إيلاف من لندن: أُعلِنَ في بغداد عن التوصل الى تفاهمات قانونية وعدلية ستتيح تسليمه الى المغرب دواعشه في سجونه وعقد مؤتمر وزراء العدل العرب في العراق.
وقال وزير العدل العراقي خالد شواني انه وقع مع نظيره المغربي عبد اللطيف وهبي بروتوكول تفاهم يوثّق العلاقات القانونية والعدلية بين الوزارتين.

وأشار شواني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي الى انه بعد العديد من المناقشات وتبادل وجهات النظر فأن وزارته وقعت برتوكول تفاهم مع وزارة العدل المغربية تضمّن بنوداً تضع اللبنات الاساسية للشروع بإبرام اتفاقيات شاملة للقضايا العدلية ومنها تبادل تسليم المحكومين بعقوبات سالبة للحرية في سجون البلدين في اشارة الى عناصر داعش المغاربة المسجونين في العراق.

مكافحة الإرهاب وتبادل السجناء
واعرب شواني عن تطلعه لعودة وهبي الى بغداد من جديد لاستكمال المشاورات والتوقيع على هذه الاتفاقيات الشاملة واوضح انه كرر طلب العراق من نظيره المغربي باعتباره رئيساً للدورة الحالية لاستضافة بغداد اعمال المؤتمر المقبل 39 لوزراء العدل العرب مؤكدا في بيان للعدل العراقية تابعته "ايلاف" اليوم ان العراق على أهبّة الاستعداد لاستعادة دوره الريادي في المجالات كافة.
من جهته اكد وزير العدل المغربي ان هناك زيارات متعددة للمسؤولين من المملكة المغربية الى العراق في المستقبل القريب بعد تطور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وخصوصاً ما يتعلق بمجال مكافحة الارهاب وتبادل المحكومين.

وزيرا العدل العراقي خالد شواني والمغربي عبد اللطيف وهبي خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد (العدل)

وبخصوص طلب شواني لإستضافة العراق اعمال الدورة المقبلة لوزراء العدل العرب في بغداد قال وهبي "ناقشنا هذا الطلب وسيصدر قرار قريبا بعد اكمال المشاورات مع وزراء العدل العرب، لاتخاذ قرار جماعي بذلك.

شراكة لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية
وبحث وزير العدل المغربي امس مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي آفاق التعاون بين العراق والمغرب وتعزيز روابط الشراكة بين البلدين والشعبين الى جانب مناقشة أبرز القضايا والتحديات إقليميا ودوليا.
وأكد الوزير المغربي تطلع بلاده إلى زيادة التعاون مع العراق في جميع المجالات لاسيما التعاون الأمني وتبادل المعلومات.
من جانبه أكد الأعرجي حرص العراق على إنهاء ملف السجناء بما يتناسب مع قوانين البلدين ودراسة الحالات الإنسانية منها. وشهد اللقاء أيضا بحث ملف مخيم الهول السوري لعائلات عناصر تنظيم داعش وأهمية التعاون والعمل على تفكيكه وإنهائه لما لذلك من أثر كبير على أمن واستقرار المنطقة.
وبحث الوزير المغربي الذي وصل الى بغداد الخميس الماضي مع المسؤولين السياسيين والقضائيين العراقيين التوصل لاتفاقية قضائية
بين البلدين تمهد الطريق لتسلم العراق الى المغرب عدداً من مغاربة تنظيم داعش المعتقلين لديه اضافة الى العالقين من النساء والأطفال كما علمت "ايلاف".
وفي مارس 2022 ناقش العراق والمغرب في اجتماعات في الرباط بين وزيري العدل فيهما سبل توقيع اتفاقية قضائية بشكل "يخدم مصلحة الشعبين ويحترم القانون وحياة المواطنين في كلا البلدين" كما قال وهبي مشيرا الى ان إعادة المحتجزين المغاربة في العراق قد تم بحثها ايضا.

250 داعشيا مغربيا معتقلون في العراق وسوريا
وكانت اللجنة الخارجية في البرلمان المغربي قد اشارت في تقرير اعلنته في تموز يوليو عام 2021 حول أوضاع المغاربة العالقين بسوريا والعراق واطلعت عليه "ايلاف" أن "1659 جهاديا مغربيا غادر البلاد للانضمام إلى حركات إرهابية في العراق وسوريا".
ودعت اللجنة الى التوقيع على اتفاقيات تعاون قضائي وقانوني لتسهيل نقل الأشخاص المحكوم عليهم بين البلدين. وأكدت وجود 250 "مقاتلا" قيد الاعتقال في البلدين "تم التأكد من وجود 10 منهم في العراق".
واضافت انه يوجد في البلدين ايضا 400 قاصر من بينهم 153 tقط ولدوا في المغرب والباقي بمناطق التوتر المعنية في سوريا والعراق أو في بعض الدول الأوروبية .
وتتعثر عودة هؤلاء بسبب قلق عبّر عنه المغرب في تشرين الثاني نوفمبر عام 2019 إزاء "عودة المقاتلين ضمن التنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا".

عائلات العالقين السجناء الدواعش تطالب باعادتهم
وفي 23 من الشهر الماضي طالبت عائلات المغاربة المعتقلين والعالقين في العراق وسوريا سلطات بلادهم بإعادة أبنائها إلى المغرب وتوفير محاكمة عادلة للمتهمين بجرائم منهم.
وقالت الامينة العامة لتنسيقية العائلات المغاربة مريم زبرون في تصريحات للاعلام المغربي تابعتها "ايلاف" إن العائلات اجتمعت لمناشدة السلطات المغربية بترحيل أبنائها وهي لا تمانع أن تتم محاكمة أبنائها العالقين في بلدهم.
واضافت إن عددا من النساء تواصلن مع التنسيقية وكشفن لها أنهن هربن بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 من الشهر الماضي من المخيمات ويعشن حاليا في ظروف مزرية بصحبة أطفالهن في ظل تصاعد موجة البرد القارس ومخلفات كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة.
وتؤكد العائلات أن أبناءها "تم التغرير بهم فسافروا إلى تلك البؤر المتوترة دون وعي بمخاطر الخطوة التي قاموا بها" كما أن "الجهات التي غررت بهم صورت لهم الأمر كأنه طريق يقربهم من الجنة".
وأكدت الهيئة أنها تلقت في هذا الصدد عددا من الشكايات عن "إقدام المليشيات الكردية في الشمال السوري على انتزاع العشرات من الأطفال المغاربة من أمهاتهم وحجزهم في مخيمات تشبه مراكز اعتقال مخصصة للأطفال" ووصفت ذلك بأنه "انتهاك خطير وصارخ لحقوق الطفل".
يذكر انه بعد حوالي 18 عاما من الإغلاق اعاد المغرب في 28 من شباط فبراير الماضي فتح سفارته مجددًا في العراق ما أعاد ملف المعتقلين المغاربة في سوريا والعراق لمشاركتهم في صفوف التنظيمات الإرهابية الى الواجهة مرة أخرى.