ايلاف من لندن : فيما دعا الرئيس العراقي الثلاثاء الى اجراء انتخابات مبكرة باعتبارها المخرج للازمة السياسية الحالية التي يتخبط بها العراق منذ 10 اشهر، ناشد الصدر الجهات المختصة إنصاف ضحايا الاقتتال الاخير من عناصر تياره وضمان حقوقهم.

وقال الرئيس برهم صالح في كلمة متلفزة الى العراقيين مساء اليوم إتابعتها "ايلاف" ان الوضع الحالي لم يعد مقبولا ولا يجب استمراره .. مؤكدا أن إجراء انتخابات مبكرة يمثل مخرجا للأزمة الخانقة.. داعيا إلى الحوار عبر اجتماع وطني عاجل.

وشدد على ان المحاصصة السياسية تمثل عقبة وإشكالا أمام الحكم الرشيد.. منوها الى ضرورة حل الخلافات بين إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية ببغداد.

لا لجعل العراق ساحة صراع للاخرين

واكد صالح قائلا "لا يمكن القبول بأن يكون العراق ساحة صراع للآخرين .. داعيا الإطار التنسيقي للقوى الشيعية والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بحث إمكانية اجراء الانتخابات المبكرة.

واشار الى ان مشاهد الامس في اشارة الى الاقتتال داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد قد هزت نفوس كل العراقيين وجرحت مشاعرهم واعتصرت قلوبهم حزناً. وأقر بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل .

موقف الصدر شجاع

ووصف موقف الصدر لوقفِ احداث العنف بالمسؤول والشجاع والحريص على الوطن "وهو محل تقدير عالٍ من العراقيين، وينبغي استثماره لصالح الخروج ببلدنا من الازمة السياسية الراهنة عبر حلول مسؤولة ضامنة لتحقيق تطلعات الناس".

وبين أن "انتهاء احداث العنف والصدامات وإطلاق الرصاص امر ضروري ومهم لحقن دماء العراقيين، لكنه لا يعني انتهاء الازمة السياسية المُستحكمة في البلد منذ أشهر... وما شهدناه ليس ازمة آنية فحسب بل ازمةٍ مُستحكمةٍ مرتبطةٍ بمنظومة الحكم وعجزها".

واعتبر أن "الانتخابات الأخيرة لم تُحقق ما يأملهُ المواطن وواجهت الكثير من الإشكالات والتحديات منها التأخير في تلبية التوقيتات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة وقضية استقالة الكتلة الصدرية الفائزة في الانتخابات وما لها من آثار سياسية واجتماعية جسيمة".

الاغلبية الصامتة عقاب

وأكد أن "الأغلبية الصامتة التي قاطعت الانتخابات الماضية والتي شكّلت أكثرُ من نصف الناخبين العراقيين هو جرس انذار وعقابٌ للأداء السياسي... يجب التوقف عند ذلك والتفكر كثيراً.. فالانتخابات في نهاية المطاف ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة ومسار سلمي يَضمنُ مشاركة واسعة للعراقيين في تجديدِ خياراتهم وتحقيق تطلعاتهم في الاصلاح".

ووعد الرئيس صالح أن "إجراء انتخابات جديدة مُبكرة وفق تفاهمٍ وطني، يُمثل مخرجاً للازمة الخانقة في البلاد عوضًا من السجال السياسي او التصادم والتناحر على أن تضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي وتستجيب لتطلعات العراقيين.

ورأى أن "المحاصصة التي ترفض مغادرة واقعنا تُمثل اشكالاً خطيراً وعقبةٍ امام الوصول الى الحكم الرشيد، فهي أبرز أسباب النزيف في بلدنا، بل إنها سببا في تعميق غياب الهوية الوطنية الجامعة لصالح هويات فرعية زجّت البلد ومواطنيه بتوترات طائفية ومذهبية وعرقية".

استمرار الازمة يمكن الفساد أكثر

وحذر من أن "استمرار الوضع الراهن سيُمكّن الفساد أكثر.. هذا السرطان الذي يهدد كيان الدولة، ويعرقل فرص تقدم بلدنا ويُكبّل إمكانيات وطننا الكفيلة بنقل شعبنا الى مصاف آخر.. وما قضايا الفساد والتآمر على مُقدرات الدولة التي ظهرت الى الرأي العام مؤخراً سوى مؤشر الى الكارثة الحقيقية، وقطعا تستوجب متابعة قانونية جدية".

واكد على الحاجة الى لتعديلات دستورية يجب الشروع فيها في الفترة المقبلة وعبر الآليات الدستورية والقانونية، لبنود شهدنا جميعاً على مسؤوليتها لمشاكل مُستحكمة.. بنود كرّست أزمات بدل حلها، وباعدت المسافات بدل تقريبها".

وحول الخلافات بين بغداد وأربيل اشار الرئيس صالح الى أن "الازمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان هي الأخرى باتت غير مقبولة، وكبّدت البلد الكثير، وأوصلتنا لهذه اللحظة المفصلية حيث نواجه تبعاتها اليوم بسبب المماطلة والترحيل للمشاكل... ويجب إطلاق حوار جاد بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان يضعُ حلولا جذريةٍ دائمةٍ لا ترقيعية".

ودعا الرئيس صالح قادة الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الى التواصل مع الصدر لتهدئة النفوس، والخروج من الحوار الوطني بحل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات الجديدة المُبكرة وتشكيلة الحكومة وإدارة الفترة المقبلة.

يشار الى ان العراق يعيش منذ حوالي العام شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول أكتوبر 2021 ولم تفضِ الى اتفاقات بين القوى السياسية الكبرى تقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس لحكومة جديدة.

الصدر يدعو الى انصاف ضحايا "الثورة السلمية"

ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم الى انصاف ضحايا "الثورة السلمية" ومن حمل السلاح فيها.

وكتب الصدر في تغريدة على "تويتر" تابعها "ايلاف" قائلا "رحم الله شهداء الثورة (السلمية) فإني بعد أن أعزي نفسي بهم.. فإني أسأل الله الصبر والسلوان لعوائلهم والشفاء العاجل للجرحى".

الصدر خلال مؤتمره الصحافي في النجف الثلاثاء 30 اغسطس 2022 والذي امر فيه انصاره بانهاء تظاهراتهم واعتصاماتهم

وشدد على من اسماهم أصحاب الإختصاص من الجهات الرسمية بالمطالبة بحقوق الضحايا غير منقوصة "فهذا أقل ما يمكن أن نرد من جميلهم".

واضاف الصدر "وأسأل الله أن يتوب على من حمل السلاح وأطلب منهم أن يكثروا من الإستغفار وأن لا يعودوا لمثل هذا العمل مستقبلا حيا كنت أم ميتا".

وفي وقت سابق اليوم امر انصاره بالانسحاب من الخضراء وانهاء اعتصامهم خلال ساعة مشددا على حرمة الدم العراقي مشيدا بدور الكاظمي الحيادي والمشرف وهو ماتم تنفيذه فورا وقال خلال مؤتمر صحافي من مقره في منطقة الحنانة بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) تابعته "ايلاف" انه يثمن دور كل من عمل على درء الفتنة .. واكد ان ماحصل من مواجهات مسلحة قد احزنه.

واضاف انه بغض النظر عمن بدأ الفتنة بين انصاره والمليشيات الموالية لايران فانه خجول مما حصل امس وزاد قائلا "ان وطني بعدما كان اسير الفساد فأنه الان اسير الفساد والعنف معا".. واضاف "كنت آمل ان تكون هناك احتجاجات سلمية بقلوب محبة لوطنها وبغض النظر عمن هو البادئ في القتال فان ثورة عاشوراء التي اعلنها لم تعد ثورة التيار الصدري.

وشدد بالقول "لانؤمن بالقتال فالدم العراقي حرام حرام .. نعم هناك مليشيات وقحة لايجب ان تستمر ". وطالب انصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء وانهاء اعتصامهم امام البرلمان خلال 60 دقيقة .. وقال انه اذا لم ينسحيوا فانه سيبرأ منها. واكد انه "لاتظاهرات بعد اليوم حتى لو كانت سلمية".

وشهدت بغداد امس صدامات مسلحة اثر اقتحام متظاهرين القصور الرئاسية في المنطقة الخضراء وسطها بعد ساعات من إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي وغلق جميع مؤسسات تياره وقد امتدت رقعة المواجهات الى خارج العاصمة فيما ارتفع عدد القتلى في المواجهات التي شهدتها المنطقة الخضراء بين مسلحي سرايا السلام التابعة للتيار الصدري ومليشيات الحشد الشعبي الى 30 شخصا معظمهم من عناصر التيار.