إيلاف من بيروت: تتواصل التحذيرات العالمية بشأن خطر إعدام المتظاهرين في إيران، فيما تستمر التقارير عن الممارسات القمعية الأخرى للنظام الإيراني، بما فيها اختطاف الأطفال، وإصدار أحكام قاسية، وتعذيب المتظاهرين المسجونين، وفقًا لتقرير نشره موقع "إيران إنترناشونال" المعارض.
وبحسب التقرير، أفادت قناة التلغرام التابعة للمجلس التنسيقي لنقابات المعلمين عن اعتقال قوات الأمن الطالب معيد حسيني (17 عامًا) في جوانرود واقتياده إلى مكان مجهول. كما قال محمد مقيمي، محامي الناشط السياسي حشمت الله طبرزدي، إنه في 10 يناير، وجهت إليه 20 تهمة، بينها "الإفساد في الأرض"، في الفرع الحادي عشر لمكتب المدعي العام الثوري في أصفهان. وكتب أحمد رونقي، والد حسين رونقي، في حسابه على إنستغرام، أن عناصر الأمن في وزارة المخابرات استجوبوا نجله حسن عدة ساعات في قاعة المحكمة الأربعاء، وتم رفع دعوى قضائية ضده بتهمة "الدعاية ضد النظام".
القمع مستمر
وفقًا لمعلومات موقع "إيران إنترناشيونال"، فإن فاطمة حربي، المتظاهرة التي أضربت عن الطعام في سجن كجويي كرج، مصابة بالتهاب معوي. وهي أم لطفلين وقد حكم عليها بالسجن 5 سنوات والنفي عامين لأنها لم تكن ترتدي الحجاب.
وأشار الموقع إلى انتهاء إضراب 15 متظاهرة عن الطعام مسجونات في سجن كجويي بكرج. فقد أكد حسين فضلي هريكندي، رئيس قضاة محافظة ألبرز، انتهاء إضراب عدد من السجينات في سجن كجويي برغبة من السجينات أنفسهن، ولم يكن هناك أي تهديد.
وبينما تتواصل المخاوف العالمية بشأن خطر إعدام محمد قبادلو في سجن رجائي شهر، كان هناك تجمع احتجاجي أمام هذا السجن في الأيام الماضية. وتتحدث التقارير ومقاطع الفيديو المنشورة في الفضاء الإلكتروني عن انتشار قوات قمعية وسيارة إسعاف أمام سجن رجائي شهر بكرج.
من ناحية أخرى، أفاد موقع "هرانا" الإخباري بأن ليلى منصور، ناشطة في مجال حقوق المرأة، حُكم عليها من قبل محكمة الثورة بالسجن لمدة عام و 50 جلدة وحظر لمدة عامين على مغادرة البلاد ومنعها من الإقامة في طهران. وفي الوقت نفسه، أعلنت محامية ووالدة نسيم سلطان بيغي، الصحفي والناشط الطلابي، في تغريدات منفصلة، أنه تم اعتقاله أثناء مغادرته البلاد في "مطار خميني"، ولا معلومات عن مكان وجوده. كما تمت مصادرة متعلقات نسيم أثناء اعتقاله.
ويقول موقع "إيران إنترناشيونال" إن المحكمة الثورية في محافظة ساري استدعت 24 طالبًا من جامعة مازندران في ما يتعلق بالاحتجاجات على مستوى البلاد، على الرغم من وصول وقت امتحانات نهاية الفصل الدراسي، وتم استدعاء 16 من هؤلاء الطلاب في يوم واحد. وأفاد موقع "هرانا" الإخباري أن متين كرجي، وهو مواطن بهائي يعيش في قائمشهر، اتهم من قبل محكمة الثورة في هذه المدينة بـ "إهانة المقدسات" و"إهانة المرشد".
ويستمر فرض غرامات مالية باهظة على المعتقلين، حيث أعلن غلام علي صادقي، رئيس قضاة خراسان رضوي، أنه تم الحكم على العديد من المتظاهرين بغرامة قدرها 170 مليون تومان بتهمة "إشعال النار في أنظمة الكمبيوتر التي تتحكم في كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في المدينة".
اعترافات تحت التعذيب
في تقرير منفصل، قال الموقع نفسه إن الناشطة الإيرانية والسجينة السياسية، سبيده قليان، أرسلت رسالة من داخل سجن إيفين بطهران لقناة "إيران إنترناشيونال، أشارت فيها إلى بث الاعترافات القسرية على التلفزيون الإيراني، وكتبت أن "عملية الاعترافات القسرية للسجناء مستمرة"، لكن الغالب الآن هو "صوت الثورة".
وكتبت هذه السجينة السياسية أن أسوار سجن إيفين لا تستطيع منع صوت "المرأة والحياة والحرية" الصادرة من جميع أرجاء إيران، ولكن كل هذا "لا يقلل من خوفي ووحشتي من التعذيب والإعدام والقمع"، مضيفة أن "المبنى الثقافي" في سجن إيفين، الذي كان يستخدم في السابق مكانا لامتحانات السجناء الدارسين خلال فترة السجن، تحول إلى "مبنى للتحقيق والاستجواب".
وأشارت قليان إلى لقائها مع أحد المراهقين السجناء في هذا المبنى، وكتبت: الشاب يقول: "قسما بالله لم أضرب أحدا"، يطلبون منه الاعتراف، وأنا أصرخ: "لا تعترف والموت لكم أيها الظلمة.. سوف تدفعون الثمن قريبا"، ثم تغلق فمي إحدى الضابطات وتأخذني بقوة.
ولفتت قليان إلى قضية انتزاع الاعترافات القسرية منها وكتبت أن المحققين قالوا لها: "أيتها العاهرة الشيوعية هنا نقطة النهاية، قولي مع من مارست الجنس؟". وأضافت أنها قبلت في نهاية المطاف وبعد التعذيب بإدلاء باعترافات قسرية أمام الكاميرا، وكتبت: "بعد 3 أيام متواصلة من الاستيقاظ، وربما أكثر، والتحقيق والحبس في المرحاض، كما لو أنني فقدت الوعي، أخذت النص المعد، وقرأته بنصف وعي، ومع كل سطر وكأن سوطا يضرب روحي وجسدي".
كما أشارت قليان إلى نقلها من المعتقل إلى سجن "سبيدار" في الأهواز، جنوب غربي إيران، ثم إلى "معتقل في الصحراء"، ومن هناك إلى سجن "إيفين" بطهران، وثم إلى سجن "قرجك" وأدلت باعترافاتها القسرية هناك أمام التلفزيون.
وذكرت قليان أنها رفعت دعوى ضد الصحافية - المحققة آمنه سادات ذبيح بور- بسبب دورها في انتزاع اعترافات قسرية منها، ولكن تمت إدانتها بالسجن 8 سنوات.
التعليقات