طهران: اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأربعاء أن الولايات المتحدة تعمل للتأثير على الرأي العام في إيران عبر دعم الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني.

وتشهد إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر، احتجاجات على خلفية وفاة أميني (22 عاماً) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات آخرون في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وما يعتبره المسؤولون "أعمال شغب".

وقال خامنئي الأربعاء إن "تقارير أجهزة الأمن (الإيرانية) عن الاضطرابات تظهر أن العدو خطط لأعمال الشغب في طهران والمدن الكبرى والصغيرة"، واضعاً ذلك في إطار "الدور الواضح لأميركا في أعمال الشغب" التي تشهدها إيران، وتعد الأكبر منذ أعوام.

مخطط لها

وأتت تصريحات المرشد الأعلى، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد، خلال استقباله تلامذة مدارس في حسينية الإمام الخميني في طهران، قبل يومين من إحياء إيران "يوم التلميذ" الذي يصادف أيضاً "يوم مقارعة الاستكبار العالمي"، في إشارة الى ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 1979.

وسبق لخامنئي أن اعتبر أن الاحتجاجات "مخطط لها مسبقاً"، متهماً الولايات المتحدة واسرائيل، العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية، بالوقوف خلفها.

ورأى المرشد الأعلى اليوم أن "مخططهم، هدفهم، هو ضمان أن يتبعهم الشعب الإيراني ويصبح رأيه متطابقاً مع آراء القادة البريطانيين والأميركيين".

حرب مركبة

وخلال الآونة الأخيرة، سجّلت العديد من التحركات والتجمعات داخل جامعات ومدارس في مناطق إيرانية عدة، تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، بينما خلعت مشاركات حجابهن، الإلزامي وفق قواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

واعتبر خامنئي أن الاحتجاج في الشارع من "بعض المراهقين والشباب هو ظاهر الأمر. هؤلاء هم أطفالنا وليس لدينا نقاش معهم لأنهم دخلوا الساحة بسبب بعض الإثارات والعواطف وبعض الإهمال في الأمور، ولكن المهمّ الذين أداروا هذه المشاهد بخططهم وبرامجهم".

والحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران في الآونة الأخيرة تعدّ الأوسع منذ تظاهرات 2019 التي اندلعت في أعقاب قرار الحكومة رفع أسعار الوقود.

واعتبر خامنئي أن الأحداث الأخيرة التي تشهدها إيران هي "حرب مركّبة" يستخدم فيها أعداء البلاد كل إمكاناتهم.

وأوضح "جاءت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بعض القوى الأوروبية الخبيثة وبعض الجماعات إلى الميدان بكافة الإمكانيات وباستخدام وسائل الإعلام وقدرات الفضاء الافتراضي لضرب الأمة الإيرانية".