إيلاف من لندن: يبحث قائد فيلق القدس الإيراني في بغداد الجمعة مع القيادات السياسية الشيعية التطورات في المنطقة بعد الاتفاق السعودي الإيراني وموقف المليشيات العراقية من الضربات الأميركية الأخيرة في شرق سوريا مع العراق.
فقد وصل الى بغداد الليلة الماضية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال اسماعيل قاآني حيث توجه الى النجف وقدم العزاء لآل الحكيم في رحيل أحد شخصياتهم الدينية ثم سيجري مباحثات في العاصمة مع قادة القوى السياسية الشيعية الموالية لطهران.
تطورات المنطقة
وأشار مصدر سياسي عراقي في تصريح لـ"إيلاف" أن مباحثات قاآني مع القيادات السياسية الشيعية العراقية الموالية لبلاده ستتناول التطورات الجديدة في المنطقة على ضوء الاتفاق السعودي الإيراني في العاشر من الشهر الحالي بإنهاء القطيعة بين البلدين المستمرة منذ عام 2016 حين قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد مهاجمة متشددين إيرانيين لسفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.
وأضاف أن الاتفاق الأخير بين البلدين الذي عقد في بكين بوساطة صينية ونص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين قد خلق أجواء جديدة في المنطقة من شأنها تبديد التورات التي تشهدها منذ عدة أعوام.
وأوضح أن المباحثات ستتناول تهدئة مواقف القوى والمليشيات الشيعية العراقية من السعودية التي ظلت هدفاً لهجومات وتهديدات ضدها من قبل تلك الأطراف التي لوحظ تغير مواقفها أيضاً مؤخراً باتجاه التهدئة مع الرياض انسجاماً مع المواقف الإيرانية في هذا المجال.
وكان العراق قد لعب دوراً كبيراً في التوصل الى اتفاق البلدين حيث احتضنت عاصمته بغداد عام 2021 خمس لقاءات سعودية إيرانية على مستوى الخبراء الأمنيين بتسهيل من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين اللذين يعدان أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، لكنهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
المواجهات الأميركية الإيرانية بسوريا
وأضاف المصدر أن مباحثات قاآني في العراق ستتناول أيضاً موقف المليشيات العراقية الموالية لإيران المتمركزة على الحدود السورية مع العراق وموقفها من الضربات الأميركية المستمرة منذ الجمعة الماضي.
فقد أعلن البنتاغون عن مقتل 14 مقاتلاً من عناصر هذه الميليشيات في ضربات نفذها الجيش الأميركي في شرق سوريا رداً على هجوم بطائرة مسيرة اتهمت تلك الميليشيات بتنفيذه ما أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وجرح ستة آخرين.
كذلك استهدف القصف الاميركي مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال على الحدود مع العراق ما أدى الى مقتل ثمانية مقاتلين موالين لطهران وفق حصيلة جديدة.
وسيناقش قاقآني مع قادة المليشيات العراقية دورها في المواجهات مع القوات الأميركية حيث يوجد في سوريا المئات من مقاتلي كتائب حزب الله العراقي الذين يشاركون في القتال ضد الجماعات المناوئة للنظام السوري.
ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود نحو 15 ألف مقاتل من المليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في محافظة دير الزور الغنية بالنفط شرق سوريا وتحديداً في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين.
تقديم العزاء برحيل شخصية شيعية
وأخيراً أشار المصدر الذي كان يتحدث الى "إيلاف" الى أن قاآني قام في مدينة النجف العراقية مساء أمس بتقديم واجب العزاء لآل الحكيم بوفاة صادق محمد باقر الحكيم.
والأربعاء الماضي أعلن رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم في بيان وفاة ابن عمه العلامة صادق الحكيم نجل المرجع الشيعي الراحل محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي قارع النظام العراقي السابق من منفاه في إيران ثم قتل بتفجير سيارة مفخخة في النجف في آب/أغسطس عام 2003 بعد ثلاثة أشهر من سقوط ذلك النظام.
وتعد هذه الزيارة الثالثة لقائد فيلق القدس إلى العراق عقب تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعد زيارته الثانية في كانون الثاني/يناير الماضي والأولى في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2022 .
التعليقات