إيلاف من بيروت: أحد الأسئلة المطروحة اليوم هو إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو سينفذ اتفاق الحدود البحرية مع لبنان أم سينسحب منه. حزب الله واثق من أن نتنياهو لن يجرؤ على انتهاك الاتفاقية. وتقدر مصادر مطلعة في القدس أن نتنياهو سيتصرف بحذر وسيجد الطريق الصحيح لإيصال الاتفاق إلى ما وصلت إليه اتفاقية أوسلو.

يتابع العالم العربي باهتمام محادثات تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل برئاسة نتانياهو، بعد فوزه في انتخابات الكنيست. قال نتانياهو خلال الحملة الانتخابية إن الاتفاقية "استسلام لحزب الله" وإنه سيلغيها إذا عاد إلى السلطة.

ماذا في القانون؟

من الناحية القانونية، يمكن الجهة التي صادقت على الاتفاقية، أي الحكومة الإسرائيلية، إعادة مناقشتها وإلغاءها، كما لم يتم تقديم الاتفاقية للمصادقة عليها من قبل الكنيست. ونتانياهو يملك أغلبية في الحكومة الجديدة ويمكنه نظريا تمرير مثل هذا القرار.

وافقت حكومة لبيد على الاتفاق على أساس أن رؤساء المؤسسة الأمنية يثقون به، ومن منطلق الرغبة في تجنب مواجهة عسكرية مع حزب الله، فهل يتصرف نتانياهو بشكل مخالف لموقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ويخاطر بوقوع حرب ضد حزب الله؟ وهل ينتهك اتفاقية تهتم الحكومة الأميركية بتنفيذها؟

تقدر شخصيات سياسية بارزة في القدس هو أن رئيس الوزراء المنتخب سيدرس بنود الاتفاق بعناية ويكتشف حقيقة موقف رؤساء المؤسسة الأمنية، وبعد ذلك سيصوغ خطواته في هذا الشأن. وفي أي حال، لا يتوقع حدوث تحرك دراماتيكي في الأشهر المقبلة. فإسرائيل منهمكة في كبح موجة الإرهاب في الضفة الغربية، ونحو نصف القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي متورطة في هذه المهمة. لم يتم إزالة التهديد النووي الإيراني ومن المحتمل أن يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن بتجديد المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، ويواصل حزب الله تجهيز نفسه بأسلحة متطورة تصله من إيران عبر سوريا.

حذر شديد

يقدر مسؤول سياسي كبير أن نتانياهو سيتصرف بحذر شديد وأنه لا يبحث عن مغامرات عسكرية. وتقدر مصادر أمنية أن حزب الله يستطيع، بصواريخه الدقيقة، تعطيل منصة الغاز "كاريش"، التي بدأت لتوها في إنتاج الغاز، إضافة إلى سائر منصات الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط. سبق لنصر الله أن حذر إسرائيل من هذا الاحتمال.

في تقييم الأحزاب السياسية المقربة من رئيس الوزراء المنتخب نتانياهو، فإنه ليس في عجلة من أمره للوصول إلى أي مكان وسيبحث عن اللحظة الملائمة لإفراغ الاتفاق من محتوياته، في الوقت الذي يناسب إسرائيل وبدون مخاطر لا داعي لها، تمامًا كما أفرغ محتويات اتفاقيات أوسلو التي عرضت إسرائيل للخطر.

في لبنان، لا رئيس بعد، والحكومة المؤقتة تملأ مكانه. النظام السياسي غير مستقر، وليس واضحًا إلى متى ستستمر حال عدم الاستقرار، بينما في إسرائيل استقر النظام السياسي وانتُخبت حكومة يمكن أن تبقى في السلطة لمدة أربع سنوات.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "زمان إسرائيل" العبرية