كابول: أجرت الولايات المتحدة ونظام طالبان الأفغاني تبادلا للأسرى لحظ تسليم الحركة للولايات المتحدة جنديا أميركيا سابقا في مقابل الإفراج عن زعيم حرب سابق هو حليف كبير لطالبان، على ما أعلن وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي الاثنين.

وقد سلمت طالبان الأميركي مارك فريريكس الذي خُطف عام 2020 في أفغانستان، في مقابل بشير نورزاي، زعيم الحرب السابق المقرب من طالبان والمسجون منذ 17 عاما في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالهيرويين.

أمير خان متقي

وقال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كابول "بعد مفاوضات طويلة، سُلم المواطن الأميركي مارك فريريكس إلى بعثة أميركية، وهذه البعثة سلمتنا بدورها (بشير نورزاي) اليوم (الاثنين) في مطار كابول".

وكان العنصر السابق في البحرية الأميركية يعمل مهندسا مدنيا لمشاريع إنشاءات في أفغانستان عندما تعرض للخطف، وفق الخارجية الأميركية.

وأوضح الناطق باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس أن بشير نورزاي المحكوم بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة، لم يكن يشغل أي منصب رسمي داخل حركة طالبان لكنه "قدم دعما كبيرا بما يشمل الأسلحة" خلال بروز الحركة في التسعينات.

وقال بشير نورزاي للصحافيين بعيد وصوله إلى مطار كابول "لو لم تُظهر إمارة أفغانستان الإسلامية قوة عزيمتها لما كنت موجوداً هنا".

وشكلت عودة نورزاي إلى أفغانستان مناسبة احتفالية لنظام حركة طالبان التي عادت إلى الحكم في آب/أغسطس 2021 بعد عشرين عاما من احتلال أفغانستان من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.

وأظهرت صور نُشرت على الشبكات الاجتماعية مقاتلين مقنّعين من طالبان يضعون حول عنقه قلائد من الزهر.

ولم تعترف أي دولة حول العالم بعد بالحكومة الأفغانية الجديدة. وقد أكدت واشنطن مراراً أن على طالبان أن "تكسب" مشروعيتها قبل أن تحظى باعتراف المجتمع الدولي.

ورغم مفاخرة طالبان باستعادة السلطة، يتعين على البلد البالغ عدد سكانه 38 مليون نسمة مواجهة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وتفاقمت الأزمة مع التوقف المفاجئ للمساعدات الخارجية التي كانت تصل إلى البلاد بمليارات الدولارات لدعم الاقتصاد الأفغاني خلال العقود الماضية، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وجمدت واشنطن احتياطيات تُقدّر بنحو سبعة مليارات دولار.

وأصبحت القيود الصارمة التي تفرضها طالبان على حقوق النساء في البلاد عقبة رئيسية أمام الاعتراف الرسمي من المجتمع الدولي بالحكومة الإسلامية في أفغانستان.