كييف (أوكرانيا): زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خطّ المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث وعد بتحقيق انتصار عسكري على روسيا "الإرهابية".
وجاءت مواقف الرئيس الاوكراني الذي تفقد قواته في أقرب مكان من الجبهة قرب باخموت ثم في خاركيف (شمال شرق) بعد ضربات جديدة دامية شنها الجيش الروسي واسفرت عن مقتل سبعة مدنيين على الاقل في منطقة كييف، فضلا عن إصابتها مبنى سكنياً في زابوريجيا (وسط شرق) مخلفة قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة "سنرد في شكل أكيد (...) على كل الهجمات على مدننا".
وأضاف "هنا، في دونباس، في منطقة خاركيف، في كل مكان وصل اليه الشر الروسي، يبدو مؤكداً أن هذه الدولة الإرهابية لا يمكن وقفها الا بانتصارنا".
وأكد أن "روسيا ستخسر هذه الحرب".
وفي مقطع فيديو نشره مكتبه في وقت سابق، ظهر زيلينسكي خلال لقائه جنودًا في مستودع حيث كان يقلّدهم أوسمة.
مكاسب روسية ثابتة
وتقول كييف إنّ المعركة من أجل مدينة باخموت الصناعية، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 80 ألف نسمة، أساسية من أجل صدّ القوات الروسية على طول الجبهة الشرقية.
وكان الرئيس الأوكراني قد زار القوات الأوكرانية داخل باخموت أواخر العام الماضي، قبيل رحلته إلى الولايات المتحدة، التي كانت أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
غير أنّ القوات الروسية حقّقت مكاسب ثابتة باتجاه السيطرة على باخموت في الأشهر التي تلت تلك الزيارة.
وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك، إنّ القوات الروسية أوشكت على قطع الطرق الأوكرانية المؤدّية إلى المدينة.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن إيان غاغين قوله "يمكننا القول إنّ المدينة محاصرة عملياً".
من جهته، أكد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلّحة التي تقول إنّها تقود الهجوم للسيطرة على المدينة، هذا الأسبوع، أنّ قواته تسيطر على حوالى 70 في المئة من باخموت.
مساعدات عسكرية
في موسكو، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنّ تسليم لندن لأوكرانيا ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضّب، تحدّث عنها مسؤول بريطاني أخيراً، سيمثّل "تفاقماً خطيراً" للنزاع.
وقال "إنها خطوة نحو مزيد من التفاقم، تفاقم خطير" للنزاع.
وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي أشارت الإثنين إلى أنّ المملكة المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بقذائف "تحتوي على يورانيوم منضّب".
وقالت إنّ "هذه الذخيرة فعّالة للغاية في تدمير الدبابات والمراكب المدرّعة الحديثة"، موضحة أنّ هذه القذائف كانت مخصّصة للاستخدام مع دبابات "تشالجنر" التي تنوي لندن تسليمها أيضاً.
إسقاط مسيّرات
في وقت سابق الأربعاء، أطلقت روسيا 21 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد -136/131" على أوكرانيا، في عملية بدأت قبل منتصف الليل بقليل، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني الذي قال إنّه أسقط 16 منها.
وقال زيلينسكي إنّه إضافة إلى هذه "الطائرات الإيرانية القاتلة"، أطلق الروس صواريخ مع تسجيل "عمليات قصف عديدة". ودان زيلينسكي "الضربات الإجرامية"، مشيراً إلى أنّ "كلّ ذلك في ليلة واحدة فقط من الإرهاب الروسي ضدّ أوكرانيا".
في غضون ذلك، أعلنت روسيا أنّها "صدّت" هجوماً بمسيّرات على مرفأ سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو، في ساعة مبكرة الأربعاء، بعد أربعة أيام من زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للمدينة.
وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو "أُسقطت الطائرات الثلاث".
وكان الحاكم المحلّي ميخائيل رازفوجاييف أعلن قبل ذلك بوقت قصير، أنّ "أسطول البحر الأسود صدّ هجوماً بطائرات مسيّرة على سيفاستوبول". وأضاف عبر تلغرام أنّ الهجوم لم يؤدّ إلى سقوط ضحايا، مؤكّداً أنّ "الوضع تحت السيطرة".
القمة الروسية الصينية
وبحسب موسكو، ناقش وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار خلال اتصال هاتفي الأربعاء تطبيق اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود والذي مدّد السبت حتى 18 أيار/مايو.
في سياق آخر، غادر الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو الأربعاء، حيث أظهر تقاربه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الغرب.
وأشاد بوتين وشي بدخول العلاقة "الخاصة" بين بلديهما "حقبة جديدة" في مواجهة الغرب، فيما دعم الرئيس الروسي بحذر خطة بكين لتسوية النزاع في أوكرانيا، متّهماً كييف برفضها.
وفي ظل غياب انفراج بهذا الشأن، تمحورت قمّتهما حول إظهار متانة العلاقات التي توحّد روسيا مع الصين.
من جهته، أعلن الكرملين الاربعاء أنه لم يُفاجأ برد الغرب "العدائي" بعد القمة الروسية الصينية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "في ما يتعلق برد الفعل الجماعي الصادر عن دول الغرب، فإن طبيعة رد فعلهم غير الودي والعدائي على كل القضايا، ليست مفاجئة لأحد".
إعادة إعمار
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن الصين لم "تتجاوز خط" تسليم أسلحة فتاكة لروسيا بعد في إطار حربها في أوكرانيا.
في هذه الأثناء، أفاد تقدير نشره البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية الأربعاء، أنّ أوكرانيا ستحتاج إلى 411 مليار دولار لتعافيها وإعادة إعمارها.
ومع استمرار المعارك، أشارت هذه المؤسسات والمنظمات إلى حاجة فورية لـ14 مليار دولار اعتباراً من هذا العام بهدف تنفيذ "الاستثمارات الملحة وذات الأولوية" والتي تتيح بدء عملية إعادة الإعمار.
التعليقات