إيلاف من لندن: قال المدعي العام الإيراني إن شرطة الآداب، المكلفة فرض قواعد الزي الإسلامي في البلاد، قد تم حلها. وشهدت إيران شهورًا من الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني في الحجز.

وقال محمد جعفر منتظري، في رده على سؤال خلال مؤتمر ديني الأحد عما إذا كان يتم حل شرطة الآداب: "شرطة الأخلاق لا علاقة لها بالقضاء وتم إغلاقها من حيث تم إنشاؤها".

إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون إلغاء شرطة الآداب بمثابة "تنازل"، لكن لا توجد ضمانات بأنه سيكون كافياً لوقف الاحتجاجات ، التي شهدت متظاهرات يحرقن أغطية رؤوسهن.

انتهاك

كانت مهسا أميني قد اعتقلت من قبل شرطة الآداب بزعم انتهاكها القواعد الصارمة المتعلقة بأغطية الرأس (الحجاب). وقال المدعي العام الإيراني إن شرطة الآداب، القوة التي احتجزت أميني وتطبق قواعد اللباس في البلاد، قد "أُغلقت".

ونقلت وكالة أنباء العمل الإيرانية عن محمد جعفر منتظري قوله إنه تم حل القوة. ومع ذلك، فإن وزارة الداخلية الإيرانية، وهي السلطة المسؤولة عن شرطة الآداب، لم تعلق بعد على وضع القوة.

ونُقل عن السيد منتظري قوله: "نفس السلطة التي أنشأت هذه الشرطة أغلقتها" ، مضيفًا أن شرطة الآداب ليست خاضعة لسلطة القضاء ، التي "تواصل مراقبة التصرفات السلوكية على مستوى المجتمع".

معاقبة شرطة الاداب

وعاقبت المملكة المتحدة شرطة الآداب بعد وفاة أميني (22 عامًا) في حجز الشرطة بعد احتجازها بزعم عدم تغطية شعرها بشكل صحيح بالحجاب، وهذا أمر إلزامي للنساء الإيرانيات. كما تعرضت القوة لانتقادات بسبب قمعها العنيف للاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني.

وقالت وكالة أنباء هارنا المعنية بحقوق الإنسان إن 470 متظاهرا قتلوا حتى يوم السبت بينهم 64 قاصرا. وأضافت أنه تم اعتقال 18210 متظاهرين وقتل 61 من قوات الأمن. ونشرت ممثلات ونشطاء ومتظاهرات إيرانيات صوراً من دون حجاب تضامناً مع التظاهرات المناهضة للحكومة.

ودعا المتظاهرون الأحد إلى إضراب ثلاثة أيام في هذا الأسبوع، في إطار سعيهم إلى مواصلة الضغط على السلطات بشأن وفاة أميني.

خطاب رئيسي

وتم التخطيط للاحتجاجات في اليوم الذي من المقرر أن يلقي فيه الرئيس إبراهيم رئيسي كلمة أمام الطلاب في جامعة طهران يوم الأربعاء.

يذكر أنه بعد الاضطرابات الواسعة النطاق، قال السيد منتظري إن إيران تراجع القانون الذي يطالب النساء بتغطية رؤوسهن.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن السيد منتظري قوله: "نعمل بسرعة على قضية الحجاب ونبذل قصارى جهدنا لاستخدام حل حكيم للتعامل مع هذه الظاهرة التي تؤذي قلب الجميع".

واضاف انه تم عقد اجتماع مع اللجنة الثقافية في مجلس النواب وستظهر النتائج "خلال اسبوع او اثنين".

وقال مسؤولون إيرانيون كبار مرارا إن طهران لن تغير سياسة الحجاب الإلزامية للجمهورية الإسلامية، ويتطلب من النساء ارتداء ملابس محتشمة وارتداء الحجاب.

هدم منزل المتسلقة

إذ ذاك، تم هدم منزل عائلة متسلقة الصخور الإيرانية الناز ركابي، التي شاركت في المنافسة في الخارج دون حجاب.

وقالت وكالة أنباء القضاء الإيرانية الرسمية (ميزان) السبت إن تدمير منزل شقيقها كان بسبب "البناء غير المصرح به واستخدام الأرض" ، وأنه حدث قبل شهور من منافسة المتسلقة في مسابقة دولية لتسلق الصخور في كوريا الجنوبية.

مع ذلك، يقول نشطاء مناهضون للحكومة إن الهدم كان مستهدفًا. ولم تؤكد السلطات الإيرانية علنا عملية الهدم.

ولم تكن الفتاة البالغة من العمر 33 عامًا ترتدي الحجاب الإلزامي المطلوب للرياضيات من الجمهورية الإسلامية في مسابقة في أكتوبر. ووصفت مشاركة لاحقة على إنستغرام، منسوبة للرياضية، ظهورها من دون حجاب بأنه كان عرضيا، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كانت قد كتبته.

وتضغط الحكومة الإيرانية بشكل روتيني على النشطاء في الداخل والخارج، وغالبًا ما تبث ما تصفه الجماعات الحقوقية بأنه اعترافات بالإكراه على التلفزيون الحكومي.