اوسلو: انتقدت السفارة الروسية في أوسلو الأربعاء ما وصفته بأنه "هوس بالتجسس" في النروج، غداة إعلان البلد الاسكندينافي توقيف روسي للاشتباه بأنه عميل "غير قانوني".

والثلاثاء أعلن جهاز مكافحة التجسس النروجي أنه أوقف روسيا يشتبه بأنه "عميل غير قانوني" كان ينتحل صفة باحث برازيلي في جامعة ترومسو في شمال النروج.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني تلقّتها وكالة فرانس برس أعلنت السفارة الروسية في أوسلو أن "لا علم بها بالشخص أو بالأمر".

وجاء في رسالة السفارة "بشكل عام، يشاع مؤخرا الهوس بالتجسس في النروج".

وتأتي هذه القضية على أثر توقيف تسعة من الرعايا الروس في النروج بتهمة إطلاق طائرات مسيّرة فوق الأراضي النروجية، ما يشكل خرقا لحظر مفروض منذ بدء الحرب في أوكرانيا، أو بخرق قرارات منع تصوير مواقع محظورة.

إلى ذلك تثير الارتياب في النروج سفن الصيد الروسية التي لا يزال يسمح لها بالرسو في بعض من الموانئ النروجية على الرغم من حظر فرضه الاتحاد الأوروبي، وكذلك سفن البحوث.

وشدّدت السفارة على أن "الأمر برمّته مسيّس".

ومنذ أن بدأ النزاع في أوكرانيا خفّضت روسيا إمداداتها من الطاقة إلى أوروبا، ما جعل من النروج أكبر مورّد للغاز الطبيعي إلى القارة العجوز.

وعزّزت البلاد تدابيرها الأمنية لحماية منشآتها النفطية.

واتّخذت أوسلو قرار تعزيز التدابير الأمنية بعد ثلاثة حوادث تسرّب للغاز سبقتها انفجارات تعرّض لها خطا أنابيب نورد ستريم 1 و2، سبقها تحليق مسيّرات أفادت شركات نفطية برصده قرب منصّاتها في المياه النروجية.

وبحسب جهاز مكافحة التجسس النروجي، فان المشتبه به الذي اعلن عن توقيفه الثلاثاء، هو "عميل غير قانوني"، وهو توصيف يستخدم للدلالة على جاسوس يحاول الاندماج بشكل مستدام في بلد أجنبي لكي ينسج فيه شبكة معارف ويقيم قنوات للمعلومات ويتغلغل في أوساط تمتلك معلومات حساسة.

وأودع المشتبه به الثلاثاء التوقيف الاحتياطي لمدة أربعة أسابيع.

ووفق الجهاز النروجي كان الموقوف يجري أبحاثا في جامعة ترومسو حول السياسة النروجية في شمال البلاد حيث تتشارك النروج مع روسيا حدودا بطول 198 كلم، وعلى التهديدات الهجينة.

وقال محاميه في تصريح للإعلام المحلي إن موكله ينفي صحة ما ينسب إليه وهو في "حالة صدمة".

ونادرا ما يتم الإعلان عن توقيف "عملاء غير قانونيين". في هذا السياق شكّل توقيف سيّدة الأعمال الروسية آنا تشابمان المستقرة في نيويورك في العام 2010 قضية مدوية.