إيلاف من بيروت: بعد ستة أشهر منذ بداية الغزو الروسي، يقدم دان صباغ، محرر الدفاع والأمن في صحيفة "غارديان" البريطانية خمسة توقعات للأشهر الستة المقبلة، هي الآتية:

1. محتمل أن تستمر الحرب عاماً على الأقل، لكنها وصلت إلى طريق مسدودة وحدتها تتراجع

ربما تكون ستة أشهر من الحرب قد انقضت، لكن لا أوكرانيا ولا روسيا مستعدتان لوقف القتال، على الرغم من الخسائر التي تكبدتاها. فأوكرانيا تريد استعادة أراضيها المحتلة، وروسيا تريد الاستمرار في إلحاق الألم ليس فقط بخصمها، بل والغرب أيضا. ويعتقد الكرملين أن الشتاء سيصب في صالحه.

لم تجر أي مفاوضات بين الجانبين منذ ظهور أدلة على وقوع مذابح في بوتشا وإيربين وأماكن أخرى في الأراضي التي احتلها الروس شمال كييف. لكن الحركة في الخطوط الأمامية كانت ضئيلة منذ سقوط ليسيشانسك في نهاية يونيو.

2. أوكرانيا عاجزة عن شن هجوم مضاد تقليدي فعال، فيما حرب العصابات وسيلة متفائلة للتعجيل بالانهيار الروسي

ترغب أوكرانيا في استعادة خيرسون، لكن شخصية كبيرة في الإدارة الأميركية اعترفت بأن ذلك صعب. وحولت كييف استراتيجيتها إلى شن هجمات صاروخية بعيدة المدى وغارات جريئة للقوات الخاصة على قواعد روسية في عمق الخطوط الأمامية.

وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك إن الهدف هو 'خلق فوضى داخل القوات الروسية'، لكن في حين أن هذا سيضعف فعالية الغازي، فمن غير المرجح أن يؤدي إلى انهيار الغزاة والتنازل طواعية عن خيرسون، كما يأمل بعض المسؤولين الأوكرانيين.

3. لا تزال روسيا تريد التقدم، لكن المرجح أن يتحول اهتمامها إلى التمسك بمكاسبها

ليس لدى روسيا خطة هجومية جديدة سوى بطاريات المدفعية وتدمير البلدات والمدن وهي تتقدم. إنها تفعل ذلك جزئيا لأنها سياسة فعالة، وجزئيا لتقليل الخسائر، بعد أن فقدت، وفقا لبعض التقديرات الغربية، 15 ألف قتيل حتى الآن. وتواصل روسيا تبني هذه الاستراتيجية حول باخموت في دونباس، لكن التقدم بطيء ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها اضطرت إلى إعادة نشر بعض القوات لتعزيز خيرسون.

ربما لم يحقق الكرملين ما كان يأمل فيه في بداية الحرب، لكن روسيا تسيطر الآن على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب، وتتحدث بنشاط عن إجراء استفتاءات الضم. مع اقتراب الطقس الأكثر برودة بسرعة، مرجح أن تركز على تعزيز ما لديها.

4. الشتاء سيعجل بأزمة لاجئين جديدة ويخلق فرصة لكل من يستطيع الاستعداد على أفضل وجه

الشتاء هو الشاغل التفكير الاستراتيجي للفريقين. أوكرانيا قلقة بشأن القضايا الإنسانية، إذ لا توجد تدفئة بالغاز للمباني السكنية في مقاطعة دونيتسك وغيرها في الخطوط الأمامية. وتوقع مسؤول أن تكون هناك موجة جديدة من الهجرة في فصل الشتاء، مع عبور نحو مليوني شخص الحدود إلى بولندا.

يرى الروس الشتاء فرصة. وتخشى أوكرانيا أن تستهدف روسيا شبكة الطاقة ما يجعل معضلة التدفئة أكثر حدة، ويمكن ببساطة إيقاف تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية. وتريد موسكو أيضا إطالة أمد آلام الغرب بشأن تكاليف الطاقة ولديها كل الحافز لزيادة الضغط.

5. على الغرب أن يقرر إذا كان يريد أن تفوز أوكرانيا، ويحتاج إلى مطابقة المساعدات الإنسانية مع الحاجة الهائلة

كان يمكن أن تُهزم أوكرانيا من دون مساعدات عسكرية غربية. لكن الغرب لم يقدم ما يكفي من المدفعية أو غيرها من الأسلحة، كالطائرات المقاتلة، التي تسمح لكييف بدفع الغزاة إلى الوراء. يتحدث السياسيون عن الحاجة إلى إجبار روسيا على الدخول إلى حدود ما قبل الحرب لكنهم لا يقدمون ما يكفي لتحقيق ذلك.

في الوقت نفسه، تتزايد احتياجات أوكرانيا الإنسانية. على سبيل المثال، لا مال كافيًا لإعادة الإعمار - ولا يزال العديد من المنازل الواقعة شمال شرق وشمال غرب كييف مدمرة بعد خمسة أشهر من مغادرة الروس، وغالبا ما يعيش سكانها اليائسون في مرائب أو في أبنية مؤقتة. وغالبا ما يضطر النازحون إلى العيش في المدارس أو رياض الأطفال، وهي أماكن إقامة مؤقتة يكافح الناس للبقاء فيها فترة طويلة من الزمن. أوكرانيا لديها فجوة في الميزانية تبلغ 5 مليارات دولار شهريا بسبب الحرب. وستكلف المساعدات وإعادة الإعمار أضعاف ذلك.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غارديان" البريطانية