إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي الاربعاء انه سيبحث مع رئيس دولة الامارات غدا تبادل الخبرات في شتى المجالات خاصة في ظل حرص دول منطقة الخليج على تعزيز التعاون من أجل التكامل عبر مشاريع صناعية وزراعية وتجارية.
وأشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى ان زيارته إلى الإمارات غدا الخميس تؤكد رغبة بلاده الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية مع دول الخليج.
واضاف السوداني في مقال بصحيفة "الاتحاد" الاماراتة اليوم تابعته "ايلاف" ان جملة أخي الشيخ محمد بن زايد (رئيس دولة الامارات) حين قال "عراقنا غال على قلوبنا" ليست خواطر فقط وإنما حقيقة تقوده الى الامارات بحثاً عن شراكة مستدامة لصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين.
وكان وزير العدل في دولة الإمارات عبد الله سلطان بن عواد النعيمي قد التقى السوداني في بغداد السبت الماضي حيث سلمه رسالة خطّية من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضمنت دعوته رسميا لزيارة الإمارات من أجل التباحث في تعزيز العلاقات بين البلدين وتوثيق التعاون المشترك على مختلف المجالات.
السوداني خلال مشاركته في مؤتمر بغداد 2 للتعاون المنعقد في الاردن في 20 ديسمبر 2022 (مكتبه)
علاقة مستدامة
وأعتبر السوداني في مقاله أن علاقات الأخوة تتعمق عند المحن ونحن لا ننسى دور الإمارات الشقيقة الدبلوماسي لدعم العراق ومشاركتها في الحرب ضد "داعش" ومساهمتها الفعّالة في إعادة ترميم المناطق المدمرة وعلى سبيل المثال، إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل فهذا الجامع التاريخي له منزلة كبيرة في قلوب العراقيين.
وشدد السوداني على ان العلاقة المستدامة بين دول المنطقة واستقرارها تأتي من ربط المصالح المشتركة بين هذه الدول من خلال التعاون الاقتصادي وبناء المشاريع التنموية لخلق فرص العمل والاستفادة من الطاقة البشرية والطبيعية الموجودة في بلدانها.
الامارات أكبر الشركاء التجاريين للعراق
وكشف السوداني انه سيبحث "مع الأشقاء في الإمارات إلى تبادل الخبرات في شتى المجالات وخاصة في ظل حرص دول منطقة الخليج على تعزيز التعاون من أجل التكامل عبر مشاريع صناعية وزراعية وتجارية".
وأشار الى ان الامارات تعتبر من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار تتركز غالبيتها في المشتقات النفطية والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية. ولدينا اهتمام بتعزيز هذه الشراكة التجارية بما يخدم البلدين.
مشاركة الإمارات في إدارة ميناء الفاو العراقي
وقال ان زيارته الى الامارات "هي تأكيد على رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية.
وأعتبر ان التجربة الإماراتية تعتبر من التجارب الرائدة في العالم لبناء البلد، "فنحن بإمكاننا الاستفادة من تجاربهم العميقة لبناء العراق وعلى سبيل المثال، ريادة الإمارات في إدارة الموانئ العملاقة قد تكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق لأن يكون واحداً من كبريات موانئ الشحن في العالم باعتباره مشروعاً استراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي انه سنناقش مع رئيس دولة الإمارات الشيح محمد بن زايد التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في المنطقة والنتائج الإيجابية من (قمة بغداد2) التي استضافها الأردن مؤخرا والتي ركزت بشكل كبير على دعم العراق في مساعيه لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي عبر تمكينه بالخبرات والاستثمارات والربط الكهربائي الحيوي، وهو ما يتناغم مع أولويات الحكومة وأهدافها لتحقيق التنمية للشعب العراقي.
وبين ان زيارته تهدف كذلك الى التأكيد على إصرار الحكومة العراقية على مواجهة الفساد، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً مع دول الجوار وتبادلاً للخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوط بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم.
وشدد السوداني في الختام قائلا "نذهب إلى الإمارات الشقيقة بروح الصداقة والتعاون والإخاء وهي مبادئ طالما حث عليها الشيخ الوالد .زايد بن سلطان آل نهيان وأرسى معانيها في علاقات دولة الإمارات مع جيرانها وتشبع بها أولاده وساروا على دربه، ونحن نتشارك معهم هذه المبادئ التي تسهم في ازدهار بلدينا عبر علاقات وثيقة نحرص على بنائها وتعزيزها".
يشار الى ان العراق والامارات يرتبطان بعلاقات اقتصادية شهدت نمواً متزايداً خلال السنوات الاخيرة حيث تعكس أرقام التبادل التجاري بينهما منحا ايجابيا اذ يبلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين حوالي 12 مليار دولار في مؤشر يعبر عن حرص البلدين على بناء شراكة تجارية وثيقة ومستدامة كما افتتحت الخطوط الجوية العراقية في ايار مايو عام 2012 خطا جويا مباشرا بين بغداد وابو ظبي ذهابا وايابا.
التعليقات