إيلاف من لندن: من يحكم سوريا؟ هذا السؤال يتبادر يوميا في أذهان السوريين، حتى في خلال محنتهم الحالية بعد الزلزال المدمر. فإن الحكومة السورية لا حول لها ولا قوة في اي شيء كما يقول سكان الجنوب السوري. حتى في الأمور الحياتية اليومية للسكان، هناك قوى في الخفاء تفعل ما تريد.

قال ضابط شرطة سوري لـ "إيلاف" إن هناك مشاهد يومية وحالات لا يمكن وصفها إلا بحال من حل الحكم. وفي التفاصيل التي رواها الضابط ان سوريا يدعى ابو حسن بصرى من عائلة فتوني دهس سيدة مسنة في مفرق عقربا بالجنوب السوري، ولاذ بالفرار تاركا اياها تتضرج في دمائها لتقضي من دون ان يقدم لها اي مساعدة أو أن يطلب النجدة.

اضاف الضابط ان الشرطة السورية استطاعت اعتقاله بعد الحادث وقال في التحقيق انه كان مسرعا لعمل امني، واتضح في ما بعد انه يعمل لصالح حزب الله اللبناني.

الغريب في الامر، بحسب الضابط، ان الشرطة احتجزته على ذمة التحقيق، بعد اعترافه بالعمل والتحقيق معه، بتهمة القتل والفرار. جرى تحضير الاوراق والملفات، إلا ان قائد شرطة المنطقة فوجئ بأمر من قيادته العليا يقضي بالإفراج عنه، وإغلاق الملف بتسجيل الحادث ضد مجهول.

يتابع الضابط قائلًا إن حزب الله اللبناني الذي جند ابو حسن لصفوفه منذ سنوات، عمل مع القيادة العسكرية والمخابرات على اطلاق سراحه من دون تقديم اي اتهام ضده، وتم تسجيل الحادث الذي راحت ضحيته سيدة سورية من أصل فلسطيني ضد مجهول، كأن حياة البشر في سوريا لا تعني احدًا.

يقول سكان الجنوب السوري إن هذه الحادثة تعكس حال الدولة السورية التي لا تستطيع أن تحكم أو تقرر حتى في أمور جنائية أو حوادث طرق أو تجارة مخدرات أو أي مخالفة، وكل الامور تعود لحزب الله اللبناني والايرانيين الذين يسيطرون على كل مناحي الحياة في جنوب سوريا، ويقررون من يحاكم ومن يبرأ ومن يكون الضابط أو الشرطي. يشعر هذا الضابط، الذي خدم طول حياته في الشرطة السورية، بالعار والاحباط. يقول: "اذا كانت الحال هذه نفسها في دمشق فعلى الدولة السورية السلام".