هزت الاحتجاجات إيران من جديد، بعد تباطؤ في وتيرتها خلال الأسابيع الماضية، ودعا متظاهرون إلى "الإطاحة بالجمهورية الإسلامية"، حسبما سمع في تسجيلات فيديو نشرت على الإنترنت الجمعة.
ونظمت مسيرات في العديد من المدن، منها طهران، بدأت مساء الخميس واستمرت خلال الليل، في إحياء لذكرى مرور 40 يوماً على إعدام اثنين من المتظاهرين الشهر الماضي.
وأظهرت تسجيلات فيديو مظاهرات ليلية في ستة مواقع على الأقل في العاصمة، وكذلك في مدن كرج وأصفهان وقزوين ورشت وأراك ومشهد وقورفيه وعزة في محافظة خوزستان وكذلك مدينة سنندج ذات الأغلبية الكردية.
ولم يتسن لبي بي سي التدقيق في صحة تلك التسجيلات.
مظاهرات إيران: "الناس سيقاتلون حتى تحقيق النصر"
من يقرر كيفية التعامل مع المظاهرات في إيران؟
وأظهر مقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان "هينغاو" ومقرها النرويج، قطع طرق في سنندج، وسمع في الفيديو هتافات "الموت لخامنئي".
فيما أظهر مقطع آخر من وسط مدينة أراك، مجموعة من الناس يسيرون على الرصيف وهم يهتفون: "حان الوقت لخلع عمامة القائد".
وأشارت وكالة رويترز، إلى مقطع فيديو نشر على الإنترنت، يقال إنه من مدينة مشهد الشيعية المقدسة في الشمال الشرقي، متظاهرين يهتفون: "أخي الشهيد، سننتقم لدماءك". وأشارت الوكالة إنه لم يتسنّ لها التحقق من صحة مقاطع الفيديو.
ووجهت على سائل التواصل الاجتماعي منذ أكثر من أسبوع، دعوات للاحتجاج في 16 فبراير/شباط للحفاظ على زخم الاحتجاجات.
وأعدم محمد مهدي كرامي ومحمد حسيني في 8 يناير/كانون الثاني. وأعدم شخصان آخران في ديسمبر/كانون الأول.
وكانت منظمة العفو الدولية أدانت محاكماتهم السريعة ووصفتها بأنها "صورية" و"غير عادلة بشكل فادح".
وبدأت الاحتجاجات في سبتمبر/أيلول الماضي بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في الحجز، بتهمة انتهاك سياسة غطاء الرأس الإلزامي.
وشكلت الموجة الطويلة من التظاهرات أحد أقوى التحديات للنظام في إيران منذ ثورة 1979.
وفي تظاهرات احتجاجية، لوحت النساء بأوشحتهنّ وأحرقنها أو قصصن شعرهنّ في تحد لقواعد إلزامية غطاء الرأس.
وفي حين بدا أنّ وتيرة التظاهرات قد تراجعت في الأسابيع الأخيرة، بسبب عمليات الإعدام أو القمع، إلا أن أعمال العصيان المدني استمرت بشكل متفرق.
وترددت أصداء الهتافات الليلية المناهضة للنظام في أحياء طهران والمدن الأخرى. ويرش بعض الشبان خلال الليل كتابات تندد بالجمهورية أو يحرقون لوحات إعلانية أو لافتات مؤيدة للحكومة على الطرق السريعة الرئيسية.
كما تشهدت مدينة زاهدان جنوب شرق البلاد احتجاجات منتظمة مناهضة للنظام كل جمعة بعد الصلاة منذ 30 سبتمبر/أيلول.
وتظهر نساء من دون أغطية رأس في الشوارع والمراكز التجارية والمتاجر والمطاعم على الرغم من التحذيرات الشديدة من المسؤولين.
وبحسب وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (HRANA) التي تتخذ من الخارج مقراً لها، قُتل 529 متظاهراً واعتقل ما يقرب من 20 ألف متظاهر خلال الاضطرابات منذ وفاة مهسا أميني.
التعليقات