برشلونة: نظّم الانفصاليون عشرات التظاهرات السبت في كاتالونيا وذلك إحياء للذكرى السنوية الخامسة للاستفتاء على الاستقلال عن إسبانيا الذي نُظّم في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017 على الرغم من أن مدريد حظرته واعتبرته غير شرعي.

ونُظّم التحرّك الأساسي في برشلونة (شمال-شرق) وقد شارك فيه آلاف الأشخاص الذين تجمّعوا في ساحة "قوس النصر".

وشارك في التحرّك بعض ممن أدوا دورا في محاولة الانفصال التي أحبطتها مدريد، بينهم رئيس إقليم كاتالونيا حينها كارليس بوتشيمون الذي ألقى كلمة عبر الفيديو.

وبوتشيمون مقيم في المنفى في بلجيكا تجنّبا لمذكرة توقيف قضائية إسبانية صادرة بحقه.

وشدّد بوتشيمون على أن إحياء الذكرى ليس بداعي "الحنين"، واصفا الاستفتاء بأنه "لحظة تأسيسية" نحو الاستقلال.

وألقى الرئيس الحالي للإقليم بيري أراغونيس خطابا متلفزا شدّد فيه على أن الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017 سيبقى "يوما تاريخيا وجزءا من الذاكرة الجماعية".

وأكد أن الاستفتاء حول الاستقلال شكّل "انتصارا كبيرا"، متعهّدا أن "تصوّت كاتالونيا مجددا" على استقلالها يوما ما.

وكان القضاء الإسباني قد حظر حينها الاستفتاء الذي نظّمه دعاة الاستقلال عن إسبانيا، في يوم شهد توترات كبيرة وتدخّلات للشرطة لمنع تنظيمه.

وأفضت النتائج التي لم يجرَ أي تدقيق مستقل فيها إلى إعلان استقلال أحادي مقتضب صدر بعد ثلاثة أسابيع.

وعلى الأثر أقالت الحكومة المركزية في مدريد قادة الإقليم وقد أدخل بعضهم السجن وفر البعض الآخر.

وبحسب أحدث استطلاع لمركز دراسات الرأي، وهو هيئة إقليمية عامة، يعارض حاليا 52 بالمئة من سكان كاتالونيا استقلال الإقليم عن إسبانيا، فيما يؤيده 41 بالمئة.

ويأتي إحياء الذكرى السنوية للاستفتاء في حين يسود الانقسام معسكر الانفصاليين، خصوصا بين طرفي الائتلاف الحكومي في الإقليم.

ويحذّر مراقبون من أن الانقسام قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي القائم منذ ست سنوات.

ويؤيد "اليسار الجمهوري الكاتالوني" بزعامة أراغونيس الحوار مع المملكة، في حين يعتبره حزب "معاً من أجل كاتالونيا" مضيعة للوقت داعيا إلى نهج أكثر تشددا في مواجهة مدريد.