022، ما أدّى إلى قتال عنيف تسبب بعدد غير معروف من الضحايا.

في 31 آذار/مارس 2022، صوت مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه على تشكيل قوة جديدة تابعة للاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال (أتميص) تحل محل قوة أميصوم التي تضم عشرين ألف عسكري وشرطي ومدني.

سيتم في مرحلة أولى سحب 2000 جندي بحلول 31 كانون الاول/ديسمبر 2022، ثم عمليات سحب متتالية في نهاية كل مرحلة (آذار/مارس 2023 وأيلول/سبتمبر 2023 وحزيران/يونيو 2024 وكانون الاول/ديسمبر 2024) وفقًا لنص القرار.

وتضم قوة "أتميص" عناصر من أوغندا وبوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا.

وفي أيار/مايو 2022، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة وجود عسكري أميركي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية على محاربة حركة الشباب، في عودة عن قرار سلفه دونالد ترامب بسحب غالبية القوات الأميركية من البلد الافريقي.

ومنذ إعلان بايدن، شنت القوات الأميركية ضربات جوية عدة قاتلة على عناصر من حركة الشباب في الصومال.