إيلاف: كشفت إيران النقاب عن نسخة مطورة من نظامها الصاروخي بافار-373 (Belief-373) أرض-جو (SAM) في 8 نوفمبر 2022. والنظام المطور هذا قد يصل مداه إلى أكثر من 300 كيلومتراً أي أن بإمكانه الاشتباك مع طائرات التخفي مثل إف-35 على مسافات طويلة.

وتنفق إيران ملايين الدولارات لنشر نظامها المحلي الذي تقول إنه نظير للإس-400 الروسي، نظام الدفاع الجوي بافار 373 في سوريا، لحماية أصولها من الضربات الجوية الإسرائيلية. ويمكن لصاروخ صياد 4B، الذي تم تقييمه بمدى يتراوح بين 250-300 كيلومترًا، جنبًا إلى جنب مع منصة بافار 373، تتبع مقاتلات الشبح الإسرائيلية من طراز إف-35 والاشتباك معها، حسب مزاعم المسؤولين الإيرانيين.


صورة نشرة قدمها مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني في 21 أغسطس 2016 تظهره (الثالث إلى اليمين) ووزير الدفاع الإيراني حسين دهقان (الثاني إلى اليسار) يقفان بجوار نظام الدفاع الصاروخي الجديد بافار 373 في طهران

الوضع السوري

تضرب إسرائيل باستمرار أهدافًا إيرانية في سوريا، بحجة أنها تشكل تهديدًا لأمنها حيث تدعم الميليشيات في الدولة التي مزقتها الحرب. وإيران وروسيا حليفتان لسوريا دعمتا الأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011.

أما الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا فتعتبر أن إيران تستخدم ميليشياتها الشيعية لحماية مصالحها ومصالح الأسد. وتتهم هذه الميليشيات بصلاتها مع حزب الله اللبناني الذي تخشى إسرائيل أن يقوم بضربة مشتركة ضده لكنها تستهدفه بشكل دوري بغارات جوية داخل سوريا.

ومن المثير للاهتمام، أن هذه الضربات تتم بموافقة روسية ضمنية كجزء من آلية تفادي التضارب مع إسرائيل، مما يسمح لكلا البلدين بممارسة مصالحهما الأمنية، والتي من المفارقات أنها لا تؤثر على العلاقات الروسية الإيرانية.

تتفهم طهران أن على روسيا أن تحافظ على علاقاتها مع إسرائيل ولا تعتبر ذلك أن موسكو تفضل تل أبيب عليها. على العكس من ذلك، غالبًا ما تقوم أنظمة الدفاع الجوي الروسية مثل تور وبوك في سوريا بإسقاط صواريخ جو-أرض الإسرائيلية القادمة وتمارس قدرتها على تتبع الطائرات الإسرائيلية في كل مرة تصعد فيها إسرائيل ضد إيران وتحاصرها.

وكانت آخر غارات لإسرائيل على دمشق في مارس 2022 ، وطرطوس في يوليو 2022 ، وغارتان في حمص في نوفمبر وديسمبر 2022.

ولكن مع دخول الحرب في أوكرانيا عامًا آخر وربما الرغبة في تخفيف بعض العبء عن المنصات العسكرية الروسية التي قد يتعين نقلها إلى أوروبا وعودة بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء إسرائيل، قد تسعى إيران لتعزيز دفاعاتها داخل سوريا.

نظام بافار-373 الإيراني

كشفت إيران النقاب عن نسخة مطورة من نظامها الصاروخي بافار-373 (Belief-373) أرض-جو (SAM) في 8 نوفمبر. وحضر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني حفل إزاحة الستار، حيث تم اختبار النظام بنجاح من خلال إطلاق صاروخ طويل المدى من طراز "صياد بي 4".

وخلال الاختبار، ورد أن الرادار المحدث لنظام بافار-373 تمكن من اكتشاف هدف على مدى يزيد عن 450 كيلومترًا. وتتبع الهدف على مسافة حوالى 405 كيلومترات قبل تدميره في مدى يزيد عن 300 كيلومتراً.

ويزعم خبراء إيرانيون أن المقطع العرضي الراداري (RCS) لطائرة كرار بدون طيار يبلغ 1.64 مترًا مربعًا، وأنه خلال الاختبارات، تمكن رادار الاشتباك العامل على نطاق X المستخدم من قبل النظام من الإقفال على الهدف على مدى 376 كيلومتراً.

وأفيد أيضًا أن الارتفاع الأقصى للصاروخ ارتفع من 27 إلى 32 كيلومتراً. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن قائد قوات الدفاع الجوي لجمهورية إيران الإسلامية العميد علي رضا صباحي فرد قوله إن الطائرة بدون طيار المستهدفة دمرت على ارتفاع 40 ألف قدم (12.2 كم).

نظام الدفاع الجوي

بحسب خبراء إيرانيين، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار الـ RCS الخاص بطائرة كرار بدون طيار وأداء الرادار العامل على النطاق X كمرجع للمقارنة مع إف-35، التي لديها RCS من 0.0015 – 0.005 متر مربع، فإن بافار-373 يمكن أن يشتبك مع الطائرة الشبح الأمريكية من الجيل الخامس على بعد حوالى 90 كيلومترًا.

وأشار الخبراء إلى أن معايير الأداء هذه تنطبق فقط على الصواريخ الموجهة بواسطة رادار شبه نشط (SARH) أو عن طريق باحث مساعد موجه أرضيًا (SAGG).

يعد SARH / SAGG نوعًا شائعًا من أنظمة توجيه الصواريخ التي تعتمد على مستشعر سلبي لإشارات الرادار داخل أنف الصواريخ، والذي يلتقط إشارات الرادار المقدمة من مصدر خارجي لأنه ينعكس على الهدف.

وفيما يتعلق بالتردد، من المعروف أن المقاتلات الشبحية هي "الأكثر خلسة" في النطاق X و S، وبالتالي يشك الخبراء في الادعاءات التي أدلى بها الخبراء الإيرانيون.

فشلت في اكتشافها

تم الإبلاغ عن أن مقاتلات إسرائيلية من طراز F-35 عبرت إلى المجال الجوي الإيراني في عام 2021، وفقًا لتقرير نشرته إيلاف في أغسطس 2022.

وكانت إسرائيل آنذاك تستعد مع الولايات المتحدة لضرب إيران إذا فشلت المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني. والاستعدادات تلك كانت جزءًا من مناورات إسرائيلية ضخمة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ​​للتحضير للحرب مع إيران وإيجاد طرق لاختراق دفاعاتها الجوية والساحلية. واعتبرت إسرائيل أن عدم احتجاج إيران على التحليقات الإسرائيلية من طراز F-35 يعني أنها فشلت في اكتشافها، وأن الطائرة الشبحية، في ذلك الوقت، تمكنت من التهرب من الرادارات الروسية والإيرانية القوية.

قبيل ذلك، في يونيو 2022، زعمت وسائل الإعلام الروسية أن أنظمة الحرب الإلكترونية القوية (EW) عطلت أنظمة استهداف طائرات F-35 الإسرائيلية التي فشلت في ضرب أهداف أرضية خلال مظاهرة عسكرية أمام القيادة العليا في البلاد، والتي شملت رئيس الوزراء آنذاك نفتالي بينيت.