إيلاف من لندن: تتحدث تقارير أردنية عن نية بلدية مدية السلط الأردنية لتحويل سجن قديم بني في العهد العثماني وشهد فترات مهمة من التاريخ الأردني الحديث، إلى جاذب استثماري متميز.
وفي اليومين الأخيرين، دعت بلدية السلط مندوبي وكالات الأنباء والصحف المحلية ووسائل الإعلام والمهتمين في الاستثمار لحضور جولة ميدانية للإطلاع على موقع السجن القديم الذي تتوجه لاستثماره.
وكانت بلدية السلط، تسلمت مبنى السجن القديم من قوات الدرك في أبريل 2019، وتمت الموافقة على الاستفادة منه في مشروع ثقافي لمصلحة بلدية السلط الكبرى، والتي خاطبت وزارتي الداخلية والثقافة في 25 يناير/ كانون الثاني من العام ذاته، لإجراء اللازم، بناء على موافقة المديرية العامة لقوات الدرك بتخصيص المبنى أو التنازل عنه لأي جهة تراها وزارة الداخلية مناسبة خدمة للمجتمع المحلي.

تاريخ قديم
وحسب المؤرخ الدكتور محمد خريسات، كما نقل عنه موقع (عمون) فإن السجن كان تأسس أول مرة في عهد الدولة العثمانية عام 1867م، وكان حينها يوجد في كل مدينة قائم مقام، حيث كان موقعه عند تأسيسه في وسط مدينة السلط قرب موقع البلدية حاليا، ثم انتقل إلى مغاير أسفل مبنى سرايا السلط القديم وكان يستخدم للتوقيف المؤقت.
وقال إن الاهالي كانوا يرسلون الاغطية لمن يوقف في السجن، وعند إقامة الدولة الأردنية استلمت (قوات الدرك الارني) موقع السجن القديم في السرايا ثم انتقل إلى موقعه الحالي.
ويروي خريسات أن ابناء المدينة أنه بعد بناء سجن جديد في منطقة السرو قرب مديرية الترخيص تحول السجن القديم إلى مركز اصلاح وتأهيل للنساء، إلى أن تسلمته مديرية الدرك في العام 2008 وحولته إلى سرية طوارئ، ثم تسلمته البلدية في العام 2019.
وتبلغ مساحة السجن 4 دونمات و304 أمتار، وكان المبنى قبل العام 2008 من ملاك الأمن العام، وعند فصل مديرية الأمن عن مديرية الدرك، ألحق المبنى بقوات الدرك.

بانوراما
ويشار إلى أنه منذ أن تسلمته بلدية السلط الكبرى من قوات الدرك، والطروحات المتعلقة باستغلال مبنى سجن السلط القديم تراوح مكانها دون أي إجراء عملي، علما أنه يقع بمكان مميز على مدخل المدينة، بارتفاع مطل على السوق وشارعي الميدان والخضر وجبل القلعة والمنشية ومدرسة السلط الثانوية.
أما تلك الطروحات، فتتعلق بتحويل مبنى السجن إلى معلم تراثي سياحي، أو مشروع تراثي، أو آخر استثماري، وكذلك طرح قدمه النائب طلال النسور بتحويله إلى مشروع "بانوراما تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية وإبراز المعالم الأثرية والتراثية في مدينة السلط".

فندق سياحي
وحسب تقرير لصحيفة (الغد)، كان من بين الطروحات أيضا، أن يتحول المبنى إلى فندق أو(نُزل) بحيث يخدم الحركة السياحية في مدينة السلط، ويتيح أماكن إقامة للزوار والسياح، أو أن يكون المبنى مشغلا تدريبيا وتوظيفيا وإنتاجيا لشباب المدينة، أو تحويله إلى معلم ثقافي سياحي ترفيهي، يدرج ضمن المسارات السياحية الرئيسية في مدينة السلط، مع استغلال مساحات من مبنى السجن، بوضع ألعاب مثل (منقلة، شطرنج، رسم، فسيفساء المزييك).
إلا أن الطرح الذي شق طريقه عبر إجراءات رسمية، هو ما تقدم به النائب النسور، الذي طالب الحكومة عبر كتاب رسمي وجهه لها في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2021، بتحويل السجن إلى“معرض بانوراما تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية وتطورها وإبراز المعالم الأثرية والتراثية في مدينة السلط”.
وتهدف تلك المطالبة إلى جعل الموقع مقصدا رئيسا للسياح والباحثين والمؤرخين وزوار مدينة السلط، نظرا لكون مدينة السلط احتضنت انطلاقة الدولة الأردنية الهاشمية وتوظيف مناسبة إدراج السلط على قائمة التراث العالمي.

تصاميم قيد الدراسة
بعد ذلك بأشهر، قال النسور في تصريحات صحفية، إن مقترحه بشأن سجن السلط القديم، ما يزال قيد دراسة التصاميم في بلدية السلط الكبرى، لافتا إلى أنه لمس وجود اهتمام كبير بتنفيذ المشروع على أرض الواقع، من خلال عدة اجتماعات مع رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والسياحة لما له من أهمية عالية خاصة للمؤرخين والمثقفين وللسياحة، لتكون البانوراما مقصدا للسياحة العلمية والداخلية والخارجية.
وأشار أيضا إلى أن هناك تعاونا تاما بين كافة الجهات المختصة، حيث قامت مديرية الأمن العام بتفويض بلدية السلط الكبرى بتأهيل وتطوير واستخدام مبنى السجن التي بدأت من خلال دائرة العطاءات التابعة لها باستكمال التصاميم المناسبة لتنفيذ المشروع بما يتناسب مع المشروع، على أن تقوم وزارة الإدارة المحلية بتحديد كافة الأمور اللوجستية والبنية التحتية للمبنى.
كما أبدت وزارة السياحة والآثار دعمها بشكل كامل لإقامة المشروع نظرا لأهميته التراثية والسياحية والتاريخية، وإبراز تاريخ الدولة الأردنية الهاشمية والمعالم الأثرية والتراثية في مدينة السلط بطريقة مميزة جاذبة للجميع مما يحدث نموا بالقطاع السياحي في مدينة السلط، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، بحيث يكون المشروع جزءا رئيسيا من النمو الاقتصادي بداخل المدينة ومحيطها.